المحتوى الرئيسى

هاني سامي يكتب: عمرو خالد بين دينا وصوفينار وثالثهما دجاج الوطنية

05/19 18:48

لا أخفى أننى يوما ما أو فترة ما فى حياتى كنت من المخدوعين بمن يسمى الداعية الإسلامى عمرو خالد فى بداياته، نعم كنت كغيرى من الملايين الذين تراجعوا عن الإيمان به بعدما ظهرت لهم الحقائق تباعاً، حقاً كنت من المعجبين بأسلوبه الخاطف فى البداية ولم أكن من المصابين بهوس طلته وطلاوة لسان فضيلته، عدت حينما ردنى المنطق إلى عقلى بعد ذلات علنية من الداعية الإسلامى الشهير.

عمرو خالد خرج مع الأيام الأولى لشهر رمضان بإعلان للترويج عن دجاج لإحدى الشركات السعودية باسم "دجاج وطنية" بصحبة أسيا عثمان – خبيرة تطوير أكلات!- وما أن نشر الإعلان على صفحته إلا وتلقى سيلا من الهجوم بل والشتائم على شتى مواقع التواصل الإجتماعى دفعه لحذف فيديو الإعلان ولكن بعد أن التقطه الجميع وبثته قنوات ومواقع إخبارية كبرى على مستوى العالم العربى وبات موثقاً بشل رسمى .

الأزمة ليست فى تقديم داعية إسلامي لإعلان، ولكن المصيبة فى إعلان عمرو خالد هو استخدام الدين فى ترويج سلعة، الحقيقة قد أعجبنى تحليل الإعلامي وائل الابراشى حينما طل عبر برنامجه "العاشرة مساء" الذى بثته قناة دريم وقال: إعلان عمرو خالد لا يختلف كثير عمن يستخدمون الدين فى حمل السلاح وقتل النفس من قبل الجماعات الإرهابية فكلاهما يستخدم الإسلام لغرض لا علاقة له بالدين وأن ظهور عمرو خالد كداعية فى إعلان هى خطيئة وليست خطأ، فكيف لى أن اصدق رجل تحول من داعية، إلى مسوق ومروج سلع مثل الدجاج والزيت والصابون وخاصة نوع دجاج بعينه فى منافسات بين شركات بإعلانات مدفوعة الأجر وكان يجب عليه ألا يقحم الإسلام وصلاة التراويح والصيام والله فى هذا المنتج الذى يروج له ، سقطة كبيرة جداً للداعية عمرو خالد ، فما فعله لا يفرق شيئاً عما فعلته الجماعات الإرهابية بالزيت والسكر تحت شعار "الإسلام هو الحل" فى انتخابات الإخوان أو الشعارات المضللة للجماعات السياسية، ابعد الإسلام عن ذلك.

أتضامن مع كل ما قاله الإبراشى جملة وتفصيلا لأنه طرحاً لكل ما ولد فى انفسنا وضمائرنا تجاه الداعية التى صارت أفعاله تحتاج حقاً لتحليل كبار خبراء الطب النفسى ليخبرونا بتفسيرات يقبلها العقل والمنطق.

واقعة الدجاج لم تكن الأولى لعمرو خالد التى يربط فيها الدين الاسلامى بمنتج ما، فلأننا فى مصر ضعاف الذاكرة بفعل الطيبة وروح التسامح التى نتمتع بها فقد نسينا أن الداعية الشهير قام قبل ذلك بالترويج لنوع من العطور فى فيديو شهير موجود على اليوتيوب حتى الآن يظهر فيه خالد ويخاطب الجمهور قائلا: "هناك من يتكلم على منتجات شركات وهو خجلان ، لكن أنا شاعر بانسجام نفسى وأنا باتكلم عن الحاجات دى ، لأنى من أكتر الدعاة فى العصر الحديث بيتكلم على قيم الجمال ، وأن الجمال ده حاجة من أصل الاسلام واللى يشكك فى قيم الجمال مش فاهم إسلام أصلا ، فأنا أعتقد إن العطور بالطريقة اللى بيعرضها عبد الصمد القرشى - عطور القرشى -   تتفق مع القيم الاسلامية التى تدعو للجمال"!.

فى الوقت الذى كان فيه شراء "الدش" أو رسيسفر قنوات الـ art قبل عشرون عاما لمشاهدة مباريات كأس العالم وكان الشيخ صالح كامل يحتكر تلك البطولة قبل أن يقوم ببيعها للجزيرة القطرية ولجأ البسطاء للوصلات العشوائية بسبب المقابل الفاحش لمشاهدة المباريات خرج وقتها عمرو خالد يعلن فى فيديو شهير قائلا عن الوصلة " السلكة دى ممكن تبقى حرام لأنها بتضييع حقوق ناس إلى أخر  الفيديو الشهير " ، كان هذا الظهور بمثابة أول مسمار فى نعش شعبية عمرو خالد الزائفة ، بعدما ثار عليه الغلابة الذين لجأوا للوصلة لمشاهدة كأس العالم ولكنه تدارك الأمر وخرج واعتذر مع عمرو اديب ببرنامجه على قناة اوربيت وقتها "القاهرة اليوم" وقال لصاحب إحدى المداخلات " انا غلطان ومش راضى عن الإعلان ده ونادم على ذلك ومش عيب أقول إنى غلطت ومش عيب انك تسامحنى وباعلن إنى عملتها فى سياق غير اللى اتعرضت به " ، اعتذار عمرو خالد وقتها جاء لأنه كان يقدم برنامجا على قناة اقرأ التى يملكها صالح كامل وهو نفسه مالك قنوات art التى تبث كأس العالم فكان الاعتذار الفورى إنقاذاً لشعبيته وقناة اقرأ معاً.

في عام 2014 وقبل أيام من ليلة رأس السنة لعام 2015 وجدت فى شوارع القاهرة أكثر من  إعلانات كبيرة " أوت دور " لعمرو خالد تتوسط إعلانات أاخرى للراقصة دينا وصوفينار وكان، مثيراً للجدل والتساؤل خاصة وأن الإعلان كان به نصف وجه للداعية الإسلامى وأسمه بـ"بنط كبير" وبعدها عرفت المغزى حيث نشرت المواقع الاليكترونية خبر لإعلان حفل توقيع أول قصة للداعية عمرو خالد بفندق الماريوت وبحضور عدد من المشاهير منهم أستاذ الطب النفسى الدكتور أحمد عكاشة والدكتور مصطفى الفقى ولاعب الكرة ومدير المنتخب الأسبق احمد حسن ومادلين طبر، أكرم حسنى وهشام ماجد وشيكو وغيرهم من نجوم رموز الإعلام والفن والسياسة وكعادته يومها  استسلم عمرو خالد للكاميرات المختلفة للفضائيات والمواقع والصحف الموجودة لتغطية الحدث مؤديا بشكل استعراضى كعادته ايضا دوره الجديد فى المجتمع فعمرو خالد لا يدخر يوما فرصة للظهور واثارة الجدل حتى لو كانت بين دينا وصوفينار ودجاج الوطنية ثالثهما.

الداعية الإسلامى الشهير فى حواره مع الإعلامى محمد الباز ببرنامج " 90 دقيقة " بعد أزمة تصويره مقطع فيديو أثناء أداءه لمناسك الحج العام الماضى 2017 قال: "أنا نيتى خير وكتير باغلط وباطلع اعتذر لإنى شخصية مرنة جداً"، وأقول له أن النوايا نتركها لله الخالق ولكن سلوكك الذى تسبب فى سحق الحالة النفسية لبعض مريديه يجب مراجعته، خاصة بعدما كتبت إحداهن على تويتر " أنا عايزة اعتذار من عمرو خالد إنه خلانى صدقته فى يوم من الأيام واعتذار منى لنفسى عشان كنت باروح له أخر الدنيا أحضر له دروس "بينما كتبت أخرى" إتحجبت لما عمرو خالد اقنعنا بيه من 15 سنة .. دلوقتى المفروض اشيله لانى كفرت بالأسماء دى".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل