الرئيس يحاور معارضيه.. تفاصيل المؤتمر الوطني الخامس للشباب
- ليس لدينا ترف فى تضييع الوقت.. و«لو ما خدتش القرار يبقى قصرت فى حقكم كلكم»
- نبحث عن مستقبل أفضل و«اوعى وإنت بتتحرك ضد قرار أو إجراء تاخدك نتائج هدامة»
- مفيش حد يرضى يتعامل مع أهله وناسه بإساءة
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، فعاليات المؤتمر الوطنى الخامس للشباب، بالإفراج عن ٣٣٠ سجينًا من الشباب والحالات الصحية الصادر بحقهم أحكام قضائية نهائية، وذلك بحضور عدد كبير من ممثلى القوى السياسية وشباب الأحزاب.
وأكد الرئيس، عدم وجود أى تدخل فى عمل لجنة العفو الرئاسى، قائلًا: «نحن فقط نصدق على الحكم النهائى لتوصيات اللجنة»، مضيفًا: «أصدرنا أوامر بتشكيل لجنة للعفو الرئاسى منذ انعقاد أول مؤتمر للشباب لتراجع موقف الشباب المسجون، وعقب انتهائها من مجموعة محددة من الشباب تبدأ فى دراسة مجموعة أخرى».
ودعا الرئيس السيسى، اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، إلى سرعة انهاء إجراءات الإفراج عن الشباب، قائلًا: «أرجو من وزير الداخلية.. الشباب دول يتسحروا النهارده فى بيوتهم».
وعلمت «الدستور»، أن قرار العفو شمل: أندور ناصف نصحى صليب، من شباب حزب «العيش والحرية» تحت التأسيس، وإسلام فؤاد محمد إبراهيم قاسم، من شباب حزب «الدستور»، المتهميّن فى قضايا تظاهر.
حريصون على توضيح أمور كثيرة تحتاج للفهم وإنجازات الـ4 سنوات الماضية خطوة على الطريق
أرجع الرئيس عدم عقد مؤتمرًا للشباب، خلال الثلاثة أشهر الماضية، إلى الانشغال بالانتخابات الرئاسية، وقال: «افتقدنا جدًا هذه المؤتمرات خلال الثلاثة أشهر الماضية، بسبب ظروف الانتخابات الرئاسية، والتى جعلت المدة تطول».
وأضاف: «الآن لدينا فرصة لنلتقى ونتكلم ونسمع بعضنا البعض»، مشيرًا إلى أن «هذا المؤتمر لن نحسبه ضمن الفترة الرئاسية الثانية، وسنعتبره فى نهاية الفترة الرئاسية الأولى».
وتابع الرئيس: «اسمحوا لى أن نفتتح المؤتمر، ونستمع ونتكلم ونتحاور مع بعضنا البعض من أجل مصر.. وهناك كلام كثير نحتاج فهمه، لكى نستكمل مسيرتنا، ونبنى بلدًا صحيحًا»، مشددًا على أن ما تم إنجازه خلال السنوات الأربع الماضية عبارة عن خطوة على الطريق للأجيال المقبلة.
وقال الرئيس: «إذا أردنا مواجهة التطرف والإرهاب والتشدد، لا بد أن نتعامل مع بعضنا بشكل يليق بأمة لها جذور فى التاريخ، ونحن نحتاج دائمًا أن نتكلم ونسمع»، مؤكدًا أهمية دور «المعارضة فى مصر باعتبارها جزءًا منا ونحتاجهم معنا». وتابع السيسى، خلال مداخلته، فى جلسة «رؤية شبابية لتحليل المشهد السياسى بمصر»: «كنت أتمنى أن يعقد المؤتمر مرة كل شهر أو شهر ونصف الشهر، لأن ذلك يثرى كثيرًا جدًا، ويردم فجوات كثيرة جدًا»، مضيفًا: «أنا مش معاكم فى إن الحياة السياسية فى مصر متردية، بس عايز أقول شوفوا أول ١٠٠ سنة فى العرض إللى اتعرض اليوم، كانت الحياة عاملة إزاى».
وأضاف: «نجد التصارع والتزايد فى العملية السياسية فى مصر يشهد تطورًا كبيرًا، ونرى أن حجم التسارع بالحياة السياسية فى العشر سنوات الأخيرة شديد».
وقال: «نتحدث عن الانتخابات الرئاسية، لكن سابقًا، كنا نتحدث عن انتخابات البرلمان»، مشيرًا إلى أن انتخابات ٢٠٠٥ تمت بصورة ما، وعام ٢٠١٢ تمت بصورة أخرى، لكن هناك تطورًا بشكل عام فى مسيرة الانتخابات.
وتابع: «أصبحت هناك انتخابات بشكل أو بآخر فى ٢٠٠٥، وتبع ذلك انتخابات أخرى من ٢٠١٢، بغض النظر عما حدث فيها، وأصبحت هناك انتخابات للشعب، ينزل ويختار».
وأكد الرئيس أنه لا يجب اللوم على الرئيس أو الحزب الذى فاز فى الانتخابات، قائلًا: «من تخلف عن النزول وترتب عن التخلف فوز حزب قد لا يرضى الناس عنه، هنا لا تلوم الحزب أو الرئيس الذى كسب، ولكن نلوم الناس التى بخلت على نفسها وبلدها بيوم أو بساعتين أو بثلاث ساعات تقف لكى تقول لا.. أنا سأضع صوتى لكى يستريح ضميرى».
وقال السيسى: «إن الحياة السياسية تهدف إلى وجود كيانات قادرة على الدفع بالدولة إلى الأمام والتطور؛ حتى تكون الدولة كبيرة وقوية»، مضيفًا: «وجود ٩ أحزاب حاليًا فى البرلمان، أعتبر ذلك عملًا إيجابيًا، حتى ولم نكن راضين عنه».
وتابع: «لا تستعلجون، ولا يكون طموحكم جامحًا حتى نسير بتأنٍ، لكننا سننجح فى النهاية، وأنا معكم ومع أن يكون هناك شكل من أشكال التواصل من خلال لجنة تنبثق من المجموعة الموجودة هنا للتواصل مع السلطة التنفيذية»، وتابع: «أوافق على تشكيل تلك اللجنة وداعم لها، وسنجلس ونتحاور مع بعضنا، لأننا فى النهاية نحتاج ذلك».
واستطرد قائلًا: «فى النهاية، لن يخلد أى شخص فى الدنيا، كلنا موجودون لفترة وهنرحل جميعًا، وحتى نثبت حبنا لمصر وخوفنا عليها فيجب أن نجهز كوادر قادرة على قيادة الدولة فى ظل التحديات العديدة المحلية والإقليمية والدولية».
وأشار الرئيس إلى أن «الصورة المكتملة للسياسى تعنى أنك ترغب فى التحدث عن موضوع مهم دون انحياز كامل لفهم معين للواقع الذى تريد التحدث عنه، فمثلًا إذا كنت معارضًا، أتصور أن المعارضة هى رأى آخر، فعندما تعارضنى وتقول إن التحدى الذى تتحدث عنه لدى رأى فيه، والرأى ده سيحل المسألة، فأنا سأسمعه منك، لأن هدفنا وغايتنا واحدة، فنحن نرى مسارًا معينًا، ولكنك ترى مسارًا آخر، والمسار الثانى سيكون دقيقًا، ذلك لو كانت الصورة مكتملة للمعارض، ولكن إذا كانت الصورة غير مكتملة عنده، سيطرح شيئًا منقوصًا، لأنه غير ملم بكل الأمور».
الحقوق والحريات مصانة.. وممكن الإجراء الاحتجاجى يهد حاجات كتيرة اتبنت
قال السيسى إن كل إنسان منحاز للبناء الثقافى والعلمى الذى ينتمى له، فرجل الاقتصاد لا يتحدث إلا فى مجاله، والمهتم بالتعليم يتحدث فى مجاله، ولكن فى الظرف الذى تمر به مصر يجب النظر إلى الصورة كاملة.
وأضاف: «لكننا نحتاج عند التصدى ظرفًا مثل الذى تمر به مصر الآن، أن تكون الصورة مكتملة، بمعنى أن تكون على دراية بالسياسة والاقتصاد وكل شىء».
وأكد الرئيس أن هناك خيطًا رفيعًا بين الأهداف النبيلة والنوايا الحسنة، وبين النتائج الهدامة والخبيثة، بدليل أن الأشخاص الذين نزلوا فى ٢٥ يناير كانوا يريدون التغيير من أجل مستقبل أفضل، ولكن إذا لم تكن كل الأمور واضحة لنا، ونحن نتحرك بالنوايا النبيلة والحسنة، فيجب أن نحذر ونحن نتحرك لتحقيق ذلك، خشية أن يؤدى ذلك إلى نتائج هدامة». وأوضح الرئيس السيسى، خلال المؤتمر: «الكل يبحث عن مستقبل أفضل لمصر، موجهًا رسالة للمواطن: «اوعى وانت بتتحرك ضد قرار أو إجراء أن تصل بتحركك إلى نتائج هدامة».
وأضاف السيسى، قائلًا: «أنا خايف عليها كلها، ممكن الإجراء الاحتجاجى اللى يقوم به البعض يهد حاجات كثيرة اتبنت، ولكن فى النهاية الكل بيبات فى بيته».
وتابع: «أنتم تقولون إنكم تريدون تأسيس استراتيجية قومية وطنية للناس لإعادة صياغة الوجدان، وأنا معكم فى ذلك، ومن المهم أن تكون الحقوق والواجبات مصانة، لقد عبرتم عن قلقكم، وأنا أشعر بذلك القلق».
ومضى الرئيس، قائلًا: «لا بد أن تعلموا أنى لا أتمنى أو أقبل أن تكون هناك إساءة لأحد، ولكن أخاف على مصر، ويجب أن نخاف عليها جميعًا».
وأضاف أنه يمكن لأى شخص أن يحتج ويعترض، ولكن يجب أن تكون مصر أمام عينه، مشيرًا إلى أن هناك دولًا أخرى يمكن كانت الأهداف والنوايا بها نبيلة، لكن النتائج مثلما رأيتم.
قال الرئيس: «إن هناك فرقًا كبيرًا بين المسار المعرفى المتمثل فى الإجراءات، وخصوصية التجربة التى تمر بها الدولة».
وتساءل السيسى، فى كلمة له خلال جلسة «التنمية الاقتصادية»: كيف يتم تنفيذ الإجراءات لإصلاح الاقتصاد بالتوافق مع تجربة البلد وظروف المواطن؟
وضرب الرئيس مثالًا بمترو الأنفاق، قائلًا: «نحن نحاول الإصلاح، والمطّلع على قوائم التشغيل والأرباح والخسارة يؤكد أن المرفق يحتاج إصلاحًا، فتم اتخاذ قرار الإصلاح وأن تعمل الدولة على ضرورة إقناع المواطن بالإصلاح».
وأضاف: «قبل عام أبلغنى وزير النقل بأن خط حلوان سيخرج من الخدمة بسبب ضرورة إعادة تأهيله، ونحتاج ٣٠ مليار جنيه، مع العلم بأن القرض الذى تم بناء الخط به لم يتم تسديده حتى الآن». معلقًا: «طيب نقفل الخط بتاع حلوان؟ وإحنا كدولة بنحاول نحل المسألة قدر الإمكان».
وأضاف الرئيس السيسى خلال جلسة «هنكمل الحكاية»: «سعر تذكرة المترو فى اشتراكات الطلبة وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، يصل سعرها من ١٢ إلى ١٥ قرشًا» مضيفًا: «سعرها الحقيقى ١٦ جنيهًا».
تحديات مصر أكبر من أى حكومة ورئيس.. نواجه أزمات متراكمة منذ 50 عامًا.. ويجب الإسراع بإجراء الانتخابات المحلية
شدد السيسى على أن التحدى الذى يواجه مصر أكبر من أى حكومة وأى رئيس، قائلًا: «إذا كنتم عاوزين بلدكم تتبوأ مكانها وسط الأمم اوعوا تتصوروا إن ده بيجى بسهولة، وليس لدينا ترف فى تضييع الوقت أو عدم اتخاذ القرار، ولو ماخدتش القرار يبقى قصرت فى حقكم كلكم».
وأكد الرئيس أن صانع القرار يواجه أزمات متراكمة منذ ٥٠ عامًا، مشددًا على أنه من الضرورى عدم إرجاء الإصلاح، وهذا لتأخذ مصر مكانتها الطبيعية بين الأمم.
وتابع: «أحد التحديات التى تواجه مصر هو النمو السكانى، وأن الدولة لم تقنع المواطن على مدى سنوات بأهمية مواجهة الزيادة السكانية، لافتًا إلى ضرورة تحقيق معدل نمو ٧.٥٪ لمواجهة الأزمة السكانية، والآن وصلت الحكومة إلى ٥.٤٪، وهو ما يعد إنجازًا.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هناك فرقًا كبيرًا بين المسار المعرفى والنظريات والبيانات وتطبيقها على أرض الواقع وخصوصية التجربة، قائلًا: «يعنى خصوصية تجربة مصر وظروفنا إحنا وكل اللى بيتم تداوله من إجراءات ممكن تتعمل موجودة وكل الأكاديميين عارفينها، لكن إزاى تعملها مع ظروف بلدك». واستشهد الرئيس على كلامه، قائلًا: «أى حد دارس بيشوف مثلًا قطاع زى السكة الحديد والمترو هيقول المرفق ده محتاج إجراءات للإصلاح، ولكن لما تيجى تنفذ الإجراءات اللى درستها من منظور أكاديمى ومسار واضح للحل لازم تراعى خصوصية الحالة المصرية عشان لما تيجى تعملها تنجح فيها».
وتابع: «لازم تراعى إنك بتتعامل مع دولة وناس ولا تتحرك من غير ما تجهز الناس بأهمية الإصلاح وحتميته».
وقال: «إنكم وليتمونى المسئولية للحفاظ على مصر؛ لذلك أخاف عليها، ويمكن أن يكون ذلك مبررًا»، متسائلًا: «هل يمكن أن أقول لوزيرة السياحة كيف يمكن نجاح القطاع لادخال ١٢ أو ١٣ مليار دولار لحل مشكلة الموازنة وعجز الميزان؟ لكى يعمل ٣ ملايين شخص؟ ولكى يتم ذلك يجب أن يتحقق الاستقرار، وليس الاستقرار النسبى».
Comments