المحتوى الرئيسى

إيران vs إسرائيل.. فمن يكسب «المعركة»؟

05/14 08:14

تل أبيب تعتزم اغتيال بشار الأسد.. وتستدعى الاحتياط

سليمانى فى سوريا لقيادة فيلق القدس فى المعركة.. والصواريخ الإيرانية تهدد تل أبيب

اندلعت الحرب المباشرة لأول مرة فى التاريخ بين الجيش الإسرائيلى وإيران على الأراضى السورية مساء يوم الأربعاء الماضى بعد أن تبادل الجانبان إطلاق الصواريخ والقذائف فى الجولان المحتل والقنيطرة التى يتمركز بها جنود إيرانيون.

وأعلن الجيش الصهيونى أن «فيلق القدس الإيرانى» أطلق 20 قذيفة وصاروخا على مواقع إسرائيلية فى الجولان المحتل، مضيفا أن القصف الإيرانى يعد اعتداء خطيرا. وأكد المتحدث أفيخاى إدرعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه تم اعتراض بعض الصواريخ دون وقوع إصابات أو أضرار ملموسة.

هذه هى المرة الأولى التى تتهم فيها إسرائيل مباشرة إيران بإطلاق النار نحو المواقع  الإسرائيلية، وخلال الحرب الأهلية السورية أطلقت عدة صواريخ من الجولان عدة مرات نحو مواقع الاحتلال، واعتبرت تل أبيب دون أن تتهم إيران رسميا أن حزب الله وميليشيات تابعة لنظام الأسد وراء تلك الصواريخ. غير أن هذا الهجوم الذى تقوده إيران مؤخرا على المواقع الإسرائيلية هو الأضخم من نوعه حتى الآن.

وفى تطور خطير هددت الحكومة الإسرائيلية بأنها ستغتال الرئيس السورى بشار الأسد إذا استمر فى السماح لإيران بالتمركز فى سوريا، مضيفة أن الأسد بحاجة إلى معرفة أنها ستكون نهايته إذا سمح لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية لمهاجمة إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون وفقا لصحيفة هآرتس: «من غير المقبول أن يجلس الأسد فى هدوء فى قصره ويعيد بناء نظامه، بينما يسمح لسوريا بالتحول إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل».

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إيران مصممة على الرد على الضربة الجوية التى شنت فى التاسع من أبريل على قاعدة T4 السورية، والتى أودت بحياة 7 مستشارين عسكريين إيرانيين وأعضاء فى الحرس الثورى الإيرانى، وهو ما مثل إهانة وصفعة لكرامة إيران.

وكشفت صحيفة هآرتس أن الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى فى سوريا من أجل التحضير للمعركة ضد إسرائيل مشيرة إلى أنه يقود فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى.

وذكرت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت أن سليمانى يقود مهندسين من سلاح الصواريخ من أجل استهداف عدة مواقع إسرائيلية.

شرارة التصعيد أوقدها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلانه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الإيرانى وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، فى خطوة لها تداعيات خطيرة على دولة منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها الدول العربية.

فى المقابل، سارع الرئيس الايرانى حسن روحانى بالرد على قرارات ترامب التى وصفها بأنها «حرب نفسية»، مهددا بأن إيران ستضع حدا للقيود المفروضة على أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وقال روحانى «أصدرت تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بما هو ضرورى، بحيث نستأنف التخصيب الصناعى اللا محدود إذا لزم الأمر». وأضاف: «سننتظر بضعة أسابيع قبل تنفيذ هذا القرار، مشيرا إلى أنه يريد التباحث سريعا مع الأوروبيين والصينيين والروس لمعرفة مدى قدرتهم على ضمان مصالح إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى.

من جانبها كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الزعماء الأوروبيين بدأوا اليوم الأربعاء مسعى دبلوماسى لإنقاذ الاتفاق النووى الإيرانى بدون الولايات المتحدة وفتح محادثات مباشرة مع طهران، وهى خطوة تعتبر صدامية مع الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الأوروبيين يتوقعون معارك محتملة مع واشنطن بشأن العلاقات التجارية الأوروبية مع إيران، لأن هناك شركات أوروبية تعمل فى إيران، وتريد واشنطن فرض عقوبات عليها.

وقال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان متحدثا فى إذاعة «آر تى إل» الفرنسية: «الصفقة لم تمت». «هناك انسحاب أمريكى من الصفقة، لكن الصفقة لا تزال قائمة».

ويعتزم القادة الأوروبيون وفقا للصحيفة الانخراط مباشرة فى مفاوضات مع إيران على أمل الحفاظ على الاتفاق الذى وضع حدودا لبرنامج إيران النووى مقابل رفع العقوبات الدولية، برونو لو مير، وزير المالية الفرنسى، وجه رد  للاتحاد الأوروبى على خطوة ترامب بشكل قاسٍ. فقد قال فى حديثه على الراديو الفرنسى، إنه يجب على الولايات المتحدة ألا تعتبر نفسها «الشرطى الاقتصادى العالمى».

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى، إن الكتلة الأوروبية ستبقى «ملتزمة بالتنفيذ الكامل والفعال للاتفاقية النووية» ما دامت إيران ملتزمة بها.

وكشفت الصحيفة أن هناك خلافا بين أمريكا وأوروبا قبل انسحاب ترامب وهو عمل الشركات الأوروبية فى إيران منذ بدء سريان الصفقة.

بعد لحظات من قرار ترامب، صرح وزير الخزينة الأمريكى ستيفن منوشن للصحفيين بشكل مستفز  بأن هذه الاتفاقيات التجارية بين أوروبا وإيران سوف يتم إلغاؤها.

وتعمل حوالى 120 شركة ألمانية فى إيران مع موظفيها، كما يوجد 10 آلاف شركة ألمانية تتعامل مع إيران، وفقا لغرفة التجارة الألمانية الإيرانية.

فى  ديسمبر 2016، على سبيل المثال، فازت مجموعة إيرباص، وهى شركة طيران فرنسية، بعقد لتزويد إيران، بـ100 طائرة بنحو 19 مليار دولار. كما حصلت شركة طيران بوينج الأمريكية على عقد مماثل، ولكن من المرجح أن يتم التخلى عنه الآن. ووقعت أيضا شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال»، على صفقة بقيمة مليارى دولار لتطوير حقل جنوب فارس النفطى، بين إيران وقطر.

رحب وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بإعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى مهددا بأن السعودية ستبدأ فى تطوير أسلحتها النووية إذا تمكنت طهران من صنع قنبلة نووية. وهو ما يمثل ضغطا على واشنطن لمنع إيران من امتلاك السلاح النووى، وقال جبير «إذا حصلت إيران على قدرات نووية فسنبذل قصارى جهدنا للقيام بالمثل».

ومن أجل تجنب العقوبات، دعت الدوحة واشنطن وطهران وجميع الدول والقوى الفاعلة وشركاء الاتفاق النووى الإيرانى إلى ضبط النفس وتسوية الخلافات بالحوار. وقالت الخارجية فى بيانها إن قطر مثل بقية دول الخليج العربى لم تكن طرفا فى هذا الاتفاق ولكنها بحكم موقعها الجغرافى وعلاقاتها السياسية والتاريخية مع أطراف الاتفاق، معنية بشكل مباشر بأية تداعيات للقرارات التى تتخذها هذه الأطراف.

وأشارت إلى أن عملية إخلاء المنطقة من السلاح النووى تستهدف بالدرجة الأولى إرساء أسس السلام والاستقرار بشكل يساهم فى الحفاظ على الأرواح بل والدفع بعملية التنمية من أجل رخاء جميع شعوب المنطقة، وعليه فعلى جميع الفاعلين مراعاة ألا يكون ثمن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى هو التصعيد الذى لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل