المحتوى الرئيسى

حكايات القصور.. الحلقة الرابعة: لماذا رفض الملك فاروق استجمام «تشرشل» في اسوان؟

05/20 19:53

كان الملك فاروق في مطلع عام 1951، يؤكد للإنجليز أنه نسى حادث 4 فبراير 1942 المعروف بـ«حادثة قصر عابدين»، والتي حاصرت فيها القوات الإنجليزية القصر وأجبر «مايلز لامبسون كيلرن»ن المندوب السامي البريطاني الملك فاروق على توقيع قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل حكومة أو أن يتنازل فاروق عن العرش.

وكان يؤكد «فاروق»، أيضا على أن مصر ستقف إلى جانب إنجلترا، وفي هذا الوقت كان ونستون تشرشل، زعيما للمعارضة في إنجلترا قبل أن يتولى منصب رئيس الوزراء مرة آخرى، وقد أصيب بمرض خطير وعندما شفي منه فكر في القدوم إلى مصر لقضاء فترة النقاهة والاستجمام في أسوان، بعيدا عن الضوضاء؛ وليتمتع بحرارة شمس أسوان ودفء جوها ومناظرها الطبيعية.

وأرسلت السفارة المصرية في لندن إلى القاهرة تقول، إن «تشرشل»، يود أن يعرف رأي السلطات المصرية في هذا الموضوع، وعملا بالتقاليد المتبعة في علاقات الحكومة بالقصر، قال «النحاس» إنه لابد من إحاطة الملك بالموضوع واستئذانه، ولم يخطر ببال «النحاس»، أو العارفين بموضوع طلب الزيارة إن الملك سيقول: «لا!».

وإذا بـ«فاروق»، يفاجئهم بأنه لا يريد أن يجيء تشرشل إلى مصر، وعندما وصل للنحاس رفض الملك صاح قائلا: «بقى تشرشل يقول عاوز أجي بلادكم علشان أستجم فيها، نقوم نقوله لا مش عاوزينك، إيه الكلام ده يا إخوانا؟».

وقيل لـ«تشرشل»، إن هناك مباحثان دائرة بين الحكومتين المصرية والبريطانية، وإن النفوس هائجة وتطالب بإلغاء معاهدة 1936، وإن الحكومة المصرية مع استعدادها لاتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة لا تستطيع أن تكفل سلامة «تشرشل»، في الظروف الحاضرة، وأدرك «تشرشل»، أن زيارته لمصر غير مرغوب فيها، فقضي إجازته في المغرب الأقصى، وعرف الإنجليز بالطبع مصدر الرفض والتوجيه الذي عملت به حكومة القاهرة.

ولم يمض على هذا الحادث ثمانية أو تسعة أشهر وعاد تشرشل رئيسا للوزراة البريطانية مرة ثانية، وكان فاروق لا يحب تشرشل لأنه كان في عهد وزارته الأولى «1940-1945» يعطف على «كيلرن» ويؤيد سياسته، وكان «فاروق»، يعتقد أنه لولا هذا التأييد الشخصي الذي لقيه «كيلرن» من تشرشل لما كان حادث 4 فبراير، وما كان كيلرن عامل فاروق بالشدة التي عامله بها.

وهناك حادثة أخرى تؤكد مدى عدم ارتياح «فاروق»، لـ«تشرشل»، وهي عندما اجتمع أقطاب الحلفاء في القارة خلال الحرب، في المؤتمر المعروف بـ«مؤتمر القاهرة» زار «فاروق»، «تشرشل» في الدار التي أعدت لنزوله بالقرب من فندق «مينا هاوس» وكانت لأحد كبار الإنجليز المقيمين في مصر.

وعندما عاد «فاروق» إلى القصر سأله مستشاره الصحفي كريم ثابت عن كيف كانت الزيارة فرد عليه غاضبا: «ماذا تريد أن أقول لك، ألا تعرف «تشرشل» ووقاحته، أراد أن يكلمني كأنه يكلم ولدًا صغيرا، وأما انتهت الزيارة، ونهضت منصرفًا، أدعى أنه يتقدمني ليرني الطريق ولكنه في الحقيقه أراد أن يمشي أمامي».

ولذلك اعتقد «فاروق» برفضه لزيارة تشرشل لمصر أنه انتقم منه!

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل