المحتوى الرئيسى

مسيرات العودة: الفلسطينيون يتحدون المجازر الإسرائيلية

05/19 04:00

استمر الفلسطينيون بقطاع غزة، أمس، فى مسيرات العودة الأسبوعية نحو حدود القطاع، وذلك بعد مجزرة نفّذها الاحتلال الإسرائيلى، الاثنين الماضى، وأسقط عشرات الشهداء وآلاف المصابين، كما أدى 120 ألف فلسطينى صلاة الجمعة الأولى من رمضان بالمسجد الأقصى فى القدس المحتلة، رغم القيود التى فرضتها سلطات الاحتلال، وبدأ توافد الفلسطينيين من سكان القدس والبلدات العربية فى أراضى 48 والنساء ومن هم فوق سن 40 عاماً من سكان الضفة الغربية، صباح أمس.

وحيا مفتى القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، فى خطبة الجمعة، الفلسطينيين الذين توافدوا على «الأقصى» لأداء الصلاة رغم العوائق الإسرائيلية، مديناً بشدة افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، ووصفها بأنها «مستعمرة استيطانية أمريكية بكل ما تعنيه الكلمة». كما انتقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلاً: «أتنزه عن ذكر اسمه فى هذا المكان الشريف». ودعا الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة وسحب السفراء من الدول التى تنقل سفاراتها إلى القدس، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

رئيس «حماس»: مصر لم تنقل لنا رسائل تهديد من إسرائيل.. وقلنا فى القاهرة إننا مع الوحدة والمصالحة لكن لنبدأها من الواقع الذى صنعته مسيرة العودة.. و«الهباش»: دماء الشهداء فى عنق «ترامب» وسنعمل على جر قادة الاحتلال إلى القضاء الدولى

من جانبه، أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، أن «مسيرات العودة» مستمرة، ولن تنتهى إلا برفع الحصار كلياً عن قطاع غزة، وقال فى خطبة الجمعة بمسجد العمرى الكبير، أمس، أن مصر لم تنقل مطلقاً أى رسائل تهديد «إسرائيلية» إلى حركة حماس. وكشف أن حركته لن تدخل فى أى صفقات بشأن المسيرة، ولن تأخذ قرارها إلا من خلال الإجماع الوطنى، مضيفاً: «ما عُدنا نركن إلى الوفود والحلول الجزئية؛ فإما أن يُرفع الحصار كلياً، وإما فالمسيرة مستمرة، بل سوف تأخذ أشكالاً وإبداعات جديدة».

وبين أن وسائل إعلام «إسرائيلية» روّجت شائعات بعد الزيارة الخاطفة لوفد حماس إلى القاهرة فى 13 مايو «لإحداث بلبلة فى صفوف شعبنا والمتضامنين معه فى مسعى للتأثير على مسيرة العودة، وصرف الأنظار عن المجزرة الإسرائيلية بغزة». وقال: «كان من هذه الشائعات أن إسرائيل نقلت إلى قيادة حماس رسالة تهديد عبر مصر بأنه إذا استمرت مسيرة العودة وتواصلت الحشود فإن إسرائيل ستغتال قيادة حماس». وأضاف: «هذه رسائل لا تخيفنا، ولا نستقبلها؛ فنحن طلاب شهادة، ودمنا ليس أغلى من دماء شهدائنا، ولا نُحدد خطواتنا وقراراتنا بناءً على هكذا رسائل، ثم إنه لا أساس لذلك مطلقاً، ومصر لم تنقل رسائل تهديد لنا خلال زيارتنا السريعة للقاهرة مطلقاً، ولا أعتقد أن مصر تقبل على نفسها ذلك».

وذكر «هنية» أن وفد حركته أجرى لقاءات بأجواء دافئة، ومشاورات معمّقة بشأن الوضع العام، والحصار على قطاع غزة، ومسيرات العودة، والوحدة الوطنية. وبشأن ما تداولته وسائل إعلام عن قرار من «حماس» بوقف مسيرات العودة وإنهائها، قال «هنية»: «هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، ونؤكد أن مسيرة العودة مستمرة حتى تحقق أهدافها». وأوضح رئيس المكتب السياسى لحماس أن هدف مسيرة العودة «إنهاء الحصار كلياً عن قطاع غزة، ووضع شعبنا على السكة الصحيحة لوحدة وطنية حقيقية»، مشيراً إلى وجود تحركات جادة لرفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح «بفضل صمود شعبنا وتضحياته».

ودعا «هنية» إلى توسيع رقعة مسيرات العودة لتشمل الضفة الغربية المحتلة، مطالباً حركة فتح برفع «القبضة الأمنية» عن أهل الضفة من أجل التعبير عن واقعهم، واصفاً جيش الاحتلال بـ«عصابة قتلة وليس مقاتلين»، قائلاً: «هذا الذى فتح النار على المسيرة السلمية جيش من القتلة المجرمين الإرهابيين»، وفقاً لما ذكره موقع «الرسالة نت» الفلسطينى. وتابع: «الرواية الفلسطينية المُعمّدة بالدم انتصرت على رواية المحتل، والإمبراطورية الإعلامية التى يملكها الصهاينة لم تنفعهم، ولم تستطع أن تسوق روايتهم على العالم». وحول ما دار خلال زيارة وفد حماس إلى مصر قبل يوم واحد من «مليونية العودة»، قال «هنية»: «قلنا لمصر فى الزيارة الأخيرة إننا مع الوحدة والمصالحة لكن لنبدأها من واقع البيئة التى صنعتها مسيرة العودة، لا التى صنعها مجلس وطنى، بعيداً عن إرادة الإجماع الوطنى». وأضاف «قلنا لهم إننا جاهزون لتلبية دعوة لاجتماع مجلس وطنى توحيدى على أساس اجتماع بيروت لإعادة بناء منظمة التحرير لتضم كل الفصائل، ثم لنذهب لتطبيق اتفاقى 2005 و2011، ثم لترفع كل العقوبات والإجراءات القمعية بحق غزة، ثم تُشكل حكومة وحدة وطنية».

وجاء ذلك بعد أن أشارت تقارير لصحف إسرائيلية صادرة، أمس، إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض جميع المقترحات التى ترمى إلى التهدئة فى قطاع غزة، مقابل تخفيف الكارثة الإنسانية التى يعانى منها القطاع منذ سنوات طويلة بسبب الحصار الوحشى الذى تفرضه دولة الاحتلال. وحسب المحلل العسكرى فى صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، فإن حماس نقلت رسائل إلى إسرائيل، فى مطلع الشهر الحالى، تضمّنت استعداد الحركة التى تسيطر على قطاع غزة لهدنة طويلة الأمد، مقابل تسهيلات ملموسة فى الحصار الوحشى الذى تفرضه دولة الاحتلال على القطاع. وحتى الآن، رفضت دولة الاحتلال هذه الرسائل.

وحسب المصادر الإسرائيلية ذاتها، يقضى المقترح القطرى بتشكيل لجنة خبراء مستقلة وغير منحازة لأىٍّ من المنظمات الفلسطينية لإدارة القطاع، ووقف تسلح حماس بأسلحة هجومية وإشراك منظمات دولية فى الإشراف على تطبيق هذه المبادرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل