المحتوى الرئيسى

ٍِ"ست البيت"تتفنن فى مواجهة الميزانية

05/17 10:43

تحقيق: إسلام ابو خطوة- إشراف : نادية صبحى

مع قدوم شهر رمضان، تبتكر السيدات حيلاً متعددة للهرب من نار الأسعار، فتحرص البعض منهن على شراء المستلزمات المنزلية الخاصة بالشهر الكريم من بعض الأسواق الشعبية، وتحاول الزوجة توفير مناخ ملائم لزوجها والأبناء، ولهذا تجتاز العديد من المصاعب ما بين تكاليف الزيارات، ومواعيد العمل، وأسعار الأطعمة فى الأسواق، لتصبح ميزانية رمضان بمثابة اختبار لشطارة لستات مصر.

واحتل الإنفاق فى شهر رمضان المرتبة الأولى بين مجموعات الإنفاق، طبقاً لدراسة تابعة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء؛ حيث استحوذ على 37,6% مـن الإنفـاق الكلى، يليه الإنفاق على المسكن ومستلزماته بنسبة 18٫1%، مقابل 9٫2% تنفق على الخدمات والرعاية الصحية.

83٪ من الأسر تغير عاداتها الغذائية، خلال شهر رمضان، هذا ما أكدته دراسة أخرى تابعة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية، وقالت إن نسبة الإنفاق تتضاعف فى شهر رمضان فيصل حجم الإنفاق من اللحوم والطيور إلى نحو 63٪.

فيما تصل نسبة استهلاك المكسرات بنحو 35٪، وزيادة الولائم، والعزومات فى منزل الأسرة بنحو 30٪، مع ارتفاع نسبة الفاقد فى الموائد المصرية لنحو 70٪، يصل إلى نحو 75٪ فى العزومات، والولائم.

على مر العصور، أثبتت الست المصرية قدرتها فى التغلب على المصاعب الحياتية، والتكيف معها بأقل الإمكانيات، فمع قدوم شهر رمضان تتطلع الست المصرية للعديد من الأفكار، منها التعاون مع الجارة لشراء المتطلبات المنزلية بسعر الجملة، فيما تلجأ الأخريات إلى الأسواق الشعبية، وتقوم بشراء المتطلبات بكميات أقل من العام الماضى.

أما بشأن العصائر، فأشارت عدة ربات منازل إلى أنهن يقمن بشراء كميات من الفواكه، ثم يتم تخزينها فى الثلاجات، ومع بدء الشهر الكريم يتم عصرها وتخزن فى الأوانى، وذلك كاقتصاد بديل عن شراء العصائر الجاهزة.

من أمام أحد المحلات، وقفت «جملات» تبلغ من العمر الثلاثين عاماً، وقالت إنها كانت تعتاد شراء كميات كبيرة من متطلبات المنزل فى رمضان، ولكن هذا العام اشترت نصف الكمية، لادخار المال فى متطلبات أخرى.

«كنت بشترى 7 كيلو كنافة بيكفينى أسبوع».. تكمل «جملات» حديثها، وقالت إن هذه الكمية هذا العام ستحاول جاهدة أن تكفى الأسرة المكونة من 4 أفراد لمدة 3 أسبوعين دون عزومات، أما فى الأسبوعين الباقيين فتكتفى بالفواكه.

وتابعت: «لما هوزع الكنافة هتكون على قطع صغيرة مش كبيرة علشان تكفى الأسبوعين»، حيل متعددة تحاول صاحبة الثلاثين عاماً اللجوء إليها للتحايل على متطلبات الحياة، وأشارت إلى أن دخل زوجها لا يتعدى 2000 جنيه، ففى السنوات الماضية كانت تكفى احتياجاتهم ويفيض منه، أما هذا العام ومع الغلاء فلا يقضى إلا من خلال الادخار والاقتصاد فى الاستخدام.

من جانبها، قالت شادية عبدالعال، موظفة، إنها لجأت لحيلة أخرى للهرب من نار الأسعار، من خلال التعاون

وأشارت إلى أن شراء متطلبات رمضان بمفردها يكلفها مئات الجنيهات، لكنَّ المشاركة وشراء كميات يخفضان من سعر السلعة، وتابعت: «الفكرة دى بتنفذها الكثير من السيدات القاطنات فى العمائر السكنية».

«الست الشاطرة مبتغلبش».. هكذا بدأت إسعاد مراد، ربة منزل، حديثها، وقالت إن من أبسط الأشياء يمكن أن تقضى بها الزوجة احتياجات زوجها والأبناء، مشيرة إلى أن شراء متطلبات المنزل تقوم بشرائها من الأسواق الشعبية لرخص ثمن السلع بها، بخلاف المولات التى ترتفع بها أسعار السلع.

وحول العزومات، قالت «إسعاد»، إن العزومة تكون مرة واحدة فى الأسبوع، ولكن بشرط الاقتصاد فى استخدام اللحوم، فعلى سبيل المثال اللحوم يتم تقديمها فى العزومات على هيئة شرائح وتتزين بها الأطباق مع الخضراوات، فكيلو شرائح الدجاج الفيليه سوف يعطى عدداً كبيراً إذ تمت مقارنته مع دجاجة واحدة على السفرة، وكذلك كيلو من شرائح البوفتيك سوف يكون عدده أكبر من كيلو اللحم المكعبات.

وتابعت: «مش فى اللحم بس كمان الكفتة فيمكن خلطها بالبرغل بدلاً من استخدام اللحم الصافى، أو من الممكن أيضاً استخدام كفتة الأرز كطبق جانبى موفر واقتصادى للعزومات».

وقال الدكتور رشاد عبده، خبير اقتصادى، إن شهر رمضان من المعروف أن تتزايد فيه نسبة الإنفاق على المأكولات لتصل إلى 57%، وهذا يعد أكثر من نصف ميزانية المصريين خاصة بعد زيادة تذكرة المترو.

وأضاف الخبير الاقتصادى، أن شهر رمضان تكثر فيه العزومات والضيافات، ولهذا يلجأون لتخزين السلع وشرائها بكميات كبيرة قبل حلول الشهر المنتظر، مشيراً إلى أن السلع المرنة هى السلع التى لا يمكن الاستغناء عنها، مثل الأدوية والأطعمة الأساسية، مثل الأرز والزيت والسكر والدقيق والمكرونة وغيرها من السلع المهمة للحياة اليومية، إذ لا يمكن الاستغناء عنها حتى لو ارتفع ثمنها.

كما أشار الخبير الاقتصادى إلى أن تعويم الجنيه له مردود قوى على ميزانية الأسرة فى رمضان، وذلك بشراء كميات أقل من منتجات الألبان، واللحوم، والمشروبات بأنواعها، والمنتجات الرمضانية، لارتفاع أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية.

وتابع: نسبة الفاقد الغذائى لا تقل عن 60%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75% فى العزومات والولائم، مؤكداً أن هذه المصاريف تعادل تكاليف 90 يوماً عادياً، و90% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية.

250 مليار جنيه حجم إنفاق الأسر على الطعام سنوياً.. يكمل الخبير الاقتصادى حديثه وقال، إن شهر رمضان يستحوذ على النصيب الأكبر من المصروفات السنوية للأسرة بنسبة لا تقل عن 20%.

وأضاف «رشاد»، أن المصريين يتناولون ما يقرب من 28 مليار رغيف خبر، و70 ألف طن فول، و160 مليون دجاجة، و100 ألف طن حجم الاستهلاك من الحليب، 65 ألف طن منها يباع عن طريق الباعة الجائلين ومحلات البقالة، و60 ألف طن زبادى.

ومع بدء شهر رمضان، تشتعل المشكلات الأسرية بين الزوج والزوجة، تارة بسبب المصاريف المنزلية، وتارة أخرى لعدم قدرة الزوجة على امتصاص غضب الزوج بعد عودته من عمله، وغيرها من المشكلات اليومية، ولهذا قدمت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية والنفسية، عدة نصائح للزوجة لتجنب المشكلات فى شهر رمضان.

قالت نهلة عبدالسلام، إن الزوجة عليها أولاً البحث عن أسباب غضب الزوج والمحاولة فى تقديم الحلول له، كما لا بد أن تكون على يقين أنه لا توجد حياة كاملة خالية من المشاكل والهموم، أو أسرة تعيش دون منغصات.

كما شددت خبيرة التنمية البشرية على الزوجة بأن تكون فطنة فى وقت ضيق زوجها حتى لو كان غضبه غير منطقى فعليها عدم مجاراته فى انفعاله وإعطاؤه الفرصة فيما يريد قوله، وتابعت: «يجب أن تكون لغة الاعتذار واضحة وصريحة مع إعطائه قيمته وأنه محل تقديرها ومكانته عالية عندها».

وتابعت الخبيرة النفسية فى نصائحها للزوجة، وقالت عليها ألا تدخل أطرافاً بين مشاحناتها مع زوجها، حتى لا تكبر المشكلة وتخرج عن إطار الأسرة، كما يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق فى حالة الغضب وخروج النقاش عن السيطرة أن يتم إيقاف النقاش حتى تهدأ النفوس.

وأوضحت أن فى حالة حدوث مشاجرة بين الطرفين يجب مراعاة الضغوط النفسية التى يعانى منها الزوج والتعامل معه بحنان، وتلبية رغباته فى الوقت نفسه حتى لا يزيد غضبه، مشيرة إلى أن الزوجة لا بد أن تتسم بذكاء التصرف والتعامل فى مثل هذه المشكلات الذكية وتمتص غضب الزوج.

واستطردت: كثيراً ما يغضب الرجل دون أسباب علنية واضحة، ولهذا يجب على الزوجة فى تلك الحالة ألا تلح عليه لمعرفة سبب غضبه، وأن تهتم أولا بتهدئة، التخلى تماماً عن العند، وعدم التمسك بالرأى والإصرار على أنها محقة وأن كلام الزوج خاطئ.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل