المحتوى الرئيسى

آثار العقوبات الأمريكية على إيران تصل إلى أفغانستان

05/20 21:26

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق من الشهر الجاري، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض عقوبات على طهران.

العقوبات الأمريكية على إيران، لا تضر بالاقتصاد الإيراني فقط، ولكن تأثيرها وصل إلى العديد من الدول أبرزها الشركاء الموقعون على الاتفاق النووي.

إلا أن وكالة "رويترز" كشف آثارا أوسع لقرارات ترامب، حيث تهدد بالقضاء على مشروع مصمم للمساعدة في بناء اقتصاد أفغانستان، مما يعرض هدفا رئيسيا لاستراتيجية الولايات المتحدة لإنهاء أطول حرب في تاريخ أمريكا للخطر.

حيث يجري تطوير مجمع ميناء "تشابهار" في إيران، بدعم من الهند، كجزء من خطة لإنشاء ممر جديد للوصول إلى أفغانستان "الحبيسة"، الذي يمكن أن يفتح الطريق أمام تجارة تقدر قيمتها بملايين الدولارات، ويقلل من اعتمادها على باكستان.

كما أن بناء الاقتصاد الأفغاني من شأنه أن يحد من اعتماد كابول على المعونات الأجنبية، ويؤثر بشكل كبير على تجارة الأفيون غير المشروعة، التي تعد مصدر الإيرادات الرئيسي لطالبان.

اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟

لكن قرار ترامب بإعادة فرض العقوبات على إيران ومعاقبة المؤسسات المالية التي تمارس الأعمال التجارية مع طهران، يهدد مشروع ميناء "تشابهار"، بسبب احتمال انسحاب البنوك من تمويل المشروع خوفًا من تعرضهم للعقوبات.

حيث صرح دبلوماسي هندي كبير أن قرار الرئيس ترامب أعادنا إلى نقطة البداية، وسيتعين علينا إعادة التفاوض بشأن شروط وأحكام استخدام ميناء تشابهار، مضيفًا "أنه مشروع يمكن أن يغير شكل الاقتصاد في الهند وإيران وأفغانستان، ولكن في الوقت الراهن كل شيء أصبح مهددا".

وكان مشروع "تشابهار" المشترك بين إيران والهند وأفغانستان، الذي أطلق في عام 2016، قد واجه عددا من التأجيلات، حيث لم يشهد بعد حركة مرور كبيرة باستثناء بعض حاويات القمح المتبرع به من الهند، ولا يتوقع وصول أول شحنات الفواكه المجففة الأفغانية إلى الهند قبل يوليو المقبل.

وقال مصدر مطلع على المشروع، إنه تم تأجيل ثلاثة عقود على الأقل لبناء البنية التحتية في الميناء، بعد تعليق شركتين صينيتين ومجموعة فنلندية أعمالها، في الوقت الذي تسعى فيه البنوك إلى الحصول على ضمانات من واشنطن قبل الموافقة على التمويل.

وبالإضافة إلى ذلك، يجد التجار الأفغان، الذين كانوا يأملون في الحصول على بديل لميناء كراتشي في باكستان، أنفسهم معزولين عن التمويل، واضطروا إلى الاعتماد على نظام الحوالات التقليدي لتحويل الأموال، الذي لا يكفي وحده لبناء الاقتصاد.

ويعد "تشابهار" من بين عدد من مشاريع شبكات النقل والطاقة المصممة لتعزيز التجارة الأفغانية، ووضع الأسس لبناء صناعة تعدين قادرة على استغلال الاحتياطيات المعدنية غير المستغلة التي تقدر بمليارات الدولارات، كما ينظر إلى "تشابهار" كطريقة لأفغانستان لتعزيز علاقاتها مع الهند والقوى الإقليمية الأخرى.

اقرأ المزيد: كيف سيتم فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟

وقال بارنيت روبين، الخبير في مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، والمستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة "إن الطريقة الوحيدة لإشراك الهند أكثر في التنمية الاقتصادية لأفغانستان هي عبر تشابهار"، مضيفًا "أن سياستنا تجاه إيران، تتسبب في تحطيم سياستنا في أفغانستان".

بعد مرور 17 عامًا على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان من السلطة، تظل أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، وتعتمد بدرجة كبيرة على المساعدات الخارجية.

وبصرف النظر عن صادرات الأفيون غير المشروعة التي تقدر بنحو ملياري دولار وفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن منتجاتها الرئيسية هي الفواكه المجففة والطازجة، والسجاد، الذي لا يتجاوز حجمه أكثر من جزء صغير من قيمة تجارة المخدرات.

وقال خبراء إن أفغانستان ستصدر في البداية منتجات زراعية مثل الرمان والعنب عبر "تشابهار" باستخدام جزء من طريق مولت بناءه الهند، ثم ينقل للميناء الإيراني الذي بنته نيودلهي.

ومن المتوقع أن تتوسع هذه الصادرات لتشمل الموارد المعدنية، الأمر الذي أعرب ترامب عن رغبته في مشاركة الشركات الأمريكية فيه، وبالنسبة للهند، فإن هذا يعني استخدام خط سكة حديد مخطط بناؤه ليصل إلى "تشابهار" لتصدير خام الحديد من منطقتين في منجم حديد "حاجي جاك" في وسط أفغانستان، والذي حصلت نيودلهي على حقوق استغلاله.

وصرح توماس لينش، وهو خبير في جامعة الدفاع الوطني وضابط سابق بالجيش الأمريكي "أن هذا المشروع مهم حقا، حيث يمثل بصيصا من الأمل في أن تتخلى أفغانستان عن اقتصادها القائم على تجارة المخدرات"، مضيفًا: "نحن الآن نطلق النار على رأسنا".

اقرأ المزيد: العقوبات الأمريكية على إيران تهدد الشركات الأوروبية

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل