المحتوى الرئيسى

روسيا تستعد لاستضافة كأس العالم في خضم شد الحبال مع الغرب - أهرام سبورت

05/13 15:36

تنطلق نهائيات كأس العالم في كرة القدم 2018 في روسيا بعد شهر، في خضم شد حبال بينها وبين الدول الغربية حول مسائل سياسية مختلفة، بينما تسعى موسكو للافادة من أبرز البطولات الرياضية لتثبيت مكانتها كقوة عظمى.

لم يخل اختيار روسيا في العام 2010 لاستضافة العرس العالمي في 2018، من جدل وتباين. الأكيد ان هذا الخيار بات محط انتقادات أكبر حاليا، بعد أعوام التجاذب بين موسكو والعواصم الغربية حول ملفات شتى، من أوكرانيا الى النزاع في سوريا، وصولا الى القضية الأحدث: تسميم جاسوس مزدوج سابق في انكلترا.

في الشق الرياضي، شهدت هذه الأعوام أيضا منع رفع العلم الروسي في أولمبياد بيونغ تشانغ الكوري الجنوبي هذه السنة، في إحدى تبعات الفضيحة الكبرى التي هزت الرياضة العالمية بعد كشف وجود نظام تنشط ممنهج في روسيا امتد لأعوام، وشاركت فيه مختلف أجهزة الدولة، حتى الأمنية منها.

وصلت العلاقات بين روسيا والغرب الى مستويات من التوتر أعادت التذكير بعقود الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة، الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحاكم المطلق للبلاد منذ العام 2000 والذي بدأ مؤخرا ولاية رئاسية رابعة، يرى في كأس العالم مصدر فخر لبلاده وامتحانا لاثبات جدراتها.

"القوة الناعمة" الروسية ستكون في أبهى تجلياتها، في ثاني حدث رياضي كبير تستضيفه البلاد خلال هذا العقد، بعد أولمبياد سوتشي الشتوي في 2014، وسيكون المونديال فرصة لبوتين ليظهر نفوذه على مرأى العالم ومسمعه، ويعرض انجازاته المحلية وإعادته روسيا الى مكانتها.

الا ان الأسئلة المطروحة قبل المونديال وخلاله وبعده، ستجعل من إقامة بطولة "مثالية" موضع شكوك.

فروسيا أنفقت ما يزيد على 13 مليار دولار لاستضافة المونديال، وهو مبلغ قياسي في عرف نهائيات كأس العالم، خصص الجزء الأكبر منها لتأهيل المدن الـ 11 المضيفة، وبعضها لم يخضع لعملية تأهيل منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

أعيد تأهيل المطارات وأنشئت مناطق مخصصة لإقامة المشجعين الذين سيتابعون كأسا للعالم تقام في بلاد تمتد على مساحة تقارب 17 مليون كلم مربع، وهو أمر قد لا يشهدون مثيلا له لأعوام طويلة.

فنادق فخمة بنيت في مناطق قد لا يفكر السياح في زيارتها ما لم يحل المونديال ضيفا عليها. 12 ملعبا ضخما تحولت الى علامات فارقة في المدن المضيفة، لكن السؤال الأهم هو ما سيكون عليه مصيرها بعد ذلك.

تقديرات الانفاق الروسي على أولمبياد سوتشي وصلت الى 50 مليار دولار، الا ان نتائج ذلك أتت متناقضة. المدينة الواقعة على ساحل البحر الأسود تبدو حديثة وأنيقة، سكانها يتمتعون حاليا بشبكات نقل وطرق جديدة، اضافة الى مطار مريح ومحطة قطارات. الا ان الجبال المحيطة حيث أقيمت منافسات التزلج، تعج بفنادق ينقصها النزلاء.

المفتاح الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، هو تفادي ان تلقى الملاعب والمنشآت المضيفة للمونديال المصير نفسه. رؤية كأس العالم تدفع العديد من المدن الروسية للتحول الى مثال من سوتشي سيكون مصدر نجاح وفخر لجميع المعنيين، الا ان جعل هذه المدن نفسها تعج بالمباني الفخمة والمنشآت التي لا تجد غاية لها، سيكون نقطة سلبية لن تمحى.

الأرجح ان السياسة وحساباتها لن تكون حاضرة في أذهان المشجعين مع انطلاق صافرة البداية. الهم الأساسي بالنسبة إليهم سيكون الأمن وسهولة الوصول الى الملاعب المتباعدة. فعلى سبيل المثال، تبلغ المسافة الفاصلة بين مدينتي كالينينغراد (غرب) ويكاتربنبورغ (شرق) 2500 كلم، وهي المسافة نفسها التي تفصل بين موسكو والعاصمة البريطانية لندن.

المدن المضيفة تقع في أربعة مناطق زمنية مختلفة، وستعيد تذكير المشجعين بالمسافات التي اضطروا الى قطعها خلال مونديال الولايات المتحدة 1994. الأجانب منهم سيضطرون لتسجيل أنفسهم لدى الشرطة كلما وصلوا الى منطقة جديدة.

البعض أيضا ستقلقهم المشاكل المضنية التي تعاني منها روسيا مع العنصرية في ملاعب كرة القدم، والتي زادت في الأسابيع الأخيرة على رغم الاستعدادات والتأهب لانطلاق المونديال.

بذلت الأجهزة الروسية جهدا كبيرا لضبط المشجعين المتعصبين ومثيري الشغب، وضمان ان مشاهد الاشكالات بين الروس والانكليز التي حصلت على هامش كأس أوروبا 2016 في فرنسا، لا تتكرر في روسيا.

بالنسبة الى الفيفا ورئيسه جاني انفانتينو، تبدو روسيا جاهزة للاستضافة.

رئيس الاتحاد الدولي قام في مطلع هذا الشهر بزيارة الى الدولة المضيفة، حيث رافق رئيسها بوتين الى سوتشي، وأوحت الابتسامة العريضة التي رسمت على وجه الرجلين، بأن الأمور تسير على ما يرام.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل