المحتوى الرئيسى

شهيد جديد في غزة..تركيا تطرد سفير اسرائيل ودعوات دولية للتحقيق بالمجزرة

05/16 00:50

استشهد فلسطيني مساء الثلاثاء، برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة؛ خلال مشاركته في مسيرات “العودة”، ما يرفع حصيلة الشهداء الى 62 منذ الاثنين، فيما طردت تركيا السفير الإسرائيلي لدىيها، وانضمت بريطانيا والمانيا الى الدول المطالبة بإجراء تحقيق في المجزرة.

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، في بيان صحافي:” استشهاد المواطن ناصر أحمد محمود غراب (51 عاما) بطلق ناري من قبل الاحتلال الصهيوني شرق البريج”.

وباستشهاد “غراب” يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ يوم أمس على حدود غزة، إلى 62 شهيدًا ونحو 2770 جريحا.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ“النكبة” الفلسطينية.

في الاثناء، نقلت وكالة الأناضول التركية عن الخارجية التركية قولها إنّها أبلغت السفير الإسرائيلي لدى أنقرة أنّ "عودته إلى بلاده لفترة سيكون مناسباً".

ومن جانبها، دعت بريطانيا الثلاثاء لإجراء تحقيق حول قتل الجنود الاسرائيليين المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.

وقال أليستر بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية للبرلمان ”يتعين إجراء تحقيق في هذا الأمر“.

وأضاف ”بريطانيا كانت واضحة في الدعوة العاجلة لمعرفة حقائق ما حدث بما في ذلك لماذا جرى استخدام هذا الكم من الذخيرة الحية“.

وتابع ”هناك أشكال مختلفة من التحقيقات التي يمكن إجراؤها من خلال الأمم المتحدة وعلينا أن نجد الصيغة الصحيحة لكن من المهم أن نتوصل لكل الحقائق“.

ودعا بيرت كذلك إلى تخفيف القيود على الحركة في غزة وتقديم دعم دولي لمشروعات البنية الأساسية والتنمية هناك.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الثلاثاء إن العنف في غزة يدمر عملية السلام.

وأضاف للصحفيين ”نشعر بقلق بالغ من حجم العنف. إن خسارة الأرواح وسقوط عدد كبير من المصابين الفلسطينيين أمر مفجع... إن مثل هذا العنف مدمر لجهود السلام“.

وتابع ”ندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس والإحجام عن أي عنف جديد. للفلسطينيين الحق في الاحتجاج لكن هذه الاحتجاجات يجب أن تكون سلمية. نحن قلقون من أن العناصر المتطرفة ربما تسعى لخطف الاحتجاجات السلمية لصالح أهدافها. لإسرائيل الحق في الدفاع عن حدودها... لكن استخدام الذخيرة الحية مزعج بشدة“.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الوضع في الشرق الأوسط بأنه "متفجر" وانتقد الولايات المتحدة لاتخاذها إجراءات أحادية الجانب في المنطقة.

وقال لو دريان لأعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)يوم الثلاثاء "الوضع في الشرق الأوسط متفجر والحرب ربما تلوح في الأفق".

كما دعت ألمانيا الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة تجنب أي تصعيد في العنف وقالت إن لجنة مستقلة قد تساهم في توضيح ملابسات ما حدث.

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية ”ما حدث...يقلقنا بشدة“. وأكد على موقف ألمانيا بأن من حق الفلسطينيين تنظيم احتجاجات سلمية وأن إسرائيل تملك حق حماية حدودها وأن جميع ردود الفعل ينبغي أن تكون متناسبة.

وفي سياق متصل، قال مايكل لينك مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان الثلاثاء إن استخدام إسرائيل المفرط للقوة ضد الفلسطينيين عند السياج الحدودي مع غزة يشبه القصاص ”للرمش بالعين“ وقد يصل إلى حد جريمة حرب.

وقال لينك وهو خبير مستقل يرفع تقارير إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ”هذا الاستخدام الصارخ والمفرط للقوة من إسرائيل، أو الرمش بالعين، ينبغي أن يتوقف وينبغي أن تكون هناك محاسبة حقيقية لمن في الجيش والقيادة السياسية الذين أمروا أو سمحوا باستخدام مثل هذه القوة مرة أخرى عند السياج الحدودي في غزة“.

وقال منصور العتيبي سفير الكويت في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه سيطرح على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار بشأن "حماية المدنيين الفلسطينيين" ولكنه أضاف "لا نتحدث عن عملية حفظ سلام".

وقال العتيبي للصحفيين قبل اجتماع لمجلس الأمن بشأن أحدث أعمال عنف وقعت في قطاع غزة إنه من المرجح أن يطرح مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر يوم الأربعاء. ولم يتضح متى سيتم طرح مشروع القرار للتصويت.

وتجمع الفلسطينيون في غزة يوم الثلاثاء لتشييع جنازات الشهداء الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية في اليوم السابق في الوقت الذي أخذت فيه القوات الإسرائيلية مواقعها على الحدود مع القطاع للتعامل مع يوم يتوقع أن يكون الأخير من الاحتجاجات الفلسطينية.

كانت المجزرة التي وقعت الاثنين على الحدود، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس، أسوأ يوم من حيث عدد الضحايا في صفوف الفلسطينيين منذ حرب غزة في 2014.

وارتفع عدد الشهداء إلى 61 أثناء الليل بعد وفاة رضيعة عمرها ثمانية أشهر من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في مخيم للمحتجين يوم الاثنين حسبما قالت عائلتها. وأصيب أكثر من 2200 فلسطيني إما بالرصاص أو من جراء الغاز المسيل للدموع.

ووصف قادة فلسطينيون أحداث يوم الاثنين بأنها مذبحة كما أثار استخدام القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية قلقا وإدانات على مستوى العالم.

ومن المقرر أن ينعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الوضع.

وقالت إسرائيل إنها تتصرف دفاعا عن النفس وعن حدودها ومراكزها العمرانية. وأيدت الولايات المتحدة حليفها الرئيسي موقفها وقال الاثنان إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حرضت على العنف.

وصباح يوم الثلاثاء سار المشيعون في مختلف أنحاء غزة وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويطالبون بالثأر.

وردد المشيعون هتاف "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

وثارت مخاوف من إراقة مزيد من الدماء يوم الثلاثاء إذ يخطط الفلسطينيون لاحتجاج آخر في ذكرى النكبة التي توافق قيام إسرائيل وهو اليوم الذي ترك فيه آلاف الفلسطينيين بيوتهم أو أخرجوا من ديارهم في أعمال عنف بلغت ذروتها في الحرب بين إسرائيل وجيرانها العرب في 1948.

وقد أحيت حملة الاحتجاج الحدودية التي بدأت قبل ستة أسابيع وأطلق عليها اسم "مسيرة العودة الكبرى" المطالب بعودة اللاجئين إلى أراضيهم السابقة التي أصبحت الآن في إسرائيل.

وترفض إسرائيل حق العودة خشية أن يحرمها ذلك من الأغلبية اليهودية.

ويقول مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 104 من سكان غزة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات وإن قرابة 11 ألف شخص أصيبوا بينهم نحو 3500 بالذخيرة الحية. ولم ترد أنباء عن إصابات إسرائيلية.

ويعيش مليونا نسمة في القطاع الساحلي الضيق الذي تحاصره إسرائيل ويعاني من أزمة إنسانية.

انتشرت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود يوم الثلاثاء وأخذ قناصة مواقعهم لمنع أي محاولة لاختراق السياج الحدودي إذا ما ظهر المحتجون من جديد. وتم أيضا نشر دبابات.

وقال قائد إسرائيلي كبير إن من بين قتلى غزة الستين يوم الاثنين كان 14 ينفذون هجمات بينما كان 14 آخرون من المتشددين.

وقال أيضا إن المحتجين الفلسطينيين كانوا يستخدمون مئات القنابل الأنبوبية والقنابل الحارقة. وأضاف أن متشددين فتحوا النار على القوات الإسرائيلية وحاولوا تفجير قنابل بجوار السياج.

وقال القائد الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه وفقا للقواعد الإسرائيلية "نحن نوافق على كل طلقة تطلق قبل إطلاقها. كل هدف يتم رصده مسبقا. ونعرف أين تصيب الرصاصة وما هو هدفها".

وأضاف "ومع ذلك فالواقع على الأرض أن الضرر غير المقصود يحدث".

وفي جنيف أدان مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "العنف الدامي المروع" من قبل قوات الأمن الإسرائيلية في غزة قائلا إنه يشعر بقلق شديد مما يمكن أن يحدث يوم الثلاثاء وداعيا إلى إجراء تحقيق مستقل.

وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل خلال إفادة صحفية مقتضبة منتظمة للمنظمة الدولية في جنيف إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن حدودها بموجب القانون الدولي لكن القوة الفتاكة يجب أن تكون الملاذ الأخير ولا يمكن تبريرها باقتراب الفلسطينيين من السياج الحدودي مع قطاع غزة.

وفي مدينة غزة خرج المئات في جنازة الرضيعة ليلى الغندور التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني.

وقالت أمها وهي تبكي وتحتضن ابنتها "خلوها معايا، بدري عليها كتير إنها تموت".

وفي وقت سابق في مستشفى غزة حيث جرى إعداد جثمان الرضيعة البالغة من العمر ثمانية أشهر للدفن قالت جدتها إن الرضيعة كانت في أحد مخيمات الاحتجاج التي أقيمت على مسافة بضع مئات من الأمتار من الحدود.

وقالت هيام عمر "كنا في المخيم شرق غزة والجنود الإسرائيليون أطلقوا قنابل غاز بكثافة".

وأضافت "لما رجعنا البيت البنت بطلت تبكي وفكرناها نامت، أخدناها على مستشفى الأطفال والأطباء حكولنا هناك انها استشهدت".

وأمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإضراب عام في مختلف الأراضي الفلسطينية يوم الثلاثاء وإعلان الحداد العام ثلاثة أيام.

بقي معظم المحتجين حول الخيام المنصوبة غير أن مجموعات من الشبان غامرت بالاقتراب من المنطقة المحظورة قرب السياج الحدودي وخاطرت بالتعرض لنيران القوات الإسرائيلية من أجل الدفع بالإطارات المحترقة أو إلقاء الحجارة.

وأطلق البعض طائرات ورقية تحمل عبوات من البنزين أدت لنشر حرائق على الجانب الإسرائيلي.

ومما زاد من الحماس للمشاركة في احتجاجات يوم الاثنين مراسم نقل السفارة الأمريكية الجديدة إلى القدس من تل أبيب تنفيذا لوعد قطعه الرئيس دونالد ترامب الذي اعترف في ديسمبر كانون الأول بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم التي يأملون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتعتبر إسرائيل القدس كلها بما فيها القدس الشرقية التي استولت عليها في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تلقى الاعتراف الدولي "عاصمة أبدية موحدة" لها.

وتقول أغلب الدول إنه يجب حسم وضع القدس من خلال تسوية سلام نهائية وترفض نقل سفاراتها إليها الآن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل