المحتوى الرئيسى

"قول للزمان ارجع".. "حمادة" يتحدى التكنولوجيا بالكنافة اليدوي: إحنا الأصل في رمضان

05/19 07:47

"مفيش زي طعمها ولا ريحتها".. عبارة مقتضبة، وصف بها مميزات الكنافة اليدوي والتي تفرقها عن الآلية، بالرغم من اعتماد كليهما على نفس المكونات، وسعر موحد للبيع، إلا أنه يرى من وجهة نظره أن هناك فروقًا معنوية تتعلق بروح الصنعة، أكثر من الفروق المادية.

فبمجرد أن تطأ قدماك أحد أحياء الدرب الأحمر، تطغى رائحة الكنافة الساخنة على كل الروائح المختلطة داخل المنطقة، والتي تقودك على الفور إلى حمادة، البالغ من العمر سبعة وثلاثون عامًا، حيث يقف صامدًا أمام صهد صينية كبيرة، ليغزل بيديه شعر الكنافة، التي تمثل مطلب الزبائن الأول في رمضان، غير مبالي بمشقة الصيام وحر الشمس الذي لامفر منه.

اختار "حمادة"، هذه المهنة منذ أن كان عمره ثمانية عشر عامًا، حيث فضل أن تكون مصدر رزقه في هذا الموسم السنوي، فبدأ في تعلمها على يد كبار صُناعها في المنطقة حتى تمكن من احترافها: "هي الرزق كله في رمضان، بدل ما نقعد فاضيين مبنعملش حاجة، لأني بشتغل فطاطري والموسم بتاع الشغلانة مينفعش في شهر الصوم".

وبعين راضية بالرزق الذي يقسمه الله له من هذه المهنة المرهقة، يرى الكنفاني الثلاثيني، أن صناعة الكنافة وغزلها باليد يمنح المنتج نكهة مميزة ومذاق خاص لا يمكن الحصول عليه من الكنافة الآلي: "التكنولوجيا ملهاش طعم، البلدي هو أصل الكنافة".

يصمت الرجل الذي تخطى الثلاثون من عمره، للحظات، ليملأ كوبًا صغيرًا بالخلطة السائلة التي يرشها على صينية مسطحة ساخنة بحركة دائرية سريعة، ومن ثم يبدأ تحويلها إلى كنافة يجمعها على الفور ويقدمها إلى الزبون، ليصف مدى صعوبة المهنة "مش أي حد يقدر يشتغل فيها لأنها محتاجة دقة وتركيز عالي".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل