المحتوى الرئيسى

70 عامًا على النكبة (ملف خاص) | المصري اليوم

05/15 03:47

تمر اليوم الذكرى السبعون على نكبة الشعب الفلسطينى، ذكرى تهجير ٧٠٠ ألف فلسطينى من أراضيهم وبيوتهم عام ١٩٤٨، صاروا فى يوم اسود لم تطلع عليه شمس بين لاجئ ومهجر ومطرود فى المخيمات بين مختلف العواصم العربية والعالمية.

واليوم يوم أسود من السواد نفسه.. اليوم تحل ذكرى النكبة متزامنة مع تنفيذ قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس لتكريس احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية. وصار الشعب الفلسطينى بالأمس ضحية الاحتلال البريطانى لـ «فلسطين» والذى أشرف على تنفيذ وعد بلفور ١٩١٧ الذى صكه وزير خارجية بريطانيا وأعطى بموجبه الحق لليهود فى إنشاء وطن قومى لهم فى فلسطين، واليوم ضحية قرار ترامب «بلفور الجديد» باعتماد القدس عاصمة للدولة اليهودية.

«المصرى اليوم» تفتح ملف النكبة بمناسبة الذكرى السبعين لها وتقلب فى اوراق المؤرخين الفلسطينيين، وتعرض شهادات ممن تعرضوا للإبعاد والتهجير والطرد وعاشوا ويلات حرب عام ١٩٤٨

المؤرخ الفلسطينى إلياس نصر الله يختص «المصرى اليوم» بفصل من كتابه «شهادات على القرن الفلسطينى الأول»:

تسارعت الأحداث فى فلسطين بعد ولادتى على نحو لم يمنح والدى الذى تعرض للإصابة وقتاً كافياً للتعافى من حروقه. فالصدامات بين المهاجرين اليهود والفلسطينيين دخلت مرحلة جديدة وأصبحت فلسطين بأكملها ساحة حرب.

وتوالت الهجمات بين أهالى شفاعمرو والقرى المجاورة من جهة وبين المستوطنين اليهود فى المستوطنات، مثل كفار أتا (كفرتا) ورمات يوحنان وكريات بيالك وكريات موتسكن وغيرها من المستوطنات التى أقيمت غرب شفاعمرو وجنوب غربها على أراضى إقطاعية عائلة سرسق، وهى عائلة لبنانية منحها الباب العالى العثمانى عام 1860 تقريباً حق جباية الضرائب من الفلاحين الفلسطينيين فى منطقة واسعة من السهل الواقع بين عكا ومرج ابن عامر، فاستخدمت هذا الحق وقامت ببيع هذه الأراضى للوكالة اليهودية فى بداية عهد الانتداب البريطانى على فلسطين، من دون علم الفلاحين أصحاب الأرض الفعليين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مطالبين ليس فقط بالتخلى عن أراضيهم، بل إخلاء بيوتهم والخروج من قراهم كلياً. وكان بعض أبناء هذه القرى، مثل جدرو والدار البيضا والحارثية ووعرة السريس التى تضررت من صفقة سرسق مع الوكالة اليهودية، قد لجأوا إلى شفاعمرو.

لم يلتزم والدى بتعليمات الأطباء وبدأ يشارك مع غيره من المتطوعين من أبناء شفاعمرو فى حراسة البلدة أولاً، ولاحقاً فى المعارك مع يهود المستوطنات القريبة فى منطقة هوشة والكساير غرب شفاعمرو، خلال الأشهر التى سبقت انسحاب بريطانيا من فلسطين فى 15 أيار/ مايو عام 1948 بناء على طلب من الأمم المتحدة، تنفيذاً لقرار التقسيم ولتمكين العرب واليهود من إقامة دولتيهما وفقاً للقرار. ومما زاد من قلق أهالى شفاعمرو ومخاوفهم سماعهم عن المعارك التى كانت تجرى بين اليهود والعرب فى أنحاء مختلفة من فلسطين، وبالذات أخبار المذابح التى ارتكبتها العصابات الصهيونية وأثارت الرعب بين الفلسطينيين وأفزعتهم كثيراً، مثل مذبحة دير ياسين فى منطقة القدس التى نفذتها عصابتا إيتسل وشتيرن اليهوديتان المتطرفتان فى إبريل عام 1948.المزيد

«لن أعود إلى الوطن إلا مع آخر لاجئ فلسطينى».

«إياك إياك أن تشعر عدوك بالعزة عليك».

«حزينة حجارة الشوارع.. حزينة مآذن الجوامع.. يا قدس يا جميلة يا ملتفة بالسواد».

الأرض كلها فندق.. وبيتى القدس

«لا شىء. لا شىء أبداً. كنت أفتش عن فلسطين الحقيقية.

فلسطين التى هى أكثر من ذاكرة. أكثر من ريشة طاووس. أكثر من ولد. أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم.

وكنت أقول لنفسى: ما هى فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهرية، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون. ومع ذلك فهى بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء السلاح ويموت فى سبيلها، وبالنسبة لنا أنتِ وأنا، مجرد تفتيش عن شىء تحت غبار الذاكرة، وانظرى ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار.. غباراً جديداً أيضاً! المزيد

اليوم هو يوم الذكرى الكبرى، لا نلتفت إلى أمس لاستحضار وقائع جريمة وقعت، فمازال حاضر النكبة ممتداً ومفتوحاً على جهات الزمن، ولسنا فى حاجة إلى ما يذكرنا بتراجيديتنا الإنسانية المستمرة منذ ثلاثة وخمسين عاماً، فمازلنا نعيشها هنا والآن، ومازلنا نقاوم تداعيات نتائجها، الآن وهنا، على أرض وطننا الذى لا وطن لنا سواه.

لن ننسى ما حدث لنا على هذه الأرض الثكلى وما يحدث، لا لأن الذاكرة الجمعية والفردية خصبة وقادرة على استعادة حكاياتنا الحزينة، بل لأن الحكاية- حكاية الأرض والشعب، حكاية المأساة والبطولة، مازالت تروى بالدم، فى الصراع المفتوح بين ما أريد لنا أن نكون، وبين ما نريد أن نكون.

وإذا كان صناع النكبة الإسرائيليون يعلنون فى هذه الذكرى أن حرب العام 48 لم تنته بعد، فإنهم لا يفضحون سوى سراب سلامهم الذى لاح خلال العقد الماضى، ملوحاً بإمكانية التوصل إلى وضع نهاية للصراع تقوم على اقتسام الأرض، ولا يفضحون سوى صعوبة وضع المشروع الصهيونى والسلاح فى سياق واحد، طالما أن هدفه فى القضاء على الشعب الفلسطينى مازال مدرجاً على جدول الأعمال.

إن المعنى الذى يفهمه الفلسطينيون لتلك الحرب يتمثل فى تعرضهم لعملية اقتلاع كبرى، وفى تحويلهم إلى لاجئين فى بلادهم وخارجها، وفى محاولة طردهم من الوجود والهواء والفضاء، بعد احتلال أرضهم وتاريخهم، ولتحويلهم من كينونة صريحة فى الزمان والمكان إلى فائض من أشباح منفى خارج الزمان والمكان.المزيد

■ يشكل اللاجئون داخل فلسطين فى الضفة وغزة 46% وخارج فلسطين 44%.

■ فى الضفة الغربية يعيش نحو 3 ملايين نسبة اللاجئين منهم 26%.

■ فى غزة يعيش نحو 2 مليون نسبة اللاجئين منهم 24.5%.

■ فى فلسطين المحتلة عام 1948 يعيش نحو مليون ونصف يبلغون نحو 12% من سكان إسرائيل

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل