المحتوى الرئيسى

مكتبة الكابتن غزالى «شاعر المقاومة» قبلة المشاهير.. ونجله: «صدقة جارية على روحه»

05/13 15:37

عام مر على رحيله، ومكتبه ما زال مفتوحاً يستقبل المحبين والمريدين، يستعيرون الكتب من مكتبته التى عكف على تجميعها طوال سنوات، فى مكتب الكابتن غزالى، يجتمع أولاده يمارسون نفس طقوس الأب، يلتفون حول «السمسمية» ويرددون الأغانى التى كتبها الوالد لفرقته «ولاد الأرض». يمر السوايسة على المكتب الممتلئ بالكتب فى مساحة تتسع لمكتب صغير وكرسى و«كنبة صغيرة»، يترحم المار على روح الكابتن «غزالى» الذى كان شخصية متعددة المواهب؛ فهو رسام ولاعب مصارعة وجمباز وشاعر المقاومة فى السويس، انضم إلى المقاومة الشعبية وأصبح قائداً للمنطقة الغربية، يجتمع مع أفراد المقاومة يومياً، يقدم يد العون لبيت دُمر من القصف، ويسعف أطفالاً ونساء مصابين، ويجتمع فى الليل لحراسة المنشآت الحيوية «وابور المياه، محطة الكهرباء، والشركات».

خلال السهر ليلاً وجد «الغزالى» ضالته فى آلة السمسمية، للتهوين على أفراد المقاومة، فبدأ العزف عليها وبدأت معها الكلمات تخرج من فم «غزالى» منضبطة وكأنه شاعر متمرس عكف على كتابتها، واستقبلها الأفراد بحماسة بالغة، فقرر أن يكون فرقته من أفراد المقاومة ويطلق عليها «ولاد الأرض».

هنا جلس «صلاح جاهين وأمل دنقل وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام».. و«الأبنودى» كان «بيبات على الكنبة»

يقول ابنه الأكبر أحمد غزالى: «بعد نكسة 1967 انضم والدى للمقاومة الشعبية، وقام فى البداية بتدريب أهالى السويس المنضمين للمقاومة بصفته لاعب ومدرب مصارعة، وكان دور المقاومة الشعبية حراسة المنشآت وليس الاشتباك مع العدو لأن العدو كان على الضفة الأخرى من قناة السويس، بدأ فى كتابة كلمات بسيطة مضمونها تحفيز الشباب والشعب والجيش على الصمود والتحدى، استدعى آلة السمسمية وبدأ يشوف العازفين والإيقاع وبدأ يغنى والأغانى أحدثت صدى كبيراً، وأدركت الإذاعة المصرية وقتها أهمية هذه الأغانى فقامت ببثها عبر إذاعة صوت العرب». ويشير نجل «غزالى» إلى صورة لـ«ولاد الأرض» معلقة فى المكتب، وتابع: «بدأت الفرقة تلف على جميع معسكرات القوات المسلحة، وكان التنسيق يتم من خلال المخابرات حتى يصبح التنقل سهلاً للفرقة وبدأت أغانى الفرقة تحدث صدى كبيراً، فكانت الجولة الثانية لغزالى وفرقته هى الغناء فى جميع المحافظات التى يوجد بها المهجرون، وتزامن معها وجود فرق كثيرة تحمل اسم (ولاد الأرض) كان من بينها فرقة أسستها نقوم من خلالها بغناء أغانى الفرقة الأم، وكنا بنستنى الكابتن يطلع أغنية جديدة ويبعتها أو ننتظره لما ييجى يزورنا ويحفظنا الأغنية». مكتب «غزالى» تحول إلى قبلة الشعراء والمشاهير كما قال نجله «أحمد»: «الكنبة دى قعد عليها صلاح جاهين وأمل دنقل والشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب ونعيمة وصفى ومحسنة توفيق، أما الأبنودى فكان بيبات هنا فى المكتب والمكتبة صدقة جارية على روحه». أغانٍ كثيرة كتبها «غزالى» وغنتها «ولاد الأرض» كانت حافزاً وتشجيعاً على الصمود، ربما لم تنل معظمها شهرة كبيرة سوى القليل، وهو ما يفسره «أحمد» بالقول: «الكابتن له أغانى كتير بس أشهرها (فات الكتير يا بلدنا) بعد ما قامت المغنية فايدة كامل بإعادة غنائها»، مشيراً إلى قيام عدد كبير من الفنانين بغناء أغانى غزالى وأبرزهم «والله هترجع تانى لبيتك وغيطك يا خال» للمطرب محمد العزبى، و«من عيون برج الحمام يطلع مدفعى» للفنان سمير الإسكندرانى، و«تعظيم سلام للرجال» للفنان أركان فؤاد. لم ينل «غزالى» تكريماً يليق بتاريخه النضالى أو يليق بحبه الذى اخترق قلوب محبيه من أهالى السويس، رغم ما قدم ونال من شهرة إلا أنه بقى وسط أهالى السويس فى مكتب صغير متواضع، يمر عليه أهالى السويس من كل حدب وصوب يلقون تحية يعتز بها، يوزع وقته بين محبيه دون كلل أو ملل، يرى أن تكريمه الحقيقى سيكون فى انتظاره عند خالقه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل