المحتوى الرئيسى

السيدة زينب «تتزين» بفوانيس رمضان

05/16 22:36

 ليست كل الشوارع مجرد بيوت على الجانبين وأرصفة وطريق للمارة، فهناك شوارع تكون بيوتها متاحف كانت مسكنا لأبطال خلدهم التاريخ.

و تزخر محافظة القاهرة بعشرات الأحياء القديمة التي تعبق برائحة التاريخ وتميزها الأماكن الأثرية وأضرحة أولياء الله الصالحين، وتتميز هذه المناطق بأجواء رمضانية مميزة تجذب مئات الزوار يوميا، من بينها حي السيدة زينب.

يحتضن حي السيدة زينب ضريح حفيدة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، ابنة علي بن طالب وفاطمة الزهراء وأخت الحسن والحسين.

ويوجد في حي السيدة زينب، أكثر من أربعين أثرًا إسلاميا وقبطيا مسجلًا في المجلس الأعلى للآثار.

ويأتي إلى زيارة الحي يوميا آلاف المريدين من كل المحافظات للتبرك بها وأداء الصلاة خاصة صلاتي التراويح والفجر في رمضان، حيث يعد الحي معرضا مفتوحا للفوانيس خلال الشهر المبارك، ويتم عرضها به بكل أشكالها وألوانها المختلفة، وقبل رمضان بأيام تُنصَب الخيام الرمضانية وتُعلَّق الأنوار والفوانيس في الشوارع المحيطة بالمسجد.

كان حي السيدة زينب يسمى قديما بقناطر السباع وهذا لأن والي مصر الظاهر بيبرس قد أنشأ قناطر في ذلك المكان ليرفع المياه إلى القلعة، حيث مقر الحكم لمصر في ذلك الوقت، وكانت القناطر مُقَامة على فرع صغير للنيل في ذلك الوقت يصل النيل بالبحر الأحمر حين ذاك، وزين هذه القناطر بتماثيل تمثل سباعا والتي كان يتخذها شعارا لها، علاوة على وجود بعض البِرَك.

وفي سنة 1898 تم ردم الخليج المصري ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع وظهرت واجهة مسجد السيدة زينب ومنذ ذلك الوقت أطلق على الميدان والحي بأكمله حى السيدة زينب.

المراجع التاريخية لم تحدد متى تم بناء المسجد أعلى قبر السيدة زينب، لكن تم تجديد المسجد بأمر والي مصر العثماني علي باشا سنة 1547، ثم جدد مرة أخرى سنة 1768 إلى أن هدمته وزارة الأوقاف وأعادت بناءه عام 1940، وأدخلت عليه بعض التعديلات والتوسعات عام  1969.

وكان المسجد قبل الهدم يتكون من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة، يتوسطها صحن مربع مغطى بقُبة، وفي الجهة المقابلة للقبلة يوجد ضريح السيدة زينب، رضي الله عنها، محاط بسياج من النحاس الأصفر وتعلوه قبة شامخة، وبعد التجديد توجد واجهة رئيسية مقابلة لميدان السيدة زينب بها ثلاثة مداخل للمسجد.

والواجهة الغربية بها باب آخر مخصص للسيدات يؤدي إلى الضريح، وتقوم المئذنة عن يسار هذا الباب، ويحيط بالركن الغربي البحري سور من الحديد، وتقع به قبتان صغيرتان أقيمتا على قبري العتريس والعيدروس، وواجهة تطل على شارع السد، والأخيرتان على شارعي العتريس وباب الميضة، ويتميز المسجد بالسقف المنقوش بزخارف عربية.

وهناك اختلاف حول نَسَب الضريح الموجود داخل المسجد، هل للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين، أو للسيدة زينب بنت يحيى بن زيد بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين، رضي الله عنهم، لكن المؤرخين يرجحون أنها حفيدة النبي مؤكدين أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت هنا بالمكان القائم عليه المسجد.

تضم المنطقة مسجد أحمد بن طولون، والذي يعد ثالث جامع أنشئ في مصر بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر الذي هدم ولم يبق منه شيء، وهو أكبرها مساحة؛ بل أكبر المساجد في إفريقيا، حيث شيّده الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية وهو الأثر الوحيد الباقي من مدينة القطائع التي أنشأها ابن طولون كعاصمة لمصر، وهذا المسجد له طراز معماري مميز و له مئذنة فريدة من نوعها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل