المحتوى الرئيسى

حديث مع سائق تاكسى مغربى | المصري اليوم

05/22 08:31

ذهبت إلى مدينة الدار البيضاء فى المغرب بدعوة من الجمعية المغربية للخصوبة لإلقاء محاضرتين. المؤتمر كان ناجحاً ولكن به المشكلة الأزلية لدول شمال أفريقيا المتحدثة بالفرنسية، فالمحاضرات تلقى بالفرنسية ومعظم المتحدثين يتم دعوتهم من فرنسا وبلجيكا ومقاطعة كيوبيك بكندا، وبالتالى لسنوات طويلة كانت الدول الثلاث المغرب والجزائر وتونس معزولة عن المؤتمرات العلمية الطبية لبقية دول الشرق الأوسط، التى تتعامل بالإنجليزية ومعزولة أيضاً عن بقية أوروبا وأمريكا الشمالية.

حدث تطور فى السنوات القليلة الأخيرة بدعوة أساتذة يلقون المحاضرات بالإنجليزية مع إدخال ترجمة فورية.

المؤتمر كان ناجحاً من الناحية العلمية وأضاف إليه أن المغاربة يحبون الغناء والموسيقى والرقص وكان الفن المصرى الكلاسيكى، أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وعبدالمطلب مسيطراً. والدار البيضاء مدينة تجارية على المحيط الأطلسى وتبعد أكثر من خمس ساعات بالطائرة من القاهرة، وهناك فى المغرب مدن قديمة بها حضارة وقد شاهدتها فى زيارات سابقة وأهمها مراكش وفاس ومكناس وطنجة وكل منها له طبيعة خاصة وتاريخ طويل وتستحق الزيارة جميعاً.

الشعب المغربى معظمه يدين بالإسلام، وكان هناك عدد كبير من اليهود المغربيين الذين هاجر معظمهم إلى إسرائيل وكونوا كتلة هامة من اليهود الشرقيين فى إسرائيل. تاريخياً لم يكن هناك مسيحيون فى المغرب باستثناء الفرنسيين الأوروبيين، وحديثاً أنشئت كنيسة للأفارقة من الدول الأفريقية المتاخمة للمغرب.

نأتى إلى الجزء الطريف لنكتشف الدرجة الكبيرة من التشابه بين رجل الشارع المصرى والمغربى الذى يلعب الدين دوراً فى تفكيرهم، ولكن عندهم أيضاً حب للحياة والمرح. ركبت تاكسى بعد محاولات، لأنهم يسألونك رايح فين. كان الراديو مفتوحاً على إذاعة للقرآن، فسألت السائق من هو المقرئ، فقال اسمه وقال إنه يقرأ بالطريقة المصرية. ثم بدأ يتحدث معى فجأة عن الشيخ كشك الذى كنت أعرف أنه كان شيخاً متشدداً له شعبية كبيرة، واكتشفت أن السائق يحفظ عن ظهر قلب بعض أجزاء من خطب كشك وبالذات التى يهاجم فيها الملك الراحل الحسن الثانى والقذافى وغيرهما. وقلت لنفسى هذا سائق متطرف، وسألته ألا تسمعون الموسيقى فى المغرب، فقام بتغيير المحطة إلى أغنية لأم كلثوم ويدأ يغنى ويتحدث باستفاضة عن عبدالوهاب وعبدالحليم، فانفرجت أساريرى وفجأة قال هل يمكن أن أدخن سيجارة فقلت له الشيخ كشك يقول هذا حرام وضحك وبدأ فى التدخين.

التاكسى قديم ومتهالك ربما عمره أكثر من 40 عاماً ويتوقف التاكسى عندما يشير أحد ويسأله عن طريقه، وبذا يركب أكثر من راكب، وذلك كان يحدث فى مصر أيام أزمة التاكسيات. طبعاً يوجد عداد ولكنه لا يعمل، يعنى هناك تشابه كبير. أكثر حاجة أذهلتنى حين ركبت فتاة لمسافة وسألته عن المبلغ المطلوب فقال 20 دينارا، أعطته ورقة بمائتى دينار ولم يكن معه فكة، فقالت سوف أفك من هذا الدكان، ولكنه فتح الشباك، وقال لبائع متجول للفاكهة أعطنى 20 ديناراً فأعطاه البائع المبلغ، فقال السائق له خذها من الآنسة وانطلق بالتاكسى والبائع يصرخ، فسألته هل تعرف هذا البائع، فقال لا ولكن الفتاة سوف تدفع له المبلغ. قلت لنفسى إنه صايع كبير، وأخيراً دفعت له خمسة يورو بعد أن سألته عن سعر التحويل حتى أوفر الوقت ولا أتعرض لدفع الأجرة عند بائع متجول آخر.

حقيقى هناك شبه كبير بين شعبنا وشعب المغرب، وهم أيضاً عندهم فروق شاسعة بين الطبقات اقتصادياً وثقافياً، وعندهم مشاكل سكانية وإخوان وكل حاجة!.

سلامى إلى هذا السائق الذى سعدت بصحبته وعرفت منه الكثير عن المغرب، وتحية إلى د. عمر سفروى، رئيس المؤتمر المغربى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل