المحتوى الرئيسى

موجة رفض عربية وعالمية لـ«نقل السفارة الأمريكية».. وإدانات دولية لـ«المجزرة الإسرائيلية»

05/16 09:20

أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى السنوية الـ70 للنكبة لإعلان دولة إسرائيل 1948، على حمام من الدم أراقته إسرائيل فى قطاع غزة بقتل 64 فلسطينياً وجرح نحو 3000 آخرين، من بينهم 1359 مصاباً بالذخيرة الحية. وبالتزامن مع دفن الفلسطينيين ضحاياهم سادت الأجواء الاحتفالية بافتتاح مقر السفارة الأمريكية فى القدس، لتشهد ذكرى النكبة ما وصفه البعض بأنه «نكبتان جديدتان»، تمثلت الأولى فى نقل السفارة، والثانية فى سقوط عشرات القتلى ممن كانوا يحتجون فى فعاليات «مسيرة العودة».

ومن المقرر أن تتواصل فعاليات مسيرة العودة الكبرى عند السياج المحيط بالقطاع، كما يُنتظر خروج مظاهرات فى الضفة الغربية احتجاجاً على المجزرة فى غزة، بعد الإعلان عن إضراب شامل وثلاثة أيام حداداً فى الضفة الغربية يشمل كافة مناحى الحياة التجارية والتعليمية. وتستمر حالة التأهب فى وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلى عند السياج حول غزة وفى الضفة الغربية، فى ظل تصاعد القلق والإدانات العالمية إزاء أحداث أكثر الأيام دموية فى النزاع الإسرائيلى الفلسطينى منذ حرب غزة عام 2014. وأرسل عشرة أعضاء فى مجلس الأمن الدولى رسالة للأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش»، عبّروا فيها عن «قلقهم الشديد» لعدم تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2016 المدين للاستيطان الإسرائيلى.

واستنكرت دول غربية وعربية التصعيد الإسرائيلى الذى يشهده قطاع غزة، منها بريطانيا وفرنسا وروسيا واليابان وقبرص وماليزيا. واستدعت أيرلندا وجنوب أفريقيا السفير الإسرائيلى فى «دبلن» للاحتجاج على قتلى تظاهرات غزة. ودعا الاتحاد الأوروبى والصين إلى ضبط النفس، «خصوصاً» من جانب إسرائيل، فيما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن أى فلسطينى يتظاهر فى غزة يمكن أن يتعرض «للقتل» برصاص الجيش الإسرائيلى، سواء كان يمثل تهديداً أم لا. ووصفت منظمة «أطباء بلا حدود» ما حدث فى غزة، بـ«أمر غير مقبول وغير إنسانى ويثير الذهول».

الحرس الإيرانى: نقل السفارة يُعجّل بنهاية الاحتلال.. وتحركات فلسطينية فى «الجنائية الدولية» لمحاكمة إسرائيل كـ«مجرم حرب»

وعربياً، أكدت الخارجية المصرية «دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وعلى رأسها الحق فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأكد العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، أن بلاده ترفض وتدين «الاعتداءات السافرة والعنف الذى تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى»، كما استنكر الأردن تصريحات أمريكية بأن إسرائيل هى الوصى على «القدس». وجدّد العاهل المغربى، الذى يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامى، رفضه الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. فيما أعلن الحرس الثورى الإيرانى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس «يسرّع بزوال إسرائيل، وسيكون كابوساً للإسرائيليين لن ينجوا منه إلا عبر الحياة فى الملاجئ».

فى المقابل، وصل رئيس جواتيمالا «جيمى موراليس»، أمس، لافتتاح سفارة بلاده فى القدس، وكان أعلن فى ديسمبر الماضى عزمه نقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس، وذلك بعد أيام من تأييد حكومته للولايات المتحدة فى تصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس ضمن تسع دول صوتت مع أمريكا، فيما عرقلت الأخيرة دعوة أممية من أجل إجراء تحقيق مستقل فى الأحداث الدامية التى شهدتها فلسطين. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت تبنّى بيان لمجلس الأمن الدولى يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل فى أعمال العنف الدموية على الحدود بين إسرائيل وغزة التى اندلعت فى الوقت الذى افتُتحت فيه السفارة الأمريكية الجديدة فى القدس. وجاء فى مسودة البيان أن «مجلس الأمن يُعرب عن غضبه وأسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم فى الاحتجاج السلمى».

وأضافت أن «مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف لضمان محاسبة المسئولين». على صعيد الإجراءات القانونية تجاه أحداث غزة الدامية، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون الدولى والعلوم السياسية الفلسطينى، إن هناك ملفاً يُعد لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل باعتبارها من مجرمى الحرب بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطينى، خصوصاً أن فلسطين عضو بالمحكمة الجنائية، ويمكنها الاستناد لما يحدث من جرائم إسرائيلية واستخدام للأسلحة المحرمة دولياً، وأبرزها الرصاص الحى والغازات السامة، فى مواجهة المتظاهرين السلميين، لافتاً لـ«الوطن» نقل مجموعة قضايا لمحكمة العدل الدولية للفصل فى مدى استمرارية الاحتلال الذى يُعد الأطول فى التاريخ، بجانب مجهودات حالية للانضمام للمنظمات الحقوقية الدولية وحشد تأييدها، أبرزها مجلس حقوق الإنسان الدولى، ومنظمة العفو الدولية، للوقوف أمام جرائم الاحتلال.

كما تعقد جامعة الدولى العربية اليوم اجتماعاً للمندوبين لمناقشة هذه القضية، مع استمرار الاتصالات مع الدول الأوروبية والغربية، مثل روسيا والصين، لتشكيل حالة من الضغط الدولى لوقف المجازر التى تُرتكب بحق الشعب الفلسطينى. وفيما يتعلق بالإجراءات الدبلوماسية، قال الدكتور عبدالمهدى مطاوع، الخبير والمحلل السياسى الفلسطينى، إن الخطوات المقبلة، بجانب استمرار حشد التصعيد الدولى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، تعمل للانضمام إلى منظمات دولية مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية، التى أوعزت «واشنطن» فى السابق للسلطة الفلسطينية بتجنب الانضمام إليها، كما نحشد لحملة مقاطعة اقتصادية للشركات التى تدعم المستوطنات الإسرائيلية.

«الأزمات الدولية»: الوضع يتفجر من جديد بحلول شهر رمضان.. و«أبوشنب»: نرفض الوصاية الإسرائيلية.. والقدس فلسطينية منذ بداية التاريخ وحتى نهايته

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل