المحتوى الرئيسى

خالد محيى الدين.. اليساري ابن الطريقة النقشبندية - صوت الأمة

05/15 03:00

رحل خالد محيى الدين وقد ترك خلفه تاريخا طويلا، حافلا بالأحداث التى صاغت تاريخ مصر، وكان هو أحد المشاركين أو أبطال بعض الفصول فى حياة مصر، رحل الزعيم الوطنى الذى أطلق عليه رفيقه فى النضال جمال عبدالناصر اسم «الصاغ الأحمر» لأنه شيوعى ويسارى، لكن رغم التصاق هذه الصفة به، واعتباره أحد أقطاب اليسار المصرى، وزعيم ومؤسس حزب التجمع اليسارى، إلا أن البصمة الأعمق فى نفس محيى الدين وتشكيل شخصيته، كانت كما يؤكد هو فى مذكراته الصادرة بعنوان «الآن أتكلم»، هى النزعة الصوفية التى تأثر بها منذ سنواته الأولى ونحتت عليه كالنحت على الصخر الذى يبقى مهما مرت السنوات والقرون، وهى الروح التى تشبع بها من حياته فى تكية جده لأمه شيخ الطريقة النقشبندية، وعلمته كما يقول «التعبد إلى الله بخدمة الناس»، ودفعته إلى عملية بحث دائمة عن الحق والجمال والاعتدال والتسامح.

يقول محيى الدين: ككل إنسان عندما أخلو إلى نفسى أجدها أحيانًا كثيرة تعود بى إلى أعماق الذاكرة لتفترش مساحة حلوة من أجمل ذكريات الطفولة.

بيت شرقى ساحر، فسقية فى منتصف الحديقة الواسعة المليئة بالأشجار والورود والتمر حنة لم يكن بيتًا عاديًا إنه تكية السادة النقشبندية، هنا قبر الجد الأكبر لأمى الشيخ الخليفة «محمد عاشق»، هنا أيضًا مسجده ودراويش الطريقة النقشبندية يشغلون الدور الأول من التكية وأنا ووالدتى وجدى الشيخ عثمان خالد، شيخ الطريقة وناظر الوقف نشغل الدور الثانى.

باسم جدى لأمى سميت، وفى رحاب التكية عشت طفولتى ألهو فى حديقتها البديعة، وأستمتع بعبق حياة دينية سمحة وهادئة، المسجد يعلو فيه الأذان كل يوم خمس مرات، ودراويش التكية ونحن معهم نصلى، أنا أذهب إلى المدرسة وجدى يشرف على شئون الدائرة فى الغرفة المسماة بالديوان، والدراويش يحيون حياة تعبد تثير الاهتمام، بل لعلها هى التى ألهمتنى وحتى الآن هذا الإحساس الرفيع بالتدين السمح المتفانى فى حب البشر.

ذهنى أفندى.. أيوب أفندى.. عثمان أفندى.. أسماء لا يمكنها أن تبتعد عن ذاكرتى، كذلك صورتهم فى جلاليب بيضاء وطاقية وحياة تستمتع بثلاثة أشياء جميلة تعبدوقراءة وخدمة الناس.

يقرأون كثيرًا ويتعبدون فى أناة وبلا تشدد، وبقية النهار يعبدون الله بخدمة الناس، فكان عثمان أفندى الهادئ الأبيض الشعر يقضى وقته يعلم سكان الحى القراءة والكتابة، وآخرون يقدمون خدماتهم المجانية بلا انقطاع للناس، واحد يصلح له ساعاتهم مجانًا وآخر يصلح مختل الآلات وثالث يخيط الثياب، والكل لا يتقاضى أجرًا سوى الإحساس بالرضاء الدينى بالتقرب إلى الله عبر خدمة عباده.

باب التكية مفتوح لا يغلق إلا فى المساء، وهل يليق بدراويش الطريقة النقشبندية أن يغلقوا بابهم فى وجه إنسان؟

وفى رحاب هذا العبق الدينى الرائع قضيت أجمل أيام طفولتى.

أبى كان مقيمًا فى كفر شكر يشرف على زراعة الأراضى لثلاثة أيام فى الأسبوع تقريبًا، ثم يأتى ليقيم معنا، وعندما تنتهى أشهر الدراسة أنطلق إلى كفر شكر لأقيم بجوار التختبوش.

وينتهى الصيف لأعود سريعًا إلى دراويش التكية، لأنعم معهم بحالة من السلام النفسى يصعب تكرارها، كانوا متدينين فى هدوء وبلا تعصب، والإسلام عندهم محبة للناس وتفان فى خدمتهم بلا مقابل وتناول للحياة فى تعفف بلا شره، وبلا ترفع.

كل سكان التكية كانوا يصلون معًا فى الجامع، فإن تغيب أحد استحى الدراويش من دعوته للصلاة فقط كانوا يسألون عن صحته.. «ولعل المانع خير» فيسرع الغائب إلى المسجد مع أول أذان، حتى الأذان كان هادئًا وديعًا وكأنه دعوة حانية إلى لقاء حميم، هذه العلاقة الحانية مع الدين ظلت تتملكنى حتى الآن. 

وكثيرًا ما يحلق فى خيالي: ماذا لو كنت قد واصلت رحلتى مع الطريقة النقشبندية؟ فعندما توفى جدى عثمان خالد، وكنت أيامها ضابطًا بالجيش عرضوا على مشيخة الطريقة من بعده، لكن عبق الدراويش كان قد اجتذبنى نحو التعبد فى طريق أكثر رحابة خدمة الوطن والشعب ككل، واعتذرت عن تولى المشيخة وتولاها ابن خالتى.

وفى مدرسة فؤاد الأول بدأت فى الانغماس فى المناخ السياسى العام، وشاركت فى العديد من المظاهرات، ويأتى عام 1936 مصحوبًا بالصخب والجدل حول معاهدة 1936، وأندمج أنا أكثر فأكثر فى المناخ السياسى والمناقشات السياسية مع الطلبة، وتسيطر المشاعر الوطنية على الفتى القادم من تكية النقشبندية لتمتزج فى تآخ وانسجام تام مع المشاعر الدينية المتدفقة فى اعتدال والممتزجة بمحبة الناس كجزء لا ينفصم عن محبة الله.

نوفمبر 1938 وبضعة أشهر فوق السادسة عشرة من عمرى، وقفت فى أول طابور بالكلية الحربية الضبط والربط ينبعان هنا ليس من اضطراب الطالب لاتباع الأوامر والتعليمات، فثمة شيء ينمو فى أعماق الفتى القادم من تكية السادة النقشبندية، فالمشاعر الدينية المتدفقة تستضيف إلى جوارها إحساسًا مصريًا عميقًا بحب الوطن وبضرورة أن يكون له جيش وطنى بحق قادر على الدفاع عن سيادته بحق.

وكنت أسهم فى النقاش، وكانت المشاعر الوطنية تتدفق فى رفق لعله كان بعض ما تعلمته من أساتذتى الأول: دراويش النقشبندية.

ويحكى محيى عن علاقته بجماعة الإخوان فيقول:

كنا فى نهاية عام 1944 وكانت الحيرة تغلفنا جميعًا بحثًا عن طرق لنا ولمصر، وذات يوم مر على عبدالمنعم عبدالرؤوف وعرض على أن نلتقى بضابط آخر يحمل ذات الهموم ويبحث عن إجابات لذات الأسئلة، وأخذنى لأقابل جمال عبدالناصر.

لكن عبدالمنعم عبدالرؤوف ما لبث أن طلب منى أن يعرفنى بضابط آخر.. وأخذنى إلى جزيرة الشاى فى حديقة الحيوان حيث قابلت الصاغ محمود لبيب الذى عرفت فيما بعد أنه مسئول الجناح العسكرى فى الإخوان المسلمين.

ذهبت فى لقائى الأول ومعى عثمان فوزى، وبدأ محمود لبيب يتكلم فى تؤدة ويتطرق إلى موضوع الدين دون تعجل، كان يعرف أن محركنا الأساسى هو القضية الوطنية فظل يتحدث عن هذا الموضوع ولكن بنكهة إسلامية، وكنت ألح فى استخراج إجابات محددة عن أسئلة شغلت بالى طويلا الوطن وكيف سنحرره وبأية وسيلة؟ وما هو الموقف من المفاوضات؟ وكان يجيب هو فى حذر وذكاء لم يكن يريد أن يخسرنى بإلقاء الإجابات التقليدية للإخوان كان يقول: مصر سيحررها رجالها وشباب القوات المسلحة هم قوتها الضاربة وكلام من هذا القبيل.

اشتم عثمان فوزى رائحة الإخوان من الحديث وقال لى ونحن عائدان من مقابلتنا:هذه جماعة خطرة وضارة لكننى كنت سعيدًا بالمقابلة وقلت إن الوطن بحاجة إلى تضحية والاتجاه الإسلامى يمكنه أن يبث فى الشباب روح التضحية.

صمم عثمان فوزى على موقفه وانسحب ولم يحضر مرة أخرى، وواصلت أنا مقابلاتى مع محمود لبيب، وفى مرة تالية حضر اللقاء جمال عبدالناصر، فعبدالمنعم عبدالرؤوف قابلنى بجمال كل منا على انفراد بمحمود لبيب.

وبدأت علاقة من نوع غريب مع جماعة الإخوان، وتكونت مجموعة عسكرية تضم العديد من الضباط، ولم نعد نلتقى فى أماكن عامة وإنما بدأنا نعقد اجتماعات منتظمة فى البيوت، فكنا نجتمع فى بيت مجدى حسنين وأحيانًا فى بيت الضابط أحمد مظهر( وهو نفسه أحمد مظهر الفنان)، وفى هذه اللقاءات الإخوانية كان يحضر معنا كمال الدين حسين وحسين حمودة وحسين الشافعى وسعد توفيق وصلاح خليفة وعبداللطيف بغدادى وحسن إبراهيم، كانت علاقة الإخوان بهذه المجموعة من الضباط تتسم بالحساسية، ففجأة وجد الإخوان أنفسهم أمام كنز من الضباط المستعد لعمل أى شيء من أجل الوطن.

لكن هؤلاء الضباط لم يكونوا على ذات الدرجة من الولاء للجماعة، فمثلا صلاح خليفة وحسن حمودة كانا من الإخوان قلبًا وقالبًا، أما الآخرون فكانوا مجرد عناصر تبحث عن طريق، لسنا ضد الإخوان بل نحن معهم لكننا لسنا معهم بالكامل، فعبدالناصر مثلا كان يعتقد أن الإخوان يريدون استغلالنا كضباط لنكون أداة فى أيديهم ونعطيهم مكانة سياسية بوجود نفوذ لهم فى الجيش، لكنهم لن يقدموا شيئًا للقضية الوطنية، وكان جمال يلح فى الاجتماعات: إذا كان لديكم نصف مليون عضو وأربعة آلاف شعبة، فلماذا لا نبدأ بعمليات ضرب ضد الاحتلال، ومظاهرات وتحركات جماهيرية؟

وكنت أنا دومًا عنصرًا مثيرًا للقلق فى الاجتماعات، كان عثمان فوزى يلاحقنى بالكتب ويدعونى إلى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية، وفيما يبدو أنه كان قد أصبح على علاقة فعلية بالحركة الشيوعية، لأنه فى ذلك الحين أحضر لى كتابًا ذا غلاف أخضر مطبوعًا بالعربية لروجيه جارودى هو «الاقتصاد محرك التاريخ»، وبنهم قرأت الكتاب لأكتشف أن إجابات عديدة بدأت تتلاحق ولأربط بين مصر وبين المصريين، بين تحرير الوطن وبين تحرير المواطن، وبدأت مشكلات الوطن الاجتماعية تشغل جزءًا هامًا من تفكيرى، وبدأت ألح على محمود لبيب فى اجتماعاتنا: ما هو برنامج الجماعة؟ فيجيب: الشريعة، كنت أقول: كلنا مسلمون ولكنا نؤمن بالشريعة لكن تحديدًا ماذا سنفعل لتحرير الوطن، هل سنخوض كفاحًا مسلحًا أم نقبل بالتفاوض؟ وماذا سنقدم للشعب فى مختلف المجالات فى التعليم والإسكان والزراعة وغيرها من القضايا الاجتماعية؟ وكان محمود لبيب يزوغ من الإجابة وأنا أطارده، وانتهى الأمر بأن أحضر لنا الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان.

وللحقيقة كان حسن البنا يمتلك مقدرة فذة على الإقناع وعلى التسلل إلى نفوس مستمعيه، وكان قوى الحجة واسع الاطلاع، وفى اللقاء الأول معه بدأنا نحن بالحديث وطرحنا آراءنا، وعندما تكلم البنا أفهمنا بهدوء وذكاء أن الجماعة تعاملنا معاملة خاصة ولا تتطلب منا نفس الولاء الكامل الذى تتطلبه من العضو العادى، وقال: نحن الإخوان كبهو واسع الأرجاء يمكن لأى مسلم أن يدخله من أى مدخل لينهل منه ما يشاء، فالذى يريد التصوف يجد لدينا تصوفًا ومن يريد أن يتفقه فى دينه فنحن جاهزون، ومن يريد رياضة وكشافة يجدها لدينا، ومن يريد نضالا وكفاحًا مسلحًا يجدهما، وأنتم أتيتم إلينا بهدف القضية الوطنية فأهلا وسهلا.

تناقشنا معه وكان رحب الصدر، ألححت فى ضرورة إعلان برنامج قلت: لن نستطيع أن نكسب الشعب بدون برنامج واضح يقدم حلولا عملية لمشاكل الناس. وأجاب: لو وضعت برنامجًا لأرضيت البعض وأغضبت البعض، سأكسب ناسًا وأخسر آخرين وأنا لا أريد ذلك.

وتتالت مقابلاتنا مع حسن البنا، وقد كان يمتلك حججًا كثيرة لكنها لم تكن كافية ولا مقنعة بالنسبة لأكثرنا، وظل عبدالناصر مستريبًا فى أن الجماعة تريد أن تستخدمنا كمجموعة ضباط لتحقق أهدافها الخاصة، وظللت أنا أوالى قراءة ما يزودنى به عثمان فوزى من كتب وأزداد إلحاحًا فى مناقشاتى على ضرورة وضع برنامج للجماعة يحدد أهدافها الوطنية وموقفها من مطالب الفئات المختلفة، وبدأت فى هذه المناقشات أنحو منحى يساريًا وأصبحت نشازًا فى مجموعة من المفترض أنها تابعة للإخوان المسلمين.

وأخيرًا حاول حسن البنا أن يشدنا إلى الجماعة برباط وثيق، وتقرر ضمنا إلى الجهاز السرى للجماعة ربما لأننا الأكثر فعالية وتأثيرًا فى المجموعة، ومن ثم فإن كسبنا بشكل نهائى يعنى كسب المجموعة بأكملها، وربما لأننا كنا نتحدث كثيرًا عن الوطن والقضية الوطنية، ومن ثم فقد تصور حسن البنا أن ضمنا للجهاز السرى حيث التدريب على السلاح والعمل المسلح يمكنه أن يرضى اندفاعنا الوطنى ويكفل ارتباطًا وثيقًا بالجماعة.

المهم اتصل بنا صلاح خليفة وأخذنا إلى بيت قديم فى حى الدرب الأحمر باتجاه السيدة زينب، وهناك قابلنا عبدالرحمن السندى المسئول الأول للجهاز السرى للإخوان فى ذلك الحين، وأدخلونا إلى غرفة مظلمة تمامًا واستمعنا إلى صوت أعتقد أنه صوت صالح عشماوى ووضعنا يدنا على مصحف ومسدس، ورددنا خلف هذا الصوت يمين الطاعة للمرشد العام فى المنشط والمكره (الخير والشر) وأعلنا بيعتنا التامة الكاملة والشاملة له على كتاب الله وسنة رسوله.

وبرغم هذه الطقوس المفترض فيها أن تهز المشاعر فإنها لم تترك إلا أثرًا محدودًا سواء فى نفسى.

وعلى أية حال بدأنا بعدها عملنا فى الجهاز السرى، أخذونا للتدريب فى منطقة قريبة من حلوان، وطبعًا كنا نحن ضباط نفهم فى السلاح أكثر ممن يدربوننا.

كذلك وقفت الجماعة ضد اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، وحاولت أن تشكل جماعة أخرى بالتعاون مع إسماعيل صدقى، وبدأنا نحس أنهم مثل أى سياسيين آخرين يفضلون مصلحتهم ومصلحة جماعتهم على ما ينادون به من مبادئ وعلى مصلحة الوطن.

لكنه لا يمكن أن نقول إننا فى يوم كذا انسحبنا من الجماعة، فقد أصبحت الشكوك تملؤنا وأصبحنا على غير وفاق وغير متحمسين، وبدأنا نتباعد وربما بدأت الجماعة هى أيضًا تستشعر أننا لا نمتلك الولاء الكافى فبدأت تتباعد عنا.

وتدريجيًا يأتى عام 1947 ليجد علاقتنا قد أصبحت باهتة تمامًا مع جماعة الإخوان، ولكننى كنت لم أزل على علاقتى الحميمة بعثمان فوزى وكان لم يزل يزودنى من حين لآخر بكتب لأقرأها، وباليقين كان عثمان فوزى قد أصبح عضوًا فى جماعة أسكرا.

وفى يناير أو فبراير 1947 قابلنى صديقى هو أحمد فؤاد، وكان وكيل نيابة وكنا أعضاء معًا فى نادى القاهرة النهرى حيث كنت أمارس رياضة التجديف، قابلنى أحمد فؤاد وقال أريد أن نجلس معًا لنتحادث فجلسنا وتحادثنا، ومنذ اللحظة الأولى أحسست أن لعثمان فوزى علاقة بهذا اللقاء.

وبعد تركه الإخوان انضم محيى الدين إلى منظمة «أيسكرا» الشيوعية فيقول:

فى أوائل 1947 يناير أو فبراير لا أذكر تحديدًا، التقيت بأحمد فؤاد ولست أعتقد أن الأمر تم بالمصادفة، فقد كان أحمد يبحث عنى والحقيقة أننا كنا صديقين قدامى، فقد تزاملنا فى المدرسة الناصرية الإبتدائية وتلاقينا كثيرًا فى نادى القاهرة النهرى، وكثيرًا ما تشاركنا التجديف معًا، وعندما رآنى قال دون مقدمات: هل تمانع فى أن نجلس سويًا؟ كنت أعرف أنه وكيل نيابة وأنه شيوعى، ولم أمانع فى أن نجلس سويًا، كنت أعرف أنه وكيل نيابة وأنه شيوعى ولم أمانع فى مقابلته، وفى المقابلة حضر على الشلقانى المحامى، وتحدثنا مباشرة ودون لف أو دوران وعرضا على الدخول فى منظمة أيسكرا الشيوعية، هذا الطلب المباشر أوحى إلى أن عثمان فوزى قد أعطاهما معلومات عنى، وأن هذه المعلومات قد منحتهما القدرة على هذه المفاتحة المباشرة.

كنت لم أزل أبحث عن طريق لى يقودنى كى أضع نفسى فى خدمة مصر كى أهبها ما أستطيع من أجل حريتها واستقلالها وتقدمها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل