المحتوى الرئيسى

الى أين تتجه داعش

05/15 02:07

تقبع فى كتب العلوم معلومات قيمة جدًا عن سلوك الجراد ,فالجراد حشرات تلتهم كل ما هو أخضر ويابس بسرعة رهيبة فى عدة كيلومترات وعندما تنتهى من تدمير الأخضر ترحل عن المكان الى مكان أخر تفعل به ما فعلته بالأول.هكذا هى عصابات داعش : تأسست فى سوريا والعراق حتى دمرتهما ثم عادت لتنزح من سوريا والعراق متجهة الى أماكن أخرى .نتهلل كل يوم بتحرير الجيش الوطنى لبلدة ما الموصل ..الرقة ...الغوطة الشرقية ولكن هذا التحرير أو الانتصار ما هو الا انتصارًا نتيجة نزوح عصابات داعش وليس ابادتها !

بلا أدنى شك أن داعش بدأت فى الانكماش ولكن بالأحرى هو : الى أين تتجه ؟

ففى الأحد الماضى سمعنا بحادث ارهابى دامى فى اندونيسيا والتى تقع جنوب شرق سوريا والعراق فما هى القواسم المشتركة بين تلك البلاد التى تنخر فى عظامها تلك العصابات لتكون بيئة مناسبة لها و تبدأ دورة حياة الجراد الجديدة تلك ؟

بادئ ذى بدئ هى عصابات داعش وليست داعش وبغض النظر عن الغطاء الايدولوجى الذى تتخذه من كتب بعينها ومن المواد المخدرة وسبى النساء سبلا لغسيل العقول فهى عصابات على ما يبدو تبنتها بعض المؤسسات الغربية التى أرتأت أنهم أنفقوا على الشرق الأوسط مليارات الدولارات لابد من استعادتها بنهب ثروات الشرق الأوسط بعصابات مثل داعش .

عندما ننظر الى الخرائط وقوائم الدول فى انتاج النفط العالمى نجد فى الصدارة المملكة العربية السعودية ويليها بعد ذلك بلدان عدة وتأتى اندونسيا فى المرتبة الحادية والعشرين ومصر فى المرتبة الخامسة والعشرين .فهل يسلط ذلك الضوء على مثلث البنية التحتية لداعش ؟

والذى يتكون من ثلاث أضلع لابد من توافرها كى تترعرع داعش وتتوافر فى كل الدول التى تغتنمها تلك العصابات وهم : نفط وأختلاف طائفى أو عرقى و فساد أو تباطئ من النظام الحاكم .

ففى سوريا والعراق كانت الحروب بين السنة والشيعة والتوتر الطائفى والعرقى بين الأكراد كأقلية وبقية الشعب العراقى ضلعًا هامًا جدًا ارتكزت عليه داعش لا لأهداف دينية ولكن لاثارة الفوضى مما يسهل لها الوصول و السيطرة على النفط ومعامل التكرير وبيعه فى السوق السوداء حتى وصل سعر البرميل خمسة وعشرين دولارًا مقابل سبعين دولارًا وهو السعر الحقيقى للبرميل ولكن لم تكن لتصل حافلات النفط المهربة من سوريا والعراق الى السوق الأوروبية دون مساعدة تركيا ذلك الباب الذى كان لو أغلق لأصاب شريان داعش المغذى بتجلط أودى بحياتها وليس بنزوحها !

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل