المحتوى الرئيسى

الدكتورة ماجدة عطا تكتب: الإسماعيلية شجرة حية ومثمرة

05/15 18:43

أنتم معنا الآن فى بلد يُعد أكثر بلدان مصرنا حضارة وإسهاماً فى التراث الإنسانى ثقافياً وتاريخياً، فالمواطن الإسماعيلاوى «درويش» القيمة، بما لديه من قدرات ومهارات وإدراج بأهمية موقعه الجغرافى والتاريخى، وتأثير ذلك على المنطقة المحيطة أمام تحديات لجمل من الثقافات البشرية، ومن لغة وثقافة أياً كان نوعها، كان ذلك نتيجة لصراع سياسات حفر لشريان مائى هو الأهم «قناة السويس» واستعمار تأثر بثقافته لغة وجسارة فى كيفية الصد، دفاعاً عن الحرية لمواطن عرف كيف يحفر اسمه مع تاريخه لقناة السويس، فنجد هنا التراث الإسماعيلاوى «الدراويش» كلاً لا يتجزأ، الكل يعمل هنا بدروشة سياسية وكفاح وكرة قدم وثقافة وفنون وقدرة على التغيير لتسرى فى عروق الشجرة الإسماعيلاوية، حتى تجعل منها شجرة حية ومثمرة.

ففى كرة القدم الساحرة، نجد الطفل مسكوناً بروح الإبداع، يبدأ يحبو على لعب الكرة الشراب فى الشارع مع الاحتفال بحرق اللنبى، بروح كفاح تاريخ مدينة على الاستعمار، متأثراً فى الشباب ثقافات الفنون الشعبية، والسينما التسجيلية، ومهرجانات شياكة المانجو والفراولة، وصولاً إلى بطولة أفريقيا ودروشة أهم فنانى مصر لكل الألوان المختلفة.

وحتى بعد أن اشتدت علينا قسوة التهجير ودمج ثقافات تراثية لمناطق مختلفة من بحرى إلى الصعيد، عاد الإسماعيلاوى مدروشاً بعجن الجزء من الكل، ليعود كما سمّاه عبدالمنعم عمارة وقتها إعادة صياغة المواطن الإسماعيلى، فى الأفراح والمآتم، والتطور الذى يرونه أيضاً مدروشاً ما بين العمارة الفرنسية إلى العمارة الشرقاوية، الصعيدية، النوبية والبحراوية، ويعيش الإسماعيلاوى وكأنه ثمرة رائعة من الشجرة التى لا تطرح إلا لآلئ متوهجة بجمال الدراويش، فتجد السهرات تعود إلى عهدها مع «أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش»، والحديث والتراث، ولا بد من نهاية يرقص معها الجميع على أنغام السمسمية، وكلمات العشق للكفاح فى أروع ما كُتب لإثبات الهوية: «وعضم اخواتنا نلمه نلمه، نسنه نسنه، ونعمل منه مدافع وندافع ونجيب النصر هدية لمصر»، وقتها تتأكد أنك فى روح بلد عظيم فى شجرة حقيقية متمثلة فى بلد يرقص فى غضبه وثوراته على أنغام السمسمية.

تتأكد روح الإسماعيلاوية فى ضواحيها وفن الحكى عن التاريخ، تسمع فتضحك وتبكى وترقص وتصفق وتخرج من الحكى بقيمة إنسانية هى المستمرة فى بناء مجتمع حقيقى، حتى فن التصوير بعد الحروب تم تجميع الشظايا التى استُشهد بها أبرياء، وكان تمثال الصمود ببقايا الشظايا، ولكل منها حدوتة عظيمة.

فى الإعلام تميّزت الإسماعيلية بجريدتها الإقليمية «القناة»، متمثلة فى استمراريتها كأول صحيفة إقليمية تصدر بصفة دورية منذ 60 عاماً، حتى أوقات الحروب، كانت تطبع بالبالوظة فى الخنادق ولم تتوقف مع أسماء كبيرة، منهم فتحى رزق، خرجت من الإسماعيلية أهم الأحداث التاريخية فى الثورات منذ 25 يناير 1952.

وفى الدروشة الرياضية والمرحوم المستكاوى الذى عشق الكرة الاسماعيلاوية وفريقها وكل المعلقين الرياضيين الذين كانوا يتبارون حباً فى التعليق على ماتش لفريق الدراويش ليُسمى أبطالهم بأسماء الفاكهة، وتدروش الإسماعيلاوية كناية عن النباهة والتألق والإبحار بك فى كل ألوانه ونصب السيرك الكروى والثقافى المبدع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل