المحتوى الرئيسى

أوروبا تبحث عن حلول في مواجهة سياسة ترامب "النزواتية"

05/18 06:35

لم يتحدث قادة دول الاتحاد الأوروبي يوما بلسان واحد كما هو حالهم قبيل اجتماعهم  في العاصمة البلغارية صوفيا صباح اليوم الخميس (17 مايو/ أيار 2018) . وذلك بخصوص ملفي الاتفاق النووي الإيراني والرسوم الجمركية الأمريكية.

والقمة الأوروبية هذه كان بالأصل مقررة للاجتماع برؤساء دول غرب البلقان من أجل مناقشة سبل دمج المنطقة بشكل أوثق مع التكتل الأوروبي، لكن قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة جعلت القادة يركزون أولا عن مسألة البحث عن آليات رد أوروبية على "نزوات" ترامب التي أدخلت الأوروبيين في عنق الزجاجة.

ويصر قادة دول الاتحاد الأوروبي على الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "الكل في الاتحاد الأوروبي يتفقون في الرأي بأن الاتفاق ليس مثاليا، ولكن علينا البقاء فيه والمضي في إجراء المزيد من المفاوضات مع إيران حول قضايا أخرى، مثل البرنامج الباليستي".

فيما قال المستشار النمساوي سيباستيان كورتس إنه من المهم أن تتحرك دول الاتحاد الأوروبي بطريقة منسقة، وهو "ما كان واضحا خلال عشاء العمل. جميعا نتعاون هنا". ومضى بالقول: "أمامنا أسابيع قليلة متبقية لإنقاذه...ولا أحد يستطيع القول الآن ما إذا كنا سننجح، ولكننا سوف نبذل كل ما في وسعنا".

"لا يمكنك العمل في إيران ولديك عمل في الولايات المتحدة"

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

ورغم الموقف الأوروبي الحازم بهذا الشأن، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي قرار ملموس إلى غاية اللحظة مع تزايد الضغوطات على الشركات الأوروبية في إيران. 

وبالفعل، لوح العديد منها بالخروج من إيران، آخرها شركة توتال الفرنسية العملاقة. وصباح الخميس أعلنت ايه.بي مولر-ميرسك، أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، نيتها وقف نشاطها في إيران امتثالا للعقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق.

وأوضح سورين سكو الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة أجريت معه عقب إعلان نتائج الشركة للربع الأول من العام "مع العقوبات التي سيفرضها الأمريكيون لا يمكنك العمل في إيران إن كانت لديك أيضا أعمال في الولايات المتحدة ونحن لدينا هذا على نطاق كبير".

ومن جانبه علَّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تصريحات مسؤول مولر- ميسك، مبديا تفهمه لقلق الشركات الكبيرة الراغبة في حماية مبيعاتها الأمريكية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "المهم هو أن يكون بوسع الشركات وبخاصة المتوسطة التي ربما تكون أقل انكشافا على الأسواق الأخرى، الأمريكية وغيرها، القيام بهذا الاختيار بحرية". كما طرح ماكرون إمكانية تعويض الشركات المتضررة، دعما لذات المقترح المقدم من قبل المفوضية الأوروبية.

ميركل تطرح مسألة تقديم تنازلات لترامب

جددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تأكيدها أن برلين تسعى للحوار مع طهران للبقاء في الاتفاق النووي رغم انسحاب واشنطن منه، وذلك تزامنا مع اتفاق أوروبي إيراني على أهمية بلورة الجانبين لحلول عملية لإنقاذ الاتفاق النووي. (16.05.2018)

يتمسك الأوروبيون بالاتفاق النووي مع إيران ويسعون لإثناء الرئيس الرئيس الأمريكي عن إلغائه، بعدما حدد موعداً كمهلة لإصلاح "عيوب مروعة" في الاتفاق. وسيبحث الرئيس الفرنسي مع ترامب المسألة قبل أن يلتقي ترامب ميركل في واشنطن. (20.04.2018)

الرسوم الجمركية على الحديد والألومنويم بدورها من التحديات الكبرى التي وضعها ترامب على طريق الأوروبيين. وفي اجتماعهم جددوا المطالبة بضرورة الحصول على إعفاء دائم من هذه الرسوم، قبيل مناقشة مسألة تعميق الروابط التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأمام التكتل الأوروبي إلى غاية نهاية الشهر للتفاوض بشأن الحصول على إعفاء دائم من الرسوم التي تبلغ نسبتها 10 بالمائة على الحديد و25 بالمائة على منتجات الألومنيوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار/مارس والتي لم يحصل التكتل إلا على إعفاء مؤقت منها.

وقبل انطلاق أعمال الاجتماع الأوروبي، أظهرت المستشارة ميركل من خلال تصريحات نوعا من الليونة تجاه الأمريكيين، حيث طرحت إمكانية تقديم تنازلات أوروبية على طاولة النقاش، وذلك عبر الحديث عن إمكانية خفض بشكل تبادلي للعوائق التجارية، مقابل الاعفاء الدائم من الرسوم.

و.ب/م.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)

لم تخرج أمريكا من الحرب العالمية الثانية بخسائر على عكس نظيرتها أوروبا التي فقدت الكثير على كل المستويات، ولهذا جاءت خطة مارشال بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي عن طريق تقديم المساعدات. ويعود اسم المشروع إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال الذي أطلق المشروع في حزيران/ يونيو 1947، أمام طلاب جامعة هارفرد. مشروع مارشال عُلقت عليه آمال مهمة، كتعزيز الاستقرار السياسي والسلام في العالم.

شكل حلف الأطلسي خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين الجانبين الأوروبي والأمريكي. وقد اجتمعت القوتان في 1949 وأنشأت المنظمة تحت اسم "منظمة حلف شمال الأطلسي"، اختصارا "الناتو". وكان الهدف من المنظمة هو التصدي لخطر الاتحاد السوفيتي حينها. يشكل الناتو نظاماً للدفاع الجماعي، إذ تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.

في 1966 انسحبت فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما شكل زلزالاً هز وحدة حلف الناتو في وقت مبكر من تاريخ قيامه، وذلك بسبب أزمة وقعت خلال فترة رئاسة شارل ديغول لفرنسا. وأحتج ديغول على الدور القوي الذي تقوم به الولايات المتحدة في المنظمة، وهو ما اعتبره علاقة خاصة بينها وبين المملكة المتحدة، قائلاً إن فرنسا تريد انتهاج خط مستقل عن الحلف وسياسة واشنطن.

من بين المحاولات المهمة التي قامت بها دول الاتحاد الأوربي لتبتعد عن "وصاية" واشنطن، الشراكة الأورومتوسطية. إذ بدأت عام 1995 من خلال مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي الذي اقترحته إسبانيا وقام الاتحاد الأوروبي بتنظيمه لتعزيز علاقاته مع البلدان المطلة على المتوسط في شمال أفريقيا وغرب آسيا. الشراكة لم تستمر طويلاً، إلا أنها وضعت أسس لعلاقات إقليمية جديدة، وشكلت نقطة تحول في العلاقات الأورومتوسطية.

في 2003، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر معارضتهما الشديدة لقرار أمريكا وحلفائها باحتلال العراق. شكل هذا الموقف لحظة قوية عبرت فيها الدولتان الأوربيتان الكبيرتان عن رفضهما سياسة "العم سام" في الشرق الأوسط. وقادتا الاتحاد الأوربي في هذا الاتجاه، حيث أعلن الاتحاد الأوربي معارضته مبدئياً للجوء للقوة، واشترط أن تتم أي عملية عسكرية بتفويض من مجلس الأمن.

في 2017، وقع 23 عضوا في الاتحاد الأوروبي على اتفاقية "بيسكو" الرامية لتعزيز التعاون بمجال الدفاع. وشكل توقيع هذه الاتفاقية أبرز خطوة أقدمت عليها دول الاتحاد في اتجاه تشكيل ذراع عسكري تتخلص بفضله من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، وتعتمد عليه في تنفيذ سياستها وخصوصاً في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من مناطق الجوار الأوروبي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل