المحتوى الرئيسى

منيرة شهاب الدين: والدى استشهد أمامنا.. ولم نعلم مكان قبره | المصري اليوم

05/16 08:24

«نحب الورد، لكننا نحب القمحَ أكثر».. بلهجتها الفلسطينية وبثوب المردن الذى تشتهر به نساء فلسطين، جلست منيرة شهاب الدين مستشهدة بشعر محمود درويش عن موسم حصاد القمح فى فلسطين وقت خروجها من وطنها تروى قصتها المأساوية منذ النكبة وحتى وصولها إلى مصر.

بدأت منيرة التى كانت تسكن فى مدينة يبنا القابعة فى مدينة الرملة بين المجدل ويافا، شهادتها عما رأته فى حرب 48، فى لقاء بالمصرى اليوم، قائلة: كان عمرى 7 سنوات عندما ترك الإنجليز الأرض لليهود، صارت العصابات الصهاينة يأتون كل فترة يعملون عمليات ضد المدنيين ويعودون إلى ثكناتهم التى تركها لهم الإنجليز.

وتابعت: ذهب أخى لجلب بندقية لحمايتنا، وذهبنا إلى بيارة أحد أصدقاء والدى فى الرملة وكانت تسقط علينا صواريخ كنا ندعوها «كركرة» لا أعرف نوعها لكنها كانت تسقط على البشر والشجر، وتركوا الرملة بعدما دخلوا اليهود، فذهب أخى محمد ويعقوب وكان اليهود يتعقبون كل من يحمل سلاح.

وحين اقترب اليهود من المنزل الذى كنا نختبئ فيه قال لنا والدنا ادخلوا اختبئوا داخل البيارة التى تقع خلف المنزل وظل هو فى الخارج من أجل أن يعطى إشارة لأشقائى بأن يحموا أنفسهم جيدا حتى وصل اليهود إلى المنزل، فظنوا أن والدى وحده، وأطلقوا عليه النار، وأكملوا طريقهم.

وقالت منيرة: إن البيارى- المزارع- أخذنا وهربنا نحو منطقة صحراوية فى الليل، وكنا حفاة ولا معنا لا أكل ولا شرب وانتظرنا حتى طلع النهار وذهب أحد أشقائى وشقيقتى والمزارع لجلب جثة أبى، وطلوا من شباك المنزل من خلف البيارة وظل أخى يبكى على والدى ويقول يابا يابا حتى قال لهم المزارع إن لم نتحرك الآن سوف يأتون ويقتلوننا.

وبالفعل خرجت منيرة وإخوتها ووالدتها، ولم يعلموا حتى الآن أين هى جثة والدهم وأين دُفن، لكن قلبها مطمئن كونه استشهد ودفن فى فلسطين المحتلة أينما كانت الجثة متواجدة، وأوضحت أنهم تحركوا من يبنا حتى وصلوا إلى حدود هريبيا ومنها إلى المجدل القريبة من حدود غزة لمدة 8 ساعات حفاة دون ماء، موضحة أن هريبيا يوجد بها «عين مياه» لا يوجد مثلها فى فلسطين.

وأردفت قائلة: ذهبوا إلى غزة حيث الجيش المصرى على حدود غزة وأدخلهم داخل خان يونس حيث أقاربهم، موضحة أن أحد أشقائها الكبار ذهب إلى نابلس فى الضفة الغربية وعندما عاد إلى غزة ظل بها لفترة حتى استخلص لهم أحد المعارف أوراق الذهاب إلى مصر بالقطار من غزة وحين وصلوا إلى القاهرة استقروا فى منطقة الدمرداش، ودخلت مبرة الأميرة فريال التى كانت تخدم كل سكان العباسية.

وعن قصتها مع الملك فاروق، قالت: «إحدى المُعلمات اختارتنى لأقدم الحفلة لأننى كنت موهوبة فى تطريز الملابس، ولم أكن أعرف شكله وحين دخل على المسرح الذى كنت فيه جاءت إحدى المعلمات وصفعتنى على وجهى لأننى لم أقبل يد الملك وأنا فى الأساس لم أكن أعرف وجهه من قبل بعدها تركت المبرة لأننى أحسست بإهانة بالغة، وفضلت الجلوس فى المنزل حتى جاء حكم عبدالناصر الذى أنصفنا جميعا، وشعرت بأن حقى جاء حين وصل هذا الرجل إلى سدة الحكم الذى عامل الفلسطينيين أفضل من المصريين أنفسهم.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل