المحتوى الرئيسى

ازدواجية أمريكا| تضغط على إيران وكوريا الشمالية.. وتوسع ترسانتها النووية

05/15 01:23

على مدار الأيام الأخيرة، لعبت الولايات دورًا دراماتيكيًا، لنزع السلاح النووي حول العالم، حيث انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، مطالبًا طهران بالتوقيع على اتفاقية جديدة تمنعها من تصنيع قنبلة نووية بشكل دائم، كما أعلنت الإدارة عن موعد ومقر اللقاء المرتقب بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون حول نزع السلاح النووي من بلاده.

ولكن بالنسبة للترسانة الأمريكية، فالأمر يسير في الاتجاه المعاكس، وذلك بعد سلسلة من القرارات التي لم تحظ باهتمام إعلامي، تقضي بإنفاق مليارات الدولارات لبناء المنشآت اللازمة لتجديد وتوسيع القدرات النووية لأمريكا.

حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه بعد ساعات من إعلان ترامب، مساء الخميس، أن اجتماعه مع كيم جونج أون سيعقد في الـ12 من يونيو المقبل في سنغافورة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ووزارة الطاقة خططًا للبدء في بناء المكونات الأساسية للجيل القادم من الأسلحة النووية في موقع "نهر السافانا" النووي في ولاية كارولينا الجنوبية.

وتكمن الخطة في إعادة توظيف مجمع نووي غير مكتمل البناء ويعاني من المشاكل، كان مخصص لتحويل الأسلحة النووية القديمة إلى وقود نووي لتوفير الكهرباء للمدن الأمريكية.

اقرأ المزيد: ناشونال إنترست: قرار ترامب بشأن إيران يضع «نووي السعودية» في خطر

وسيتم الآن استخدام هذا المجمع لإعادة إحياء الأسلحة النووية الأمريكية القديمة، وتوفير القدرات اللازمة لبناء المئات من الأسلحة النووية الحديثة.

وأشار البنتاجون، في تقريره الاستراتيجي حول الاستراتيجية النووية في فبراير الماضي، إلى أن الخطة الأمريكية لتوسيع قدراتها النووية، جاءت بسبب قدرة كوريا الشمالية على "إنتاج الرؤوس الحربية النووية بطريقة غير مشروعة".

كما وافقت اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية في مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، على خطط إدارة ترامب لبناء نوع جديد من الأسلحة النووية ذات التأثير المحدود، والتي يمكن إطلاقها من الغواصات، لمواكبة التطورات النووية الروسية.

حيث صرح النائب الجمهوري مايك دي روجرز، رئيس اللجنة الفرعية بأن القرار كان رد فعل على سباق التسلح الجديد مع موسكو، مشيرًا إلى أن ترامب أعلن في مارس أنه كان ينوي الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سباق التسلح، الذي قال إنه "خرج عن نطاق السيطرة".

اقرأ المزيد: رغم الشكوك.. ترامب يشكر كيم على قرار تفكيك موقع التجارب النووية

وفي الوقت الذي يشير فيه البعض إلى أن الجهود الأمريكية لتوسيع ترسانتها النووية، تعد جزءًا من استراتيجية تفاوضية، يقدم خلالها ترامب شيئًا يمكن أن يتنازل عنه دون خسارة الكثير، إلا أن البيت الأبيض، أكد أن جهود الولايات المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية لا تنطبق عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أنها المرة الأولى التي لا ترى الولايات المتحدة أي تضارب في توسيع قدراتها النووية، في الوقت الذي تحاول فيه إقناع القوى الأصغر بالتخلي عن قدراتها النووية.

وكانت معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1970، شهدت نوعًا من عدم التوازن، حيث تحظر على جميع الدول التي لم تكن تملك أسلحة نووية، من السعي لامتلاكها.

ولكنها تطلب أيضا من القوى النووية المعترف بها، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، العمل من أجل "وقف سباق التسلح النووي ونزع السلاح النووي"، ونزع السلاح النووي بشكل كامل في النهاية.

وخلال العقدين التاليين لسقوط جدار برلين، أحرزت الولايات المتحدة وروسيا تقدما في هذا الوعد، حيث ساعدت سلسلة من اتفاقيات الحد من التسلح، في خفض عدد الأسلحة النووية التي تملكها الدولتان، وفي وقت سابق من هذا العام، أصبح كلاهما يمتلك 1550 سلاحا نوويا جاهزا للاستخدام بالإضافة لآلاف أخرى مخزنة.

وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أشار إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تحث الدول الأخرى على التخلي عن برامجها النووية، بينما تقوم بتوسيع برامجها النووية.

اقرأ المزيد: شبكة أمريكية: قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي «سلاح ذو حدين»

إلا أن ترامب يسير الآن في الاتجاه الآخر، حيث صعدّت الولايات المتحدة من الجهود المبذولة لإصلاح ترسانتها النووية الحالية، والاستعداد لتوسيعها مرة أخرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل