المحتوى الرئيسى

للمرة الأولى.. شوارع القاهرة الفاطمية تستقبل رمضان بـ"كانزات زينة"

05/16 08:44

لبهجة رمضان وجه يظهر في الفوانيس والزينة، وداخل القاهرة الفاطمية اعتادت شوارعها التاريخية أن تَتزين بلمسات الشهر الكريم، تتقاطع أفرع النور والقصاصات الملونة مع المباني والجدران الأثرية في مشهد بديع، بينما اختلف الأمر هذا العام، وحَلت عبوات الكانز الفارغة المتدلاة من أحبال بدلاً من الزينة التقليدية.

منذ قرابة 10 أيام، توجه عدد من موظفي وزارة الآثار إلى مناطق القاهرة الفاطمية وأبلغوا الأهالي وأصحاب المحال بقرار منع تعليق زينة رمضان بأنواعها "الورق، الكهرباء"، بحسب ما يقول "عادل عبد الهادي" مالك قهوة شعبية بمنطقة الجمالية.

"القرار يأتي من باب لا ضرر ولا ضرار" هكذا أبلغ موظفو الآثار سكان المنطقة بأسباب إصداره، بحسب "عادل"، وأوضحوا أن المباني الأثرية تتعرض لأضرار كبيرة من خلال الفتحات التي يحدثها السكان لتعليق الزينة والفوانيس، أو في حالة وضع أسلاك الزينة الكهربائية بطريقة عشوائية فتؤدي إلى حدوث حرائق.

في أعوام خلت لم يكن الصبية يتركون قدوم الشهر الفضيل من دون ممارسة عاداتهم المحببة بتزيين شوارع المنطقة الآثرية بالأيقونات، يُعلق الأطفال الزينة على أشكال مختلفة، تَتوسطها الفوانيس مُختلفة الأنواع "ورق، صاج، خشبي"، تَترقرق الزينة وتتمايل بخفة مع نسمات الهواء، تُهلل لها أسارير الجميع، فيما استبدلوا أدواتهم هذا العام بـ"كانزات المياه الغازية" الفارغة.

وتعد منطقة القاهرة الفاطمية من أقدم أحياء القاهرة، وتعتبر مركز ما أُطلق عليه "قاهرة المعز"، والتي أسسها القائد جوهر الصقلي لتكون عاصمة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ومركزا لدولة الفاطميين، وتضم عدداً من المعالم الشهيرة منها الجامع الأزهر ومسجد الحاكم بأمر الله وباب زويلة.

الخوف من بعض الأضرار التي تطال المباني بالمنطقة الأثرية، هو ما اعتبره "عادل"، صاحب المقهى بالمكان سبباً محتملاً للقرار، مشيراً إلى أن تعليق الزينة يصاحبه عدد من العادات الخاطئة أبرزها؛ الطرق على الجدران وإحداث حفر في قلب الحجر الآثري.

ويشير الرجل الستيني إلى أن تركيب أسلاك الزينة الكهربائية بشكل عشوائي قد يتسبب في اندلاع الحرائق في المباني المجاورة، مرجعا الذاكرة إلى إحدى الحرائق التي اشتعلت خلال شهر رمضان الماضي بإحدى الوكالات الأثرية بالمنطقة، وأحدثت خسائر كبيرة بها، فضلاً عن قطع الكهرباء ليومين عن الشوارع المحطية بها.

الآثار: لا نعلم شيئًا عن القرار

"أول مرة أسمع عن القرار ده" بهذه الكلمات نفى محمد عبد العزيز، رئيس مشروع تطوير القاهرة التاريخية ومعاون الوزير لشؤون الآثار الإسلامية والقبطية، علمه بالأمر. بينما لفت إلى أن إتلاف أي أثر تاريخي يعاقب عليه بموجب قانون حماية الآثار.

ومنطقة القاهرة التاريخية مُسجلة على موقع منظمة اليونسكو كـ"مدينة حية" أي تحافظ على تراثها القديم، كما يوضح "عبد العزيز" لمصراوي، مشيراً إلى أن زينة رمضان من أبرز تراث القاهرة الفاطمية "وإحنا بنحاول نحيي تلك الأشياء، فمنظر الزينة والفوانيس في الشوارع شيء جيد".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل