المحتوى الرئيسى

رئيس فيسبوك يمثل أمام البرلمان الأوروبي على الهواء

05/21 18:12

وافق رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني الأثنين (21 أيار/ مايو 2018) على جلسة استماع لرئيس شركة فيسبوك مارك زوكربرغ، وتستغرق 75 دقيقة تبث على الهواء في لايف ستريم ويب فيديو. وأيد مصدر في فيسبوك هذا الخبر حيث قالت متحدثة باسم الشركة "نتطلع للاجتماع ونوافق على بثه على الهواء".

وكان رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني قد تعرض لانتقادات من نواب ومسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات الجلسة التي ستناقش مخاوف عامة متعلقة بخصوصية البيانات. وقال تاجاني في تغريدة إن موافقة زوكربرغ على البث الحي عبر الإنترنت "أنباء عظيمة".

وسيزور زوكربرغ أوروبا للدفاع عن شركته بعد فضيحة بيعها معلومات شخصية لملايين المستخدمين لشركة استشارات سياسية بريطانية عملت مع حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بين عملاء آخرين.

ومن المقرر أن يلتقي زوكربرغ برئيس البرلمان الأوروبي وقادة أحزاب في بروكسل ابتداء من الساعة 6:15 مساء بالتوقيت المحلي غداً الثلاثاء. كما سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء.

وفي أبريل/ نيسان أدلى زوكربرغ بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي للإجابة على أسئلة بشأن خصوصية البيانات في أعقاب الكشف عن أن شركة كمبردج أناليتيكا البريطانية جمعت دون حق بيانات تخص ملايين المستخدمين من الموقع، وتشير أحدث التقديرات إلى أن 87 مليون مستخدم تضرروا من هذه الممارسات.

م.م/ ع.غ ( رويترز، DW )

لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.

كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).

اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".

استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.

اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.

شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.

خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.

"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل