المحتوى الرئيسى

اسرائيل تستعد لنقل السفارة الامريكية عشية أسبوع ينذر بتصعيد

05/13 19:52

خرج آلاف الإسرائيليين الأحد (13 أيار/ مايو 2018) في مسيرة بمناسبة ذكرى "توحيد القدس" عشية أسبوع لا يخلُ من مخاطر التصعيد، في ظل تدشين السفارة الأمريكية في المدينة المقدسة وسط احتجاجات فلسطينية. ويشهد هذا اليوم الذي يطلق عليه في إسرائيل "يوم القدس" سلسلة من المراسم و"مسيرة الأعلام" السنوية التي ستمر عبر البلدة القديمة وصولاً إلى حائط المبكى ويشارك فيها قوميون متشددون.

وسيتم تدشين السفارة الأمريكية في احتفال يوم غد الاثنين 14 أيار/ مايو 2018، يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري. ويتزامن افتتاح السفارة مع الذكرى السبعين للنكبة، عندما هُجر أو نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وتسود حالة من الغبطة في إسرائيل هذا الأسبوع بعد سلسلة انتصارات دبلوماسية في ضوء انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، وفوز مغنية إسرائيلية بمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" ونقل السفارة الأمريكية للقدس.

وسار إسرائيليون في مسيرة "الأعلام" وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية. وعلقت لافتات تشيد بقرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وحمل مشاركون أعلاماً أمريكية بينما تدفقوا إلى شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، وبثت موسيقى عالية بينها أغنية إسرائيلية فازت باليوروفيجن أمس السبت.

وأكد رئيس بلدية القدس الإسرائيلي نير بركات للصحافيين أن نقل السفارة يؤشر إلى بداية "نظام عالمي جديد ونظام جديد في الشرق الأوسط". ودعا بركات دولاً أخرى للانضمام إلى غواتيمالا وباراغواي عبر "الاحتذاء بالقيادة الأمريكية" ونقل سفارتها إلى القدس.

ولكن تزداد مخاوف اندلاع أعمال عنف، خصوصاً مع إمكانية تظاهر أعداد كبيرة من الفلسطينيين على الحدود في قطاع غزة. وظهر الأحد، أكد عدد من أصحاب المحلات التجارية من الفلسطينيين داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، أنهم يرغبون في إغلاق محلاتهم تجنباً للتوتر.

حائط المبكى (البراق) في البلدة القديمة بالقدس

وقال سليمان العباسي، وهو في طريقه إلى البلدة القديمة، إن المسيرة التي ستخرج بعد ظهر الأحد "عملية استفزازية (..) لن تغير من طابع مدينة القدس، إنها عربية إسلامية، سواء قالوا نعم أو لا وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها". واندلعت مواجهات محدودة أمس الأحد بين إسرائيليين متشددين كانوا يرغبون في زيارة المسجد الأقصى وحراس المسجد المسلمين. ودانت الحكومة الأردنية "اقتحام" باحة المسجد الأقصى.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني "ندين بأشد العبارات الانتهاكات (...) خصوصاً الاقتحامات الاستفزازية للمتطرفين اليوم بأعداد كبيرة لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية الشرطة الإسرائيلية".

وأشار الموني إلى أن "سفارتنا في تل أبيب قدمت مذكرة احتجاج دبلوماسية لوزارة الخارجية الإسرائيلية تُعبّر عن إدانة المملكة الشديدة لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، وطالبت بوقفها فوراً".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس المسؤولية الخاصة لألمانيا في مكافحة العنصرية وكراهية اليهود بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل. وكتب ماس في مقال لصحيفة "بيلد" الألمانية في عددها الصادر يوم غد الاثنين (14 أيار/ مايو 2018): "الوقوف لأجل أمن إسرائيل وضد معاداة السامية يجب أن ينتمي بالنسبة لنا لهوية بلدنا دائماً".

وأضاف وزير الخارجية الألماني: "من المخجل لبلادنا أنه يجب حتى اليوم حماية مدارس ومؤسسات يهودية في ألمانيا من قبل الشرطة ومنح جائزة موسيقية لثنائي متهم بتقديم أشعار غنائية معادية للسامية ووجود تهديد أطفال في مدارس على نحو معادي للسامية".

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس

وتابع ماس: "ويُظهر ذلك أنه لا يزال يتعين علينا اتخاذ موقف بشكل واضح تماما للتصدي لأي شكل لمعاداة السامية. مسؤوليتنا عن حماية الحياة اليهودية لا تنتهي". ووصف ماس العلاقات بين إسرائيل وألمانيا بأنها "معجزة" يمكن أن يمتن لها الألمان بلا حدود. وأضاف الوزير الاتحادي أن الصداقة بين كلا البلدين لا تستبعد أي انتقاد متبادل وانفتاح في التعبير عن آراء مختلفة.

وصول وفد أمريكي إلى إسرائيل

على صعيد متصل، وصل وفد أمريكي اليوم الأحد إلى إسرائيل للمشاركة في افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. ويضم الوفد إيفانكا ترامب، نجلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزوجها جيرارد كوشنير، مستشار ترامب، ووزير الخزانة ونائب وزير الخارجية وشخصيات أخرى. ويأتي التحرك بعد أقل من ستة أشهر على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعطاء توجيهاته لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وهو التحرك الذي تسبب في موجة انتقادات دولية وغضب فلسطيني.

دعا البابا فرنسيس في عظته بمناسبة عيد الفصح إلى "المصالحة في الأراضي المقدسة"، قائلاً إن الصراع "لم يسلم منه المسالمون". كما دعا رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى إنهاء "الإبادة الجارية" في سوريا والسماح بدخول إمدادات الإغاثة. (01.04.2018)

اختتمت أعمال القمة العربية الـ29 والتي عقدت بمدينة الظهران السعودية، بالتأكيد على عدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتصدي بحزم لكل التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية. (15.04.2018)

من جانبه، كشف دياب اللوح، سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية،  عن اتصالات يجريها مع الدول الأعضاء في الجامعة لعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية يوم الأربعاء المقبل.

وقال اللوح إن الاجتماع يهدف إلى "مواجهة القرار غير القانوني وغير الشرعي الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف، وذلك بعد إعلانها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

من جهته، اعتبر سفير واشنطن لدى إسرائيل أنه لا يزال هناك أمل في تحقيق السلام في المنطقة رغم غضب الفلسطينيين من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس الاثنين. وقال السفير ديفيد فريدمان السبت إن رد فعل الفلسطينيين الذين يرون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية "ليس جيداً".

ز.أ.ب/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)

في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".

بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.

يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.

يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.

الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.

الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.

استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.

في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح الإسرائيلي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: الرياضيون تم قتلهم ـ حتى مارك شبيتس.

سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.

في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.

بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل