المحتوى الرئيسى

استشهاد 55 فلسطينيا وإصابة 2700 مع افتتاح سفارة أمريكا بالقدس

05/15 02:07

استشهد عشرات الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في احتجاجات ضخمة على حدود قطاع غزة، أمس الاثنين، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل في القدس في خطوة أججت الغضب الفلسطيني وأثارت انتقادات خارجية لما في ذلك من تقويض لجهود السلام.

وسقط اليوم أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين في يوم واحد منذ العدوان على غزة عام 2014 وقال مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية إن 55 فلسطينيا استشهدوا بينما أصيب أكثر من 2700 آخرين بالذخيرة الحية وقنابل الغاز ووسائل أخرى.

ودفع سفك الدماء دولا مثل فرنسا وبريطانيا إلى المطالبة بضبط النفس ولاقى انتقادات أشد من دول أخرى منها تركيا التي وصفته بأنه "مذبحة".

ورفض البيت الأبيض الانضمام إلى دعوات تطالب إسرائيل بضبط النفس وحمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية العنف، في تأييد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها دفاع عن النفس على الحدود.

وفي تناقض مع المشهد في غزة، شاركت شخصيات إسرائيلية وضيوف في حفل بالقدس لافتتاح السفارة الأمريكية بعد نقل مقرها من تل أبيب.

ويأتي نقل السفارة تنفيذا لتعهد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وخلال حفل الافتتاح وجه نتنياهو الشكر لترامب "لتحليك بالشجاعة على الوفاء بوعودك".

وقال نتنياهو في كلمته "يا له من يوم عظيم لإسرائيل. نحن في القدس ونحن هنا لنبقى".

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولة يريدون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتعتبر إسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها "عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم" في خطوة لا تحظى باعتراف دولي.

وتقول أغلب الدول إن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار تسوية سلام نهائية وإن نقل السفارات الآن يهدد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تجمدت محادثات السلام الرامية لإيجاد حل بإقامة دولتين لإنهاء الصراع.

وفي رسالة مسجلة لحفل الافتتاح قال ترامب إنه لا يزال ملتزما بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وحضر زعماء إسرائيليون ووفد أمريكي يضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر مراسم افتتاح السفارة.

وقال كوشنر وهو المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إنه يمكن لطرفي الصراع كسب الكثير في أي عملية سلام.

وأوضح في كلمة "ينبغي أن تظل القدس مدينة تجمع الناس من كل الأديان".

لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن الولايات المتحدة افتتحت "بؤرة استيطانية أمريكية في القدس الشرقية". ووصف القتلى في غزة بأنهم سقطوا في مذبحة وأعلن إضرابا عاما غدا الثلاثاء.

وقالت جنوب أفريقيا إنها قررت استدعاء سفيرها من إسرائيل حتى إشعار آخر بعد ما وصفته بهجوم "عشوائي وجسيم" اليوم الاثنين.

بينما كان حفل الافتتاح جاريا، تحولت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود غزة إلى اشتباكات شهدت سقوط عشرات القتلى.

وقال مدرس علوم في غزة يدعى علي رفض نشر اسم عائلته "اليوم هو اليوم الكبير، اليوم ندخل الحدود لنقول لإسرائيل والعالم إننا لن نقبل أن نبقى تحت الاحتلال إلى الأبد".

وتصاعد الدخان الأسود فوق الحدود نتيجة حرق المتظاهرين إطارات السيارات. وألقى المتظاهرون، وبعضهم مسلح بالمقاليع، الحجارة على القوات الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع ووابلا من نيران أسلحتها.

وكتب نتنياهو على تويتر "كل بلد لديه التزام بحماية حدوده... منظمة حماس الإرهابية تعلن أنها تنوي تدمير إسرائيل وترسل الآلاف لاختراق السياج الحدودي لتنفيذ هذا الهدف. سنواصل العمل بعزم لحماية سيادتنا ومواطنينا".

ونفت حماس أنها تؤجج العنف لكن البيت الأبيض أيد نتنياهو وقال راج شاه المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية دورية "مسؤولية سقوط هؤلاء القتلى تقع بشكل مباشر على عاتق حماس".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "إن مثيري الشغب ألقوا قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الأمني والقوات الإسرائيلية" مضيفا أن رد القوات جاء وفقا "لإجراءات العمل النموذجية".

ومن بين القتلى الخمسة والخمسين ستة أشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاما، بينهم فتاة. ووصل الآن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ اندلاع سلسلة الاحتجاجات الحالية في 30 مارس آذار للمطالبة بحق العودة إلى 100 شخص.

ويشمل العدد أيضا مسعفا ورجلا مقعدا انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يمسك بمقلاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة من القتلى نشطاء مسلحون حاولوا زرع متفجرات قرب السياج في جنوب قطاع غزة.

وظلت صفارات عربات الإسعاف تدوي طوال النهار وهي تحمل مصابين لمستشفيات في غزة. وفي المساجد، واصلت مكبرات الصوت نعي القتلى الذين أقيمت جنازاتهم في مسيرات.

أثار اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول غضب الفلسطينيين الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل وسيطا أمينا في أي عملية سلام مع إسرائيل.

ولاقت أعمال القتل انتقادات دولية في الأسابيع الأخيرة لكن الولايات المتحدة رددت ما تقوله إسرائيل باتهام حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة بتأجيج العنف وهو زعم تنفيه الحركة.

وقال خليل الحية القيادي بحركة حماس خلال كلمة بمخيم على الحدود إن الاحتجاجات نظمت لتتزامن مع "الجريمة النكراء" لنقل السفارة الأمريكية للقدس.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني خرج ليرد على "العدوان الصهيوني-الأمريكي الجديد".

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها نشرت أفرادا إضافيين من البحرية بشكل مؤقت لتعزيز الأمن في سفارات عدة بعد أعمال العنف لكنها أحجمت عن تحديد تلك السفارات. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن نشر القوات عزز أمن سفارات واشنطن في عدد من الدول منها إسرائيل والأردن وتركيا.

ودعت فرنسا وبريطانيا إسرائيل إلى ضبط النفس وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "القلق الشديد" بشأن الأحداث في غزة، قائلا إنها تظهر الحاجة للتوصل إلى تسوية سياسية على أساس حل الدولتين.

وقالت بريطانيا إنها لا تعتزم نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وما زالت تختلف مع القرار الأمريكي بالقيام بذلك.

وفي باريس، أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بأن الإجراء الأمريكي انتهاك للقانون الدولي.

وقالت الحكومة الروسية إنها تخشى أن يزيد إجراء نقل السفارة التوتر في أنحاء الشرق الأوسط.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل