المحتوى الرئيسى

صنع في بريطانيا والقاهرة أول مدينة تستخدمه.. قصة أول مدفع رمضان

05/17 23:07

«مدفع الإفطار.. اضرب»، جملة ينتظرها المسلمون حول العالم لسماعها خلال شهر رمضان من كل عام، فما أن يحين موعد أذان صلاة المغرب إيذانًا بانتهاء فترة الصوم، حتى يبدأون في رفع أيديهم بالدعاء مع تناول تمور الإفطار.

يكشف التاريخ أن المسلمين في شهر رمضان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه، وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.

وتتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدام مدفع رمضان، إلا أن جميعها يشير إلى أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.

وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مؤكدة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.

وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونيسيا سنة 1944.

وتتنوع طقوس استخدام مدفع رمضان بالدول العربية، ففي مكة المكرمة يبدأ مدفع رمضان عمله بإطلاق أول 7 قذائف صوتية لتعلن عن بدء شهر رمضان المبارك ومع كل يوم يطلق المدفع طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخري عند دخول وقت السحور وطلقتان للإعلان عن الإمساك يوميا أما عند دخول عيد الفطر المبارك فتدوي طلقاته الصوتية ابتهاجا مختتما نشاطه للعام الحالي. ويبلغ مجموع الطلقات التي يطلقها منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك 150 طلقة تقريبا. وقد خصص عدد من رجال الأمن السعوديين للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه.

منذ وقت مبكر من شهر رمضان وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الإمساك قبل صلاة الفجر.

ويصل مدفع رمضان إلى الإمارات في الستينيات، بحيث يعتبر إطلاق مدفع رمضان، تقليدًا سنويًا بدأت به القيادة العامة لشرطة دبي منذ زمنٍ طويل، في محاولة منها لتنبيه الصائمين من المواطنين والمقيمين، على حدٍ سواء، بموعد الإفطار، ومشاركتهم فرحته، فضلًا عن حرصها على إضفاء طابع مميز للشهر الفضيل على خلاف غيره من الشهور، ومع كل شهر رمضان يتم تخصيص 140 ذخيرة صوتية، بواقع 35 طلقة لكل مدفع في رمضان من مدافع رمضان الأربعة الموزعة في مناطق مختلفة من إمارة.

واستعدادًا لممارسة هذا التقليد سنويًا، يتم تجهيز عدد ستة مدافع، منها أربعة أساسية، واثنان احتياط لاستخدامها في حال تعرض أحد المدافع الرئيسة لعطل، كانت تستخدم سابقًا في استقبال كبار ضيوف الدولة، تم صنعها في بريطانيا بين عامي 1930 و1942، وتوزع المدافع الأربعة على أربع مناطق، منها اثنان في منطقة ديرة، في مصلى العيد ومنطقة الرأس، والاثنان الآخران في منطقة بر دبي، في مصلى العيد بالكرامة وحديقة الصفا، ويتم تشكيل فريق يتألف من 16 عسكريًا، بواقع أربعة أفراد لكل مدفع حسب الموقع.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل