المحتوى الرئيسى

دكتور محمد زغلة يكتب بين محنة التصوف والعلم

05/20 21:36

بين محنة التصوف والعلم.. !!

أكثر ما أضر التصوف.. هو جمع الناس عليه بغير علم..

وأصبح المريدون الطيبون المقبلين على الله.. راغبى القرب والوصول..

يمُارسون أعمالًا قد لا توافق الشرع.. أو أفعالًا غريبة.. أو ممارسات مرفوضة عقلًا ونقلًا.. أو التعبد بلا دليل ولا فقه ولا فهم..

يُقلدون فيها أشياخهم.. أو يُنفِّذُون وهم مُجبرون تارة، أو مُحرجون تارة أخرى.. مهما كانت درجاتهم العلمية أو مناصبهم الوظيفية (يعنى مش مقصور على العامة)..!!

وذلك بحِجة أن طاعة الشيخ واجبة.. (فمن اعترض انطرد)..!!

وهم على أمل هدايتهم، ونوالهم الرضا والقبول..

(فهم معذورون.. وإن كان حُسن نيتهم، لا يعفيهم من التحقق من إتباع الشيخ لأحكام الشريعة.. التى تُثمِر الحقيقة)..!!

وذلك فى ظل اقتصار (المجالس الصوفية) على الحضرة (وفيها ما فيها من الخير بلا شك).. وإطعام الطعام.. والمديح.. يتخللها حديث الكرامات، والوصول بالحب..

مع تواضع علم الشيخ ورؤوس الطريق.. وصمت العلماء إن حضروا.. ورواح المعرفة.. وعليه ينفض المجلس..!!

حتى أنهم يعجزون عن الرد على منتقديهم.. وكثيرًا ما يتشككون ويتردد بين أنفسهم (إحنا ليه بنعمل دة؟!.. هو صحيح سيدنا النبى كان بيعمل كدة..؟!)..

فلو علموا فقهه لأجابوا واطمأنوا.. وإن لم يجدوا، توقفوا وامتنعوا عما لا يُرضى الله..!!

وفى هذا يقول "الإمام الرائد محمد زكى إبراهيم"..

(إن العلم.. أصل العبادة والسلوك عندنا..

ونعوذ بالله أن نتعبد عن جهل، أو عن تقليد محض..

فلا بد من معرفة كل دليل لكل قول أو عمل تأتيه..

وأن نحاول ما أمكن تطبيق (السنة المحمدية) على حياتنا بكل ما فى الإمكان من غير تنطع ولا جمود ولا تطرف).أهـ

ولو تناقشت مع أحدهم.. يقول لك: (أنت لا تفهم علوم الحقيقة.. ومدد الشيخ واصل)..!!

ولو كنت فهمت (قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر).. ما اعترضت.. فهذا نبى وهذا عبد.. لكنه عبد أتاه الله علم الحقيقة.. (ليُخرصك ويُفحمك ويصدمك..!!)

هذا.. إلا ما رحم ربى من (قلة مستورة) من بعض أكابر البيوت الصوفية الراشدة.. أدامها الله..

ليس فقط العلم بالدين وأحكامه- وإن كان أصلًا أصيلًا..

ولكن الإلمام بالثقافة العامة المتجددة.. ومواكبة حركاتها.. ومتابعة تطوراتها في جميع المجالات..

وعندنا (لا يَدخل المريد بمصاحبة شيخه، إلا على نور العلم مع سلاح العمل، ومن ثم يَتقلب فى مراتب السلوك، بعد التوبة واستحلال الحقوق، إلى أول مَقَامات العبودية وهى المراقبة)..

نبدأ بصلاة مكتوبة، ثم القرآن، ثم الأوراد، فالذكر، ويلزم أن تُختم بمجلس علم..

(بذلك يجمع المريد بين الـعلم والذِكر والفكر فى مـجلس واحد، وهى كل خير الدنيا وعمل الآخرة)..أهـ

ومما حفظناه من وصايا شيخنا الأكبر "الإمام محمود أبو عَلِيَّان"..

"عامل الله على أساس (العلم والعبادة)،

وعامل الناس على أساس (التواضع والمحبة)،

وعامل نفسك على أساس (المراقبة وانتظار الموت)...."!!..أهـ

وفى قيمة العلم، يقول "الإمام الرائد":

حين اعترض اليهود على أن بعث الله لهم طالوت ملكًا..

(قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)..

وهما (أى العلم والجسم) عدة المجاهد، فبالعلم يُصَّرف شئون الدنيا والدين. وبالجسم يتحمل أعباء الدعوة وأذى خلق الله..

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل