المحتوى الرئيسى

"سلطان الشهور".. طقوس رمضانية خاصة في تركيا.. و"الزغاريد" الأبرز

05/21 01:12

تتميز تركيا، بطقوس وأجواء خاصة في شهر رمضان، فبمجرد ثبوت رؤية الهلال، تنطلق الزغاريد من جميع المنازل التركية، وتفوح روائح المسك والعنبر وماء الورد، فقد جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم.

في شهر الصيام تتلون الحياة في تركيا بمسحة دينية تظهر واضحة في مظاهر الحياة كافة ويطلقون على هذا الشهر اسم "سلطان الشهور".

بعد أن تعلن المؤسسات الدينية في تركيا عن ثبوت رؤية الهلال، وأنه في الغد سوف يتم بدء الصيام، تنطلق الزغاريد من جميع المنازل التركية، خصوصًا تلك التي ما تزال تحتوي بين جدرانها على الأجيال التركية القديمة مثل الجد أو الجدة، كما تفوح رائحة المسك والعنبر وماء الورد الذي يتم إضافته إلى المياه ورش الشوارع  والحدائق بتلك المياه المعطرة.

كما تفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد، فقد جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم.

اعتاد الأتراك على أن يبدأوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون فيما يبقى طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية، في حين تعتبر الكنافة والبقلاوة من أكثر الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان المبارك.

وتجمع المائدة التركية بين النكهتين الشرقية والغربية متميزةً بتنوع أطباقها واعتمادها على اللحوم بشكل كبير، حيث تعتبر أطباق المشاوي سيدة المائدة الرمضانية التركية، ووفقاً للمؤرخين فقد ترك مطبخ السلطان العثماني أثره على أصناف هذا المطبخ.

وفي القرن السابع عشر كان طهاة قصر "توبكابي" يستعدون لحلول شهر رمضان، فيعدون كل ما لذ وطاب من الأصناف الشهية، لدرجة أن روائح الطعام كانت تجذب السكان والمارة من على بعد أميال، حيث المساحات الهائلة التي خصصت للمطبخ الذي توزع على عدة مبان منفصلة بنيت تحت عشر قباب آنذاك.

ومن عادات الأتراك في شهر رمضان، بداية إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، ويأكلون التمر والزيتون والجبن بأنواعه قبل تناول الطعام الشهي، والبعض يقوم لأداء صلاة المغرب أولاً، ثم يعود لمائدة الطعام مستمرًا في إفطاره، والبعض يكمل إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب، وفي شهر رمضان تقوم الأفران والمخابز بعمل خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه بـ"بيدا"وهي كلمة فارسية تعني"الفطير"، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي، ولمّا كانت فطائر" البيدا" تخص شهر رمضان؛ فإن الأطفال يقفون في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة.

 والأتراك عادة من الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة في الطعام والشراب تفوق قرناءها، وتعتبر الكنافة والجلاّش والبقلاوة من أبرز أنواع الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان، ولكن يظل دائمًا وأبدًا طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية، ولعل هذا راجع لظروف المناخ البارد في أكثر أوقات السنة.

وتتميز مساجد تركيا بطريقة استقبالها للشهر، إذ تستقبل جميع المساجد في تركيا شهر رمضان، بلافتات ضوئية مصنوعة من أسلاك ممدودة بين المآذن، يكتب عليها رسائل ترحيب بشهر رمضان أو عبارات دينية واجتماعية، ويطلق عليها اسم "مَحيَا"، وقد توارث الأتراك هذا التقليد منذ الدولة العثمانية.

كما يحرص المسلمون الأتراك على ارتياد المساجد خلال شهر رمضان، حيث تكتظ المساجد بالمصلين بعد الإفطار لأداء صلاة العشاء والتراويح، وتقوم معظم المساجد في تركيا أيضاً بتنظيم حلقات لتعليم القرآن الكريم، خلال الشهر الفضيل.

ويعتبر مسجد السلطان أحمد أبرز وأكبر مساجد تركيا، فمساحته شاسعة لذلك يطلق عليه "المسجد الكبير" لأن المصلين يدخلونه من خمسة أبواب فهو يشغل أربعة شوارع رئيسة بمدينة أسطنبول ويتميز بالتحف المعمارية والفنية وبالزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه، بالإضافة إلى حوالي 150 نجفة معلقة بجميع جنباته وسقفه، كما يقوم الكثير من المساجد الكبرى بمدينتي أنقرة العاصمة واسطنبول العاصمة القديمة للعثمانيين باستقبال الصائمين على طعام الإفطار تمامًا كما يحدث في الكثير من الدول الإسلامية والعربية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل