المحتوى الرئيسى

«رجال الله».. كيف يقضى وحوش العملية الشاملة صيامهم فى الجو والبحر؟

05/20 21:36

- طبيعة عمل المقاتل البحرى تتطلب منه الغوص تحت الماء لإزالة الألغام البحرية

حياة رجال القوات المسلحة، فى كل الفروع والأسلحة، تختلف عن حياة المواطن العادى، خاصة فى شهر رمضان المبارك، إذ يحظى صيامهم بالعديد من الكواليس، التى لا يعلم المصريون عنها شيئًا.

ورغم محاولات قنوات «الإخوان» التقليل من شأن العملية الشاملة، ومقاتليها الأبطال، فى مواجهة التكفيريين فى سيناء، فإن المقاتلين يضربون على جبهات الحرب فى ساعات الصيام، مثالًا للشجاعة والإيمان، فى ظل تفضيلهم الصيام على الإفطار، وتحمل المشقة.

وترصد «الدستور» فى هذا التقرير، حكايات «نسور الجو» فى سلاح الطيران، ورجال «الصاعقة البحرية»، خلال مشاركتهم فى العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، بالتزامن مع صومهم شهر رمضان.

طيار مقاتل: الإفطار فى ثوان على المقود.. ونعيش فى أفضل حالاتنا خلال الشهر الكريم

رغم أن الأزهر أتاح لهم رخصة الإفطار فى رمضان، نظرًا لطبيعة عملهم الشاقة، التى تستلزم أن يكونوا بصحة جيدة ويقظة دائمة، والحصول على ١١٠٠٠ سعر حرارى يوميا، إلا أن «نسور الجو» لا يستغلون تلك الرخصة، ويفضلون الصيام وتأدية فرض ربهم على الوجه الأكمل.

«كيف نفطر، ونحن بجوار الله فى السماء، ونعلم أنه يرانا ويسمعنا ويأخذ بيدنا فى حربنا على الإرهاب؟»، بهذه العبارات بدأ طيار مقاتل من أبطالنا فى سيناء، حديثه لـ«الدستور»، مضيفا: «أعلم ضرورة الإفطار، لكنى نفسيا أكون فى أفضل حالاتى فى الصيام، خلال مواجهة من يحاربون المصريين ويحاولون العبث بمقدرات الوطن».

ولا يعلم أغلب المصريين أن «نسور الجو» من الطيارين المقاتلين فى سيناء، لهم ظروف خاصة جدًا فى العمل، تؤثر بطبيعة الحال على صيامهم فى شهر رمضان المبارك.

من بين هذه الظروف أن يكون الطيار مقيدًا بـ٦ أحزمة فى مقعده داخل الطائرة، لضمان عملية تأمينه إذا ما حدث أى ضرر للطائرة التى يقودها، بواقع حزامين فى قدميه، وحزامين من الظهر والبطن، بالإضافة إلى حزامين من الكتف، علاوة على «البارشوت» الذى يحمله إذا ما اضطر للخروج من الطائرة والنزول إلى الأرض، وفق ما ذكره الطيار.

مقاتل طيار ثان قال إنه مكلف بتنفيذ الأمر والتحرك خلال ٣ دقائق فقط، بجانب الجاهزية للاشتباك مع الأهداف المحددة له بسرعة ودقة فائقتين، لذا يتناولون إفطارهم الرمضانى بعد وضع وجباتهم على مقود الطائرة، بسرعة فائقة للغاية، لأنهم يعلمون أن الوقت ثمين، وربما يأتى بين الحين والآخر أمر بالتحرك للتصدى للعناصر الإرهابية قبل تنفيذ عملية دنيئة تستهدف المجندين الصائمين، ما يحتم عليه التعامل فورا معهم.

بدوره، قال اللواء طيار أحمد كمال، أحد أبطال سلاح الجو فى حرب أكتوبر، إنه نفذ ٥٢ طلعة جوية خلال الحرب، وأصر على الصوم رغم أن الأزهر أصدر فتوى آنذاك تبيح لهم الإفطار.

وأضاف «كمال»: «القادة أتوا إلينا قبل ساعة واحدة من بدء الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، للتأكد من تناولنا الطعام، وعدم الصوم، حتى لا يؤثر ذلك على أدائنا القتالى فى مواجهة العدو».

لكن الغريب أن الطيارين المقاتلين كانوا يظهرون للقادة بأن الطعام فى أفواههم، ثم يديرون وجوههم ليلفظوه مرة أخرى، لأنهم اتفقوا فيما بينهم على أن يخوضوا الحرب صائمين، وهو ما حدث بالفعل، فكان النصر هو سبيلهم، وفق «كمال».

وأشار إلى أن الطيار المقاتل لا يستطيع الطيران إلا إذا حصل على وجبة سعرية تفوق ٥ أضعاف ما يحصل عليه الشخص العادى، موضحا: «الفرد العادى يحصل على ٢٠٠٠ سعر حراراى فى اليوم، بعكس الطيار، الذى يحتاج إلى ١١ ألف سعر حرارى يوميا».

وتابع: «كنا مضطرين لاختيار ليلة ١٠ رمضان، لتنفيذ الضربة الجوية، لأنها تسبق اكتمال القمر بـ٣ أيام كاملة، حتى يكون العبور ٦ أيام متواصلة، ٣ منها قبل اكتمال القمر و٣ أخرى بعد اكتماله، وهو ما يتيح إضاءة مناسبة للجندى المصرى».

واستكمل: «شيخ الأزهر زارنا وقال لنا نصا: (وقت القتال من حقك أن تصوم، أو تفطر إذا كان الصيام سيؤثر عليك»، أى أنه أفتى للجنود بالإفطار إذا كان الصيام سيؤثر على سير العملية القتالية، وعلى صحة الجندى المقاتل وتركيزه، لكن الجنود أصروا على الصيام، حتى إخوتنا المسيحيون تسحروا معنا ليلة المعركة».

فى السياق ذاته، طرح موقع Quora الأمريكى، سؤالًا حول كيفية تعامل الطيارين المسلمين مع أعباء عملهم فى نهار رمضان، حين يجب عليهم الصيام، وكيف يواجهون ما تتطلبه وظائفهم من مجهود، فى ظل قلة ما يتناولونه من طعام، ووردت إجابات من بعض المستخدمين المسلمين، أصحاب الخبرة فى هذا المجال.

وكتب أحد المستخدمين: «إنه يعمل طيارًا مدنيًا منذ أكثر من ٢٠ سنة، لكنه مسلم قبل أى شىء، والإسلام يمنح رخصة بالإفطار فى نهار رمضان، إذا كان المسلم على سفر، مع وجوب صيام الأيام التى أفطرها فى وقت لاحق، ومع ذلك فإنه يصوم أحيانًا فى أيام عمله بنهار رمضان، لكنه خلال تلك الأيام يحرص على ألا يؤثر الصيام سلبًا على قدرته على اتخاذ القرارات».

وتابع: «عند صيامى خلال رحلاتى أخبر مساعدى بذلك، وأكون مستعدًا للإفطار فى حال انخفضت قدرتى على التركيز، بسبب نقص السكر فى الدم، كما أننى لا أصوم إلا فى الرحلات التى أتجه فيها شرقًا، حيث تكون فترة الصيام قليلة، بعكس الرحلات المتجهة غربًا، والتى تطول فيها فترة تواجد الطائرة فى منطقة أشعة الشمس، ما يجعل فترة الصيام تصل إلى ٢٤ ساعة فى الرحلات الطويلة».

أحد رجال «الصاعقة البحرية»: أغلب ساعات الصيام تحت الماء

هل جربت أن تصوم تحت الماء؟ وأن تمنع المياه من التسلل إلى حنجرتك وأنفك وأذنيك؟ أن تكافح أكبر عدو للصائم؟ دعنى أخبرك بأن هناك رجالًا عاهدوا الله على عدم التفريط فى حبة رمل من أرض وطنهم.

نتحدث هنا عن قوات «الصاعقة البحرية»، عن مقاتلين يقضون أغلب ساعات صيامهم فى التدريب تحت الماء، استعدادًا لخوضهم حربًا ضروسًا ضد عدونا المتطرف دينيًا، الذى لا يثنيه صيام أو غيره عن تنفيذ عملياته الدنيئة.

ولا يعلم كثيرون أن طبيعة عمل المقاتل البحرى تتطلب منه الغوص تحت الماء، لإزالة الألغام البحرية تارة، أو لأعمال البحث والإنقاذ، فى إطار فرض السيطرة الكاملة على سواحل البحرين المتوسط والأحمر، بالإضافة إلى منع تسلل أى عنصر إرهابى للحصول على الدعم اللوجستى لتلك الجماعات المتطرفة عبر الساحل.

لم تقتصر أدوار أبطال الصاعقة البحرية عند هذا الحد، بل تمتد إلى حماية الثروات المعدنية والنفطية داخل المياه الإقليمية، لذلك تكثف نشاطها وتواجدها على حواف الساحل، خاصة فى مناطق العمليات، بطول خط المواجهة، الممتد من رفح إلى العريش، إلى جانب تولى مهام مداهمات البؤر الإرهابية المطلة على السواحل المصرية.

أحد مقاتلى الصاعقة البحرية، يقول: «أعظم لحظات عمرى، عندما يمتزج عرق التدريب والجهد بمياه البحر، خلال عمليات الإبرار، وأثناء التعامل مع أى هدف غريب، يظهر على الساحل فى مسرح العمليات».

وأضاف: «على الرغم من عدم وجود تكفيريين تحت الماء فإنهم كانوا يحاولون اتخاذ سواحلنا والشقق المجاورة لها مرتعا للاختفاء بها، هربا من القوات البرية، بعد محاصرتهم من كل اتجاه».

وفيما يخص معاناته أثناء الصيام، قال: «رغم وجودى فى الماء خلال العمليات، فإننى لا أشعر بها، ومتيقن تمامًا من أن الله يعلم ما خفى فى قلبى، حتى لو تسلل الماء رغمًا عنى إلى داخل جسدى».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل