المحتوى الرئيسى

70 سنة على النكبة: هكذا تغير موقف الملك فاروق قبل الحرب بأيام

05/14 22:11

يحكي الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه المهم "العروش والجيوش"، عن التفاصيل والصراعات التي سبقت بدء الحرب في فلسطين عام 1948، فالسباق بين العروش الأربعة في المشرق العربي أدى إلى تدخل الجيوش العربية فعلا فى 15 مايو، بعد أيام من الشك والغموض في الفكر والفعل.

هذا التدخل كان قرارا واجبا وضروريا فرضته طبائع الأمور ووقائع الصراع، لكن المشكلة كانت فى الأجواء التى اتخذ فيها القرار بالتدخل، فالملك عبد الله عاهل الأردن قرر التدخل فى فلسطين لأسباب لها علاقة بتوسيع مملكته، أما بغداد فكانت تتابع بالموافقة المشروطة على التدخل إذا ما أدت الظروف إلى ذلك.

والملك عبد العزيز فى السعودية لم يكن على استعداد لرؤية الملك عبد الله وقد نوى توسيع مملكته على حساب القضية، وفى الوقت نفسه كان عبد العزيز حليفا لفاروق، لكنه الأخير كان له حلمه الخاص، الذى يتعلق بالخلافة بعد الفراغ الذى أحدثه إسقاطها.

وكانت العروش الأربعة لها دوافع قومية وعاطفية أيضا إلى جانب المطامع السياسية والمادية، فضلا عن الضغوط الهائلة التى كانت تواجهها من قبل الرأى العام الذى راح يهاجم الملوك مباشرة.

وحدث تغير دراماتيكى فى موقف الملك فاروق بعدما كان لا يؤيد ظاهرا التدخل فى فلسطين مباشرة ويؤثر سياسة تجنيب مصر ويلات الحرب، أصبح على الطرف الأخر تماما فى الشهر الذى سبق الحرب.

لم يعرف أسباب هذا التغير على وجه اليقين لكن هناك عدة شواهد قد تكون مرشدة إليه منها لقاء رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا مرتين بالملك وبدأ حينها النقراشي فى تغيير رأيه تماما، وأصبح رئيس الوزراء قابلا لفكرة التدخل ومدافعا عنها بشكل دهش له أعضاء كثيرون من مجلس النواب.

وتظهر مضبطة لجلسة سرية لمجلس النواب أن النقراشي مضى يشرح أن مسألة التدخل العسكري أثيرت كثيرا فى مجلس الجامعة العربية.

وكان هو عند رأيه أن مصر فى نزاع مع بريطانيا ولذلك هى لا يمكن أن تشتبك فى الحرب، وكان هناك 400 ألف عربي فى المناطق الصهيونية ومن المتوقع أن تجرى المذابح فيهم ولا يمكن معها أن نقف موقف المتفرج فصدرت الأوامر إلى بعض قوات الجيش للمرابطة على الحدود.

وطبقا لحديث النقراشي فى المضبطة، كان حينها الصهاينة يشددون ويضغطون على العرب حيث غزا جيش التحرير مستعمرة "مشمار هيميك" لكن الهاجاناه أرسلت قوات كبيرة أحاطت بالمجاهدين، وأرسل الملك عبد الله يطلب المدد والنجدة، ولما اجتمع مجلس الجامعة أصدر قرارا بهذا، وتمكن المجاهدون العرب من إيقاع اليهود والانتصار عليهم، وقد استقال بعض الضباط المصريين وتطوعوا فى الجهاد.

وأضاف أن الوقت يقترب من 15 مايو ثم طلب اعتماد 4 ملايين جنيه استعدادا للجيش على الحدود لمراقبة الحالة وهذه دفعة عاجلة لتمكين الجيش من أداء واجبه إذا طلب منه ذلك، مضيفا أن عصابات الهاجاناه وشتيرن والإرجون تفعل ما تريد فى فلسطين فهل يمكن أن نقف متوارين أو متفرجين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل