المحتوى الرئيسى

داخل المعهد الفرنسي.. قصة أقدم مطبعة حروف هيروغليفية في العالم

05/18 16:48

قبل عام 1880، جاء إلى مصر إميل شاسينا، العالم الفرنسي المُغرم بالآثار المصرية. أخذت اللغة الهيروغليفية عقله، تعلمها على مهل، زاد عشقه لها، صار بارعا فيها، فقرر إنشاء مطبعة لإنتاج الحروف المصرية القديمة.

داخل مقر المعهد الفرنسي، بمنطقة المنيرة، اختلط التاريخ بالتكنولوجيا الحديثة. حديقة المكان المتسعة صارت مستقرا للمطبعة التي أنشأها عالم الآثار.

تحوي المطبعة آلات متفاوتة الوظائف والجنسيات، بعضها أتى من إنجلترا، ألمانيا وفرنسا، كل آلة تحمل قصة وتفاصيل نقلت الطباعة في مصر لمرحلة مختلفة.

لم يكن حلم شاسينا الأوحد هو عمل المطبعة "اتمنى يعمل دار نشر متكاملة، تطبع الكتب باللغة الهيروغليفية ويحول ده للغات تانية" حسبما تحكي ليليان أمين، أحد المسئولين بمطبعة المعهد. بدأ الأمر بماكينتين للطباعة، ثم ازداد العدد فيما بعد حتى خطى الخمس ماكينات.

يعمل المكن القديم بالرصاص، يتم إصهاره في درجات حرارة مرتفعة داخل الماكينة، ثم تحويله إلى أحرف، ليقوم العمال بتركيبها سويا ويصنعون منها كلمات، فجمل، فصفحات وكتب.

كان عشق شاسينا للهيروغليفية سببا لتصبح مطبعته هي الأدق عالميا "لأنه قرر يرسم الحروف بنفسه تمهيدا لصنع قوالب منها وطبعها". خط العالم الفرنسي أكثر من 400 علامة هيروغليفية مختلفة "اهتم بكل تفصيلة في الحرف، كأنه مُجسم".

"خلية نحل" هو الوصف الأفضل للمطبعة في تلك الفترة. كان العمال يطبعون كميات كبيرة من الكتب والمراجع "لأنه مكنش في إمكانية لإعادة الطبع"، تحكي ليليان أن المعهد مازال محتفظا بنسخ من تلك الإصدارات.

نجحت خطة العالم الفرنسي لإنشاء دار نشر متكاملة، ظلت المطبعة تعمل على قدم وساق لسنوات طويلة، يأتيها الباحثون من كل أنحاء العالم، استمر الحال حتى عام 1992، حين تم إيقاف العمل بها.

"المكن لسة بيتعمل له صيانة دورية وبيشتغل لكن العمل توقف لأن الرصاص ضار جدا".. تقول ليليان، موضحة أن تلك الفترة تواكبت مع دخول التكنولوجيا الحديثة للمكان "بقينا نعتمد على ماكينة الأوفست والماكينات الديجيتال"، حيث يتم إنتاج 25 كتاب سنويا، أكثر من نصفها عن الحضارة المصرية القديمة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل