المحتوى الرئيسى

مرحبًا رمضان

05/18 03:31

مرحبا رمضان، فقد جئت على قدر، فالقلوب زائغة، والأنفس لاهية والأجسام مرهقة متعبة، وقد بعثك الله للقلوب طبيبا معالجا، وللأنفس هاديا ومرشدا، وللأجسام شفاء و دواء.

نعم فالقلوب زائغة وحائرة: هل تتبادل المودة بالمودة، والرحمة بالرحمة أم تتراكم الضغائن والكيد طبقات بعضها فوق بعض، هل يحمل الإنسان مسئوليته تجاه الآخرين ويعاملهم بما أمر الله أم نصر على معاملة السوء بالسوء؟!

نعم لابد أن نعامل الناس بما أمرنا الله صبرا على اذاهم، وتجاهلا لمساوئهم، وانتظار الحسن والجزاء من الله سبحانه وتعالى حيث وعد الله الصابرين فقال: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).

أى بجزاء غير محدود إذ يتجاوز العشر حسنات المقررة، كما يتجاوز المضاعفة الممنوحة فى رمضان والتى تزداد على سبعمائة ضعف.

وعلى الإنسان العاقل أن يسأل نفسه: هل تتمنى أن يغفر الله لك؟

وهل تحب أن يغفر الله لك؟

فإذا كنت تحب أن يغفر الله لك فابدأ انت بمسامحة الناس وتجاهل مساوئهم وتنازل عن حقك فى الانتقام منهم، وقد وعدك الله أن يرحمك كما ترحم الناس، وأن يغفر لك كما غفرت للناس.

والأنفس لاهية تنتظر تحت أقدامها ولا تستشعر عن بعد، الأنفس مشغولة بأمر نفسها وكأنها هى التى ترزق نفسها مع أن الأرزاق مسئولية إلهية صرفة، فنحن نرى أموالا يتعب الناس فى جمعها ثم سرعان ما تخرج من حوذتهم إما إلى الطبيب والدواء، وإما إلى صيانة السيارات والأثاث وإما إلى اللصوص، فليس كل ما يتاح لك تطول يدك من رزقك، فرزق الإنسان لا يزيد عما يأكله يهضمه هناء وشفاء، وما يلبسه فيبليه، أو ما يتصدق به فيدخره عند ربه، فيا أيتها النفس لا تحملى هم الرزق بل احملى هم صناعة الخير.

والمعروف ليبقى لك عند الله.

أما أجسامنا فقد أرهقها كثرة الطعام التى تصل إلى حد الامتلاء والتشبع لدرجة أن يعيش الإنسان من ساعات مثقلا بالشبع غير قادر على تنظيم أنفاسه بينما على الجانب الآخر يوجد حولنا من أرهقهم الجوع والمرض والعوز، فكل لقمة زادت التخمة عندك ما هى إلا لقمة مخطوفة من فم جوعان أو من جسد مريض، وقد جئت يا رمضان مهذبا لآفات الطعام إذ تبدا أو تستمر على تمويل الوجبات الثلاث إلى وجبة واحدة أو وجبتين.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل