المحتوى الرئيسى

«الخيامية».. هنا رمضان بأيد مصرية

05/14 13:01

من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد

«الصنايعية»: الإقبال هذا العام على شراء الفوانيس ضعيف للغاية

على بعد خطوات من حى الدرب الأحمر خلف مديرية أمن القاهرة، تجد شارعًا يحتضن بين جوانبه فنا أصيلا، بمجرد الدخول فيه تشعر وكأنك مررت للتو من بوابة زمنية للعصر الفاطمى، يفترش التجار جانبى الشارع بتراث أصيل تميزت به مصر، تجد الخيامية بأنواعها المختلفة وفوانيس تصدر لبلاد عربية، وروح رمضانية بطعم مختلف تسود المكان، وأناس تشعر وكأنك تعرفهم منذ زمن بعيد، هنا المنشأ الأصلى للفوانيس المصرية، هنا تختفى التكنولوجيا وألعاب الفيديو والفوانيس الصينية لتجد نفسك أمام الألعاب البسيطة والشغل اليدوى المميز الغير مكلف.

أقدم صنايعى: الفانوس الصينى خارج المنافسة

الحاج صلاح أبوعلى،70عام، يحكى لـ«اليوم الجديد» قصته مع الفوانيس والتى بدأت منذ50 عامًا، «إحنا أقدم عيلة فى الخيامية والشغلانة دى ورثتها أبا عن جد، عيلتى كانت هنا من أيام الفاطميين، القاهرة زمان ماكانش فيها كهربا، كنت تدخل البيوت تلاقى الفوانيس فى كل مكان، تدخل قصر الخديوى تلاقى فانوس بينور، عشت طفولتى هنا مع أهلى وشربت الصنعة لحد ما بقت بتجرى فى دمى، هنا كان بيجيلنا ناس من كل مكان فى العالم، ولكن فى السنين الأخيرة الوضع تغير، ربنا يسامحهم كل يومين يوقعولنا طيارة أو يفجرولنا مكان، لحد ما الدنيا اتغيرت».

يستطرد الحاج صلاح أبو على، مراحل صناعة الفانوس، فيقول إن المرحلة الأولى هى استيراد الصفيح فضلات الاستخدام مثلا من شركات السمن وغيرها، ثم يتم القص على الشكل الذى تريده، ويدخل الناتج لمكابس، ويتم الرسم عليه بأشكال مختلفة، بعد ذلك تأتى مرحلة الزجاج، وبعد ذلك يلون بالألوان المنتشرة والتى يريدها الزبائن، مضيفًا «إحنا بنشتغل فى الشغلانة دى عادة والجاى على قد اللى رايح».

أما عن تطور صناعة الفوانيس، فيقول الحاج صلاح: إن المهنة تطورت جدا من أيام الفاطميين، فأصبح الأمر اليوم بسيطًا بسبب وجود إسطمبات الصفيح التى تساعد فى تقطيع الفوانيس بأحجام مختلفة، وأيضا اليوم الزجاج يأتى ملونا بألوان متداخلة.

ويؤكد الحاج صلاح أنهم طوال العام، يعملون على تصنيع الفوانيس، التى يتم عرضها فى شهر رمضان، لأنهم ينتجون كميات كبيرة جدا توزع على المحال الصغيرة وأيضا كان يتم تصدير البعض منها، قبل عامين إلى بلاد كثيرة منها الأردن والإمارات وعمان وغيرها ولكن بعد تراجع السياحة، توقف التصدير.

يقول الحاج صلاح إن الخيامية تتحول لخلية نحل قبيل رمضان بثلاثة أشهر وذلك بسبب استعداد جميع التجار لصناعة الفوانيس ومستلزمات رمضان الترفيهية.

ويؤكد الحاج صلاح أن الإقبال هذا العام على شراء الفوانيس ضعيف للغاية مقارنة بالأعوام السابقة، وأن الأمور الترفيهية أصبحت عبئا على المواطن البسيط وعلى التاجر أيضا، وذلك بسبب زيادة أسعار الخامات الأساسية.

ويضيف الحاج صلاح أن الفانوس الصينى خارج المنافسة مؤكدا أن الفانوس المصرى العادى، الصفيح أو القماش، يحل أزمة كبيرة.

فى صنعة تغلب عليها الصعوبة مع قليل من الربح يقف عم عبده البطل، سمكرى فوانيس، أمام العديد من قطع الحديد، تنعكس أشعة الشمس بسخونتها عليه فتخفى ملامح وجه دون أن تخفى معالم المشقة

 يروى لـ«اليوم الجديد» تفاصيل حرفته بفخر «أنا مشهور وعندى صفحة على الفيسبوك، متعبة آه بس ده أكل عيشى هعمل إيه»، يمسك البطل الفانوس الحديد، ويفتح صبيه اللحام، لتصنيع النجمة والهلال والفانوس الكبير والقدرة ربة الفول ومدفع رمضان.

تتراوح أسعار عم عبده، لصناعة الإطار الخارجى من 5 إلى 15 جنيهًا ويؤكد: أنا مباخدش غير المصنعية بس، ودى شغلانة بتجرى فى دمى بشتغل فيها بقالى أكثر من 40 سنة.

كان لـ«اليوم الجديد» جولة داخل شارع الخيامية والتقت عددا من البائعين وأصحاب المحلات أمام فرشة بسيطة يجلس الحاج سامى، تحتضن أجزاء محله، بالعديد من الفوانيس المختلفة والأشكال المتنوعة، يقول الحاج سامى لـ«اليوم الجديد» كل اللى بييجى هنا يسأل فين فانوس صلاح، فخر مصر، ربنا يبارك فيه.

ويضيف الحاج سامى أن الأسعار زادت 40% وذلك بسبب زيادة أسعار المستلزمات بنسبة قد تزيد على 100%، حيث تتراوح أسعار الفوانيس الخيامية تتراوح من 15 إلى 300 جنيه على حسب أحجامه.

عم أحمد، بائع آخر فى الخيامية، يحكى لنا تفاصيل الشارع فى شهر رمضان الكريم، فيقول: «طابع رمضان فى المناطق الشعبية، ودى طبع منطقة فاطمية، وده بيميزها، الجو هنا فى رمضان بيبقى مختلف والمكان متكدس، وطبعًا أى حد بيحتاج لمستلزمات رمضان بيجى هنا».

وعن الإقبال يقول عم أحمد، إن الإقبال هذا العام متوسط، وذلك بسبب غلاء الأسعار وأيضا استمرار المدارس، وتتميز فرشة عم أحمد بأشكال مختلفة لا تجدها عند غيره فمثلا نجد المسحراتى بـ70 جنيهًا

وعربيات الفول من 120 إلى 300 جنيه، وأيضا البُف الذى يتراوح من 30 إلى 90 جنيهًا.

محمد، 21 سنة، بائع آخر يعمل بالخيامية منذ ثلاثة أشهر فقط «فى فوانيس عندى بتعمل ٥٠ جنيه

وفوانيس بتعمل ٨٠ بتتعمل من قماش الخيامية، وفيه مفارش متر ونص فى متر ونص بتعمل ٤٥ جنيه بنبيع جملة وقطاعى، بالنسبة للإقبال بيبقى كويس فى المواسم بس السياح بتيجى تتفرج فين وفين لما السايح بيشترى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل