المحتوى الرئيسى

المبعوث الأمريكى السابق إلى ليبيا لـ«الشروق»: الاستقرار والأمن فى ليبيا مصلحة حيوية لمصر

05/22 09:35

• واينر: على القاهرة إقناع مسئولى شرق ليبيا بقبول التسوية مع الآخرين.. والمساعدة فى بناء «خيمة كبيرة» تستثنى المتطرفين

• مقاطعة الليبيين للمحادثات أصعب عقبة واجهتنى

• تعديل اتفاق الصخيرات والقضاء على السوق السوداء للنفط والتخلص من الميليشيات مفاتيح حل الأزمة

• يجب أن يضم الجيش الليبى قادة من جميع أنحاء البلاد.. وبقاء حكومة السراج لعامين إنجاز ليس صغيرا

أكد المبعوث الأمريكى السابق إلى ليبيا جوناثان واينر، أن لمصر مصلحة حيوية فى استقرار ليبيا، كما لواشنطن مصلحة فى ليبيا فعالة ضد الإرهاب، مشيرا إلى أهمية أن تساعد القاهرة فى بناء ما سماه «خيمة كبيرة» تضم جميع الفرقاء الليبيين وتستثنى المتطرفين، لافتا إلى أن حل الأزمة الليبية يتطلب تعديل اتفاق الصخيرات والقضاء على السوق السوداء للنفط والتخلص من الميليشيات وضم الجيش الوطنى لقادة عسكريين من جميع أرجاء البلاد.

وقال واينر، الذى يعمل حاليا باحثا فى معهد الشرق الأوسط (مؤسسة بحثية فى واشنطن) فى حوار مع «الشروق» عبر البريد الإلكترونى، إن لمصر مصلحة حيوية فى استقرار وأمن ليبيا، نظرا للحدود البالغ طولها 1150 كلم بين البلدين والترابط بين شعبيهما واقتصادهما، مشيرا إلى أن قيام مصر بدور نشط وقوى وعملى فى المساعدة على تعزيز التوصل لتسويات تفاوضية وإجراء الانتخابات أمر مهم بالنسبة لأى اتفاقات تتمتع بفرصة للنجاح.

ورأى واينر أنه لكى يكون الدور المصرى أكثر فاعلية، على القاهرة إقناع مسئولى شرق ليبيا، فى إشارة إلى المشير خليفة حفتر وبرلمان طبرق، بقبول التسوية مع الآخرين وإبلاغهم أن دعمها لن يظل بلا حدود، والتلويح بتقليصه إذا فشلوا فى الوصول إلى مثل هذه الحلول التوافقية.

ودعا المسئول الأمريكى السابق، القاهرة إلى عدم السماح لبعض الليبيين بتسمية آخرين بـ«الإخوان المسلمين» أو «الإسلاميين» كوسيلة لاستعداء مصر ضدهم وإقصائهم عن العملية السياسية، مشيرا إلى أنه هذه الفصائل قد تكون مهمة لضمان الاستقرار الليبى، وأن تصبح جزءا من حكومة تعددية وشاملة.

وأوضح واينر: «لبسط الاستقرار والأمن فى ليبيا، ستحتاج مصر إلى المساعدة فى بناء خيمة كبيرة تضم جميع الفرقاء فى ليبيا مع استبعاد المتطرفين غير القادرين على العيش ضمن إطار ديمقراطى وفى نفس الوقت ستحتاج القاهرة لدعم بناء مؤسسات وطنية قوية بما فى ذلك الجيش الوطنى الليبى».

كما يتطلب نهج «الخيمة الكبيرة»، بحسب واينر، «دبلوماسية شاملة»، عبر الشراكة مع الدول المجاورة لليبيا وخاصة الجزائر، موضحا أنه «على المدى البعيد، ستكون ليبيا الآمنة مهمة للاقتصاد المصرى ولأمن مصر، لأن ذلك سيوفر مرة أخرى فرصا للعمال المصريين للمساعدة فى إعادة بناء ليبيا بما يصب فى صالح البلدين».

وحول الدور الأمريكى، أوضح واينر، أن مصلحة واشنطن تكمن فى أن تكون ليبيا مستقرة وآمنة بما يكفى لتكون فعالة ضد الإرهاب وألا تصبح ملاذا آمنا لتنظيم «داعش» الإرهابى، مضيفا: «يجب أن تتعاون هذه الدول مع بعضها لمساعدة الليبيين على إيجاد حلول، وكذلك مع دول مهمة أخرى لمستقبل ليبيا مثل الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا وبريطانيا والإمارات وروسيا».

وأوضح واينر أن أصعب ما واجهه كمبعوث أمريكى لليبيا كان مقاطعة الليبيين للمحادثات التى تهدف إلى تمكينهم من مناقشة خلافاتهم، فضلا عن أنه كان من الصعب فى كثير من الأحيان إيجاد موقع يمكن أن يتفقوا عليه جميعا لعقد اجتماع».

ولفت إلى أن تلك المقاطعات المتكررة كانت محبطة للغاية، فضلا عن حصوله على وعود من بعض الأطراف ثم مخالفتهم لها، أو تحريف ما دار فى اجتماع تم عقده، ورغم ذلك أشار إلى أنه «سعى لتأمين حلول وسط يمكن أن يتعايش معها الليبيون والبحث عن أرضية مشتركة».

وحول دور الأمم المتحدة فى التقريب بين الفرقاء الليبيين، قال واينر إنه من المؤسف أن الليبيين لم يتمكنوا من حل مشاكلهم فيما بينهم واحتاجوا إلى مساعدة من الغرباء للتوصل لحلول، مشيرا إلى أنه يمكن لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة المساعدة فى بناء الإجماع والزخم من أجل الحلول. وتابع: أرى أن دوره فى الوساطة من أجل التوصل لحلول أمر ضرورى، ولكن لكى يكون فعالا، لابد أن تدعمه جميع الدول الأخرى الناشطة فيما يتعلق بليبيا، وهذا ما آمل أن يفعلوه.

وبسؤاله عن إمكانية حل الأزمة فى ليبيا، قال واينر إن هناك حاجة لحلول على ثلاثة مستويات، فعلى المستوى السياسى، تحتاج البلاد إلى تمكين الحكومة من العمل بشكل أفضل من خلال تعديل الاتفاق السياسى (الصخيرات)، موضحا أن هذا الأمر سيكون «انتقاليا»، مشيرا إلى أن الدولة تستحق دستورا وانتخابات لتمكين المواطنين من اختيار قادتهم.

وعلى المستوى الاقتصادى، أشار واينر إلى ضرورة أن تستثمر ليبيا فى قدرتها على إنتاج النفط، حيث يتطلب الأمر القضاء على السوق السوداء من خلال إعادة تقييم العملة الليبية.

وعلى المستوى الأمنى، شدد واينر على ضرورة أن يكون لليبيا جيش وطنى شامل حتى لا يشعر أى ليبى بأنه غير آمن، مضيفا: «ينبغى التخلص تدريجيا من الميليشيات ويجب أن يكون الجيش نفسه تحت سلطة مدنية للحفاظ على استقلاله عن السياسة، بما سيمكنه بعد ذلك من محاربة الإرهاب والبدء فى خطوات لتأمين حدود ليبيا».

ولفت واينر إلى أنه «بمرور الوقت، تحتاج ليبيا إلى وضع حماية أفضل ضد الفساد وسيحتاج قادة البلاد إلى بناء ضوابط لمكافحة الفساد».

وفيما يتعلق بجهود الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر فى محاربة الإرهاب، قال المبعوث الأمريكى السابق: «استعاد المشير الليبى بنغازى من الإرهابيين الذين جعلوا المدينة غير صالحة للكثير من المواطنين»، مضيفا: «استغرق الأمر عامين ونصف لتحقيق ذلك، لكنهم حققوه ولم يكن ذلك سهلا».

كما تطرق واينر لجهود الجيش الليبى فى مدينة درنة على مدى عامين، حيث يحارب للقضاء على مجلس شورى المجاهدين غير أنه لم يتمكن من تحرير المدينة بعد». وتابع: «لكى يكون الجيش الوطنى الليبى جيشا وطنيا حقيقيا، يجب أن يضم قادة من جميع أنحاء البلاد»، مشيرا إلى أنه لم يتمكن حتى الآن من ضم كبار القادة العسكريين فى غرب البلاد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل