رئيس «كاف» يفتح قلبه لـ«المصري اليوم » فى حوار صريح ويؤكد: أُصلِّى من أجل «صلاح» فى نهائى أبطال أوروبا | المصري اليوم

منذ اعتلاء «أحمد أحمد» سدة الحكم فى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم عقب إقصاء منافسه الكاميرونى «عيسى حياتو» الذى انفرد بكرسى رئاسة الكاف 28 عاما، تبدلت أحلام جماهير الكرة الأفريقية ومسؤولى الأندية ورؤساء الاتحادات الأهلية أملا فى أن تؤتى رياح التغيير على الكرة السمراء ثمارها، خصوصا أنها ظلت تعانى من مشاكل وأزمات لم تتخلص منها نتيجة انفراد «حياتو» بالسلطة.. وزاد من طموحات المسؤولين فى تطوير منظومة الكرة الأفريقية أن الرئيس الحالى رفع شعار التطوير ومحاربة الفساد خلال حملته الانتخابية.. وباتت كل فئة تحلم بأن يكون «أحمد» هو طوق النجاة الذى سينتشل قارته من مشاكل البث الفضائى والحقوق الحصرية لإذاعة المباريات.. وراح مسؤولو الأندية والاتحادات يحلمون ببطولات أقوى من المستوى الحالى سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وجاء تألق النجم المصرى محمد صلاح، المحترف بنادى ليفربول الإنجليزى، ليثبت أن القارة الأفريقية تمتلك العديد من المواهب ويمكنها تنظيم بطولات تضاهى المنافسات العالمية إذا تخلصت من مشاكلها الكامنة بها منذ سنوات.

«المصرى اليوم» توجهت إلى أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، الذى تحدث بصراحة عن طموحاته وأحلامه للقارة السمراء ورؤيته المستقبلية فى تطوير الكرة الأفريقية.. وجاءت إجاباته حازمة وصارمة حول دور «كاف» فى مساعدة الشعوب الأفريقية فى مشاهدة مباريات المونديال، كما تحدث عن حقيقة نقل مقر الاتحاد الأفريقى من مصر، ودوره البارز فى محاربة الفساد، وفجّر رئيس كاف مفاجأة من العيار الثقيل عن محمد صلاح وتحدث عن أفضل المأكولات المصرية التى يشتهيها والفريق الذى ينتمى إليه وأشياء أخرى فى هذا الحوار.

المصري اليوم تحاور« أحمد أحمد »،رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»

■ بداية.. ما الذى حققته منذ اعتلائك سدة الحكم ب«كاف»؟

- أؤكد لك أنه مضى 14 شهرا تقريبا على تولى المسؤولية داخل «كاف» واجهنا خلالها العديد من المعوقات والتحديات التى نسعى للتصدى لها من أجل تطوير الكرة الأفريقية والنهوض بها.. لكن كل ما يشغلنى حاليا هو الوضع القانونى لـ«كاف» داخل مصر، وقد تحدثت مع المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، فى رغبتنا أن يكون «كاف» تابعا للقوانين الدولية وليس خاضعا للقانون المصرى، وأتوجه إليه بالشكر لأنه أبدى استعداده لإنهاء هذا الأمر.

■ ما الفارق بين أن يكون «كاف» تابعا للقانون الدولى أو خاضعا للقانون المصرى؟

- نحن لا نسعى لأى مميزات حتى نحصل عليها عندما نتبع القانون الدولى، لكن «كاف» منظمة دولية تضم 54 دولة، ومن ثم فما الفارق بين الاتحاد الأفريقى والمصرى إذا استمرت تبعيتنا للقانون المصرى.

■ رفعت شعار التغيير خلال حملتك الانتخابية، فما الذى فعلته فى هذا الصدد؟

- لم يمر عام ونصف العام على ولايتى، لكننا حققنا العديد من الإنجازات، وقمنا بإجراء التغيير بشكل منظم سواء على المنظومة الإدارية داخل كاف أو تطبيق الأمر نفسه على البطولات واللوائح المعتمدة به بما يتناسب مع التطوير داخل الاتحاد الأفريقى والفكر الذى نسعى إلى تطبيقه خلال المرحلة المقبلة.

وقمنا بتغيير بنسبة من 70 إلى 75% سواء فى الموظفين أو اللوائح، التى حصلنا فيها على موافقة فى الاجتماع الأخير لـ«كاف»، والذى أُقيم فى المغرب، وفى الوقت نفسه نسعى لاستكمال مسيرة التغيير خلال الفترة المقبلة على العقود التى أُبرمت فى الفترة السابقة، ومن بينها عقد شركة «لاجاردير»، الذى يمتد إلى 12 عاماً مقبلة، ونُجرى حالياً مفاوضات لإعادة الاتفاقية مرة أخرى مع مسؤولى الشركة.

- مبدئياً، أرغب فى توضيح أمر مهم للغاية، وهو أننى لم أقم بإبرام العقد مع مسؤولى الشركة الفرنسية، باعتبار أن العقد تم إبرامه فى عهد الرئيس السابق، عيسى حياتو، لكننا نسعى لتغيير بعض البنود الخاصة بمدة التعاقد والحصول على جميع الحقوق لجميع البطولات، وهو أمر يحتاج تغييراً وفقاً للمفاوضات التى نقوم بها.

■ كيف ستتمكن من تحقيق المعادلة الصعبة فى منح حق مشاهدة المباريات للشعوب الأفريقية وطموحاتك بزيادة الموارد المالية للاتحاد الأفريقى مستقبلاً؟

- دعنا نتفق أن هدفنا هو زيادة موارد «كاف» بشكل منظم ويفيد المنظومة الكروية بالقارة السمراء، وفى الوقت نفسه من حق الشعوب أن تشاهد المباريات، لكن دون أن يخل ذلك بموارد «كاف»، فمن الصعب أن تشاهد جميع المباريات مجاناً.

■ ما دور «كاف» فى مساعدة الشعوب الأفريقية لمشاهدة المباريات فى كأس العالم، خصوصاً التى تشارك منتخباتها فى المونديال؟

- بالفعل نُجرى مناقشات مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى هذا الشأن، مع مراعاة الالتزام باللوائح والقواعد التى تحكم «فيفا» فى هذا الشأن، رغم أن الأمر ليس من مهمة «كاف»، بل المسؤولية تقع على الحكومات التابعة لها الشعوب التى تشارك منتخباتها فى المونديال.

■ ماذا فعلت فى إنهاء مشكلة سوء الملاعب فى أفريقيا، والتى تواجه الأندية والمنتخبات خلال مشاركاتها الدولية فى البطولات المختلفة؟

- هذا الأمر ليس مسؤولية الاتحاد الأفريقى وحده، وإنما هناك دور لحكومات الدول والاتحادات الأهلية فى تطوير ملاعبها، وعلى كل حكومة أن تسعى لتحسين ملاعبها، فلديك مصر على سبيل المثال، فهى تمتلك ملاعب واستادات متميزة، وذلك لرغبة الحكومة فى تنمية الرياضة والاهتمام بكرة القدم والألعاب المختلفة ومنح فرصة للشباب لممارسة الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ومن ثَمَّ، فالمسؤولية تقع على الحكومات فى تطوير الملاعب أيضاً.

■ هل زيادة عدد المنتخبات فى بطولات أمم أفريقيا المقبلة تأتى ضمن خطتكم لتطوير الكرة فى أفريقيا؟

- زيادة عدد المنتخبات الأفريقية وعدد الأندية فى دورى الأبطال والكونفيدرالية جاءت بناءً على رغبة من نجوم سابقين وخبراء فى القارة السمراء، وأيضاً من بعض وسائل الإعلام، التى أوصت بهذا الأمر خلال الفترات السابقة.

■ هل تقصد من زيادة عدد الفرق ببطولات الأندية والمنتخبات توسيع قاعدة ممارسة الكرة بأفريقيا فقط أم تسعى لزيادة الموارد المالية؟

- هناك أكثر من ميزة سيؤدى إليها قرار زيادة المشاركات فى بطولات الأندية أو أمم أفريقيا، فهناك منتخبات عظمى بأفريقيا عانت عدم المشاركة فى أمم أفريقيا، وهو ما أفقد البطولة قوتها فى بعض الأوقات مثلما حدث مع مصر والكاميرون عندما غابا عن بعض البطولات الأفريقية، ومن ثَمَّ فإن زيادة عدد المنتخبات ستمنح الفرق فرص المشاركة، ما يؤدى إلى زيادة المنافسة، فضلاً عن أن «كاف» أصبح يضم 54 دولة، ومن الطبيعى أن تتم زيادة عدد الفرق المشاركة فى البطولات.

■ ماذا عن زيادة عدد المنتخبات الأفريقية المشاركة فى كأس العالم ما بعد مونديال 2018؟

- ستتم زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى مونديال 2026 إلى 9.5 منتخب، وهو ما يتماشى مع رغبتنا فى تغيير المنظومة الكروية بـ«كاف».

■ بمناسبة مونديال 2026.. ماذا ستفعل فى مساعدة المغرب فى ملف تنظيم كأس العالم؟

- مساعدة المغرب فى ملف تنظيم مونديال 2026 واجبى، وأحد أهدافى خلال الفترة المقبلة، وقد قمنا بالاتصال مع بعض نجوم القارة السمراء للترويج للملف، وبينهم صامويل إيتو والحاج ضيوف.

■ هل تحدثت مع محمد صلاح فى إمكانية الترويج لملف المغرب لتنظيم مونديال 2026؟

- لا يمكن للاتحاد الأفريقى أن يجبر لاعباً على الترويج أو مساندة أى ملف فى تنظيم المونديال، وكل ما أطلبه من «صلاح» أن يركز فى الفترة المقبلة حتى يحصد نهائى دورى الأبطال من ريال مدريد.

■ أيهما ستشجع ليفربول أم ريال مدريد فى دورى الأبطال؟

- لا أخفى عليك سراً أننى من مشجعى ريال مدريد، لكننى أتمنى فوز ليفربول باللقب الأوروبى، بل سأصلى وأدعو من أجل أن يفوز «صلاح» وساديو مانيه على الريال.

■ ما رأيك فى تألق «صلاح» مع ليفربول، وهل تنصحه بالبقاء مع ناديه أم الرحيل لفريق آخر؟

- «صلاح» فخر لأفريقيا والعرب، وفخر لى أن يتألق باعتبارى رئيساً لـ«كاف» فى الوقت الحالى، فضلاً عن أننى مندهش بالأعمال الخيرية التى يقوم بها، ومنبهر به، أما مسألة بقائه من عدمه مع ناديه فهذا أمر يرجع إليه وإلى وكيله، وفقاً لما يراه بشأن مستقبله الكروى.

■ هل يمكن أن يكرر ما فعله جورج واياه، رئيس ليبيريا، عندما حصد لقب أفضل لاعب فى العالم عام 95؟

- إذا فاز بلقب دورى الأبطال مع ليفربول وحقق نتائج طيبة مع المنتخب المصرى فى كأس العالم، فإن الفرصة ستكون سانحة له للفوز باللقب وتكرار التجربة.

■ كيف ترى فرص المنتخبات الأفريقية فى المونديال، خصوصاً المنتخب المصرى؟

- لا أفضل التوقعات فى كرة القدم، فالأمر يتعلق بالاجتهاد فى الملعب، لكن «كاف» ساند جميع المنتخبات الأفريقية التى تستعد للمونديال، سواء بمنحها مبالغ مالية لشراء أجهزة حديثة لمساعدتها خلال فترة الإعداد، ومنح كل دولة مبلغاً قدره 500 ألف دولار من «كاف»، إلى جانب دورنا فى قيام «فيفا» بمنح كل دولة تأهلت مبلغ مليونى دولار.

■ البعض يخشى من نقل مقر الكاف خرج مصر!!

- مبدئيا هذا الأمر لم تتم مناقشته داخل الكاف نهائيا.. ولا توجد نية لنقل المقر خارج مصر، وهذا السؤال طرح علىّ أكثر من مرة من وسائل إعلام مصرية.. ولا أمتلك السلطة لنقل المقر.. فالأمر يتعلق بقرار من بقية الاتحادات الأخرى وهو أمر لم يتم بحثه.

■ ما رأيك فى تطبيق تقنية الفيديو فى بطولات الكاف؟

- شبه مستحيل أن يتم تطبيق تقنية الفيديو فى كافة البطولات، لكن الأمر يتوقف على قرار من اللجنة التنفيذية.

■ البعض يردد أن بطولة أفريقيا للمحليين تتسم بالمستوى الضعيف بسبب عدم إلزام الدول بالمشاركة فيها واعتذار المنتخبات القوية عن المشاركة فيها!!