المحتوى الرئيسى

منظومة النظافة الجديدة: غضب في باب الشعرية.. ورضا في الوايلى

05/16 09:20

تحقيق وتصوير - حمدى أحمد

شهر كامل مر على بدء تنفيذ منظومة النظافة الجديدة فى عدد من أحياء القاهرة أبرزها باب الشعرية والوايلى، والمفاجأة أن حصيلته حتى الآن مقصورة على القبول الحذر، الغضب والاستياء.

ففى باب الشعرية، الحى الشعبى الذى يعتبر أحد أهم الأحياء الصناعية فى القاهرة أكد المواطنون وأصحاب المحلات استياءهم وغضبهم من المنظومة الجديدة وطالبوا بعودة المنظومة القديمة.

هذا الغضب تمثلت أسبابه فى إزالة الشركات الجديدة لصناديق القمامة الثابتة ما أدى إلى عودة تلال القمامة من جديد فى الشوارع، فضلاً عن عدم مرور عمال النظافة على المحلات لتجميع المخلفات مقارنة بما كان يحدث مع الشركة القديمة، وعدم نظافة وكنس الشوارع بانتظام، واضطرار أصحاب المحلات لكنسها بأنفسهم دائماً.

حدة ونبرة الغضب والاستياء انخفضت قليلاً فى حى الوايلى القريب من العباسية، حيث تباينت آراء المواطنين فى الحى حول مستوى المنظومة الجديدة، فقد رأى البعض أن الشركات الجديدة تعمل بشكل جيد وخاصة فى الشوارع الرئيسية، بينما أكد آخرون أنه لا فرق جوهرياً بين المنظومة الجديدة والقديمة، مطالبين بضرورة عودة الصناديق الثابتة مرة أخرى بعد إزالتها.

وتعتمد المنظومة الجديدة على الجمع السكنى من المنازل والمحلات بواسطة شركات صغيرة ومتعهدى نظافة، تحت إشراف هيئة نظافة وتجميل القاهرة، على أن تتولى الهيئة نظافة الشوارع والعناية بالحدائق والمسطحات الخضراء، ورفع صناديق تجميع المخلفات من الشوارع للقضاء على ظاهرة «الفريزة» الذين يتسببون فى تشويه الشارع، على أن يتم نقل المخلفات مباشرة من المتعهدين إلى محطات المناولة الثابتة أو المتحركة، ومنها إلى المقالب العمومية أولاً بأول بمعرفة هيئة النظافة.

ووفقاً لهيئة نظافة وتجميل القاهرة، فإن كل مربع بالحى يخصص له 3 سيارات تعمل على مدار 24 ساعة، مؤكدة أنه تم التعاقد مع متعهدين لجمع القمامة من المنازل ورفعها مباشرة فى السيارات، حيث بلغت تكلفة المعدات الجديدة 100 مليون جنيه.

كما تتميز المنظومة الجديدة أيضاً، باستمرار ورديات كنس الشوارع وإفراغ صناديق القمامة، بدلاً من العمل فى وردية أو ورديتين.

وحذرت محافظة القاهرة مواطنيها من إلقاء القمامة والمخلفات فى الشوارع، مؤكدة أن غرامة إلقاء القمامة فى الشارع قد تتراوح من 2000  إلى 20 ألف جنيه، طبقاً للقانون.

إلا أن المواطنين أكدوا عكس ذلك، واشتكوا من عدم مرور

قال محمود على، عامل بأحد المطاعم فى باب الشعرية إن الشركات الموجودة فى المنظومة الجديدة أسوأ من المنظومة القديمة، متمنياً عودة الشركة القديمة مرة أخرى.

وأضاف أن عمال الشركة القديمة كانوا ينظفون الشوارع تلقائياً دون طلب من أصحاب المحلات، لكن بعد تنفيذ المنظومة الجديدة أصبح أصحاب المحلات ينظفون أمام أعمالهم باستمرار لأن العمال لا يكنسون الشوارع.

وأوضح أن أكوام القمامة عادت من جديد إلى الشوارع عقب إزالة الشركات الجديدة صناديق القمامة واستبدالها بسيارة واحدة فقط فى الشارع الرئيسى، ما أدى إلى إلقاء المواطنين للمخلفات فى أماكن الصناديق وظهور أكوام القمامة.

«عمال النظافة بيمروا على المحلات دلوقتى بالصدفة.. ولولا إننا بنقولهم خدوا الزبالة مش هياخدوها، لكن عمال الشركة القديمة كانوا بيمروا علينا كل شوية وياخدوا الزبالة».. بحسب عادل عبدالله، العامل بورشة ألوميتال.

وأوضح أن الشركات الجديدة تكتفى بوضع سيارة فى الشارع الرئيسى والمواطنون يجب عليهم الذهاب إلى هذه السيارة لإلقاء المخلفات فيها، لكن عمالهم لا يجمعونها من البيوت أو المحلات.

أما خالد مصطفى، صاحب ورشة تصنيع فوانيس، ووصف عمال الشركات الجديدة بـ«خيال مآتة»، مشيراً إلى أنه لا فائدة من وجودهم، وأصحاب الورش ينظفون الشوارع بأنفسهم كل يوم، قائلاً «العمال ولا كأنهم موجودين».

ولفت مصطفى إلى أن عمال الشركة القديمة كانوا ينظفون الشوارع فى التاسعة صباحا دائماً، أما الآن فإن التنظيف لا يكون إلا فى الشوارع الرئيسية لأنها بجوار قسم الشرطة ومبانٍ، مؤكداً أن ذلك ينطبق أيضاً على جمع القمامة من الوحدات السكنية، حيث يلقى صاحب المنزل كل يوم القمامة بنفسه فى الأماكن المخصصة لها، لأن العمال لا يجمعونها من البيوت.

وأوضح أن أصحاب الورش سوف يجتمعون عقب انتهاء شهر رمضان ويتقدمون بشكوى إلى

«الشركة القديمة كانت أحسن من المنظومة الجديدة 100 مرة .. ده أنا قولت للعامل خد جنيه وشيل الزبالة مشى وسابنى .. لكن عمال الشركة القديمة كانوا بييجوا ياخدوها من غير حاجة»، بهذه الكلمات عبر مصطفى إبراهيم، صاحب ورشة نجارة عن غضبه من منظومة النظافة الجديدة.

لكنه أشار إلى أن الشىء الإيجابى الوحيد فى المنظومة هو السيارة الثابتة التى تتجمع فيها القمامة، لأن الصناديق القديمة كان المواطنون يلقون بها كل أنواع المخلفات حتى الطوب والسيراميك، لكن هذه السيارة تمنع ذلك والعمال يتأكدون أن المخلفات الملقاة خاصة بالمنازل والورش فقط.

فى السياق ذاته، فإن الأماكن الأثرية لم تسلم من تراكم أكوام القمامة فيها، حيث تتراكم المخلفات بجوار سور القاهرة التاريخى الذى يشمل باب الفتوح وباب النصر، دون مراعاة لأهمية هذا الأثر التاريخى، كما أن الشركات الجديدة لا تلقى بالاً لنقل المخلفات منها وتتركها كما هى.

أما مواطنو حى الوايلى فكانت نبرة الغضب والاستياء أقل من باب الشعرية، حيث قال محمد إسماعيل، صاحب محل بقالة، إن المنظومة الجديدة أفضل من القديمة، لأن أصحاب المحلات أصبحوا غير مجبرين على دفع أموال لعمال النظافة مقابل جمع القمامة منهم.

وقال آخر، إنه لا يوجد اختلاف جوهرى بين المنظومتين الجديدة والقديمة، متابعاً «الاتنين تقريبا واحد».

فيما رأى حسين مصطفى، أحد بائعى الفواكه، أن المنظومة القديمة كانت أفضل، لأن عمال النظافة كانوا موجودين دائماً فى الشوارع ويجمعون المخلفات من المواطنين، لكن عمال المنظومة الجديدة لا نراهم إلا مرة أو اثنتين فقط طوال اليوم.

وأضاف: «كمان الشركة الجديدة أزالت الصناديق الثابتة اللى كانت منتشرة فى كل مكان، ومبقاش فيه حاجة نرمى فيها الزبالة، وبالتالى رجعنا لمشهد أكوام القمامة».

واتفق معه فى الرأى، إسلام عبدالواحد، العامل بأحد محلات الملابس، الذى أكد ضرورة توفير الصناديق الثابتة التى كانت موجودة قبل المنظومة الجديدة، لأنها تمنع المواطنين من إلقاء المخلفات على الأرض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل