المحتوى الرئيسى

«سرنجة الأنسولين الجديدة»: أول الغيث «حقنة» | المصري اليوم

05/13 04:14

«صدق أو لا تصدق.. 25 مليار جنيه فاتورة تكلفة علاج السكر فى مصر.. الحساب من «خزانة الدولة» جيب المواطن.. والأرقام من واقع أرقام رسمية.. والمرض تحول إلى «وحش قاتل»، و«منصة للإصابة بكوكتيل إصابات أخرى، أخطرها أمراض القلب والكلى والضغط.. وأحياناً العمى».

التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد المصابين بمرض السكر يقدر بـ 8 ملايين مواطن، وأن 50% من المصابين لا يعلمون بإصابتهم.

ومؤخرًا تم الإعلان عن موافقة وزارة الصحة لأول مرة على طرح عقار جديد لعلاج السكر يسمى «ديولاجلوتيد»، عبارة عن حقنة مرة واحدة فى الأسبوع تحت الجلد، ويصل سعر الحقنة الواحدة لـ500 جنيه، بواقع ٤ مرات شهرياً، ما يجنب المرضى الحقن يومياً، كما يترتب عليه انخفاض مستوى السكر فى الدم دون حدوث هبوط مفاجئ فيه.

ووسط الحديث الدائر عن هذا العلاج الجديد، وكونه إنجازا جديدا فى علاج مرضى السكر من النوع الثانى، شدد أطباء على أن تلك الحقنة ليست بديلاً عن الأنسولين حتى لا يتم خداع المرضى، لأنه لا يوجد أنسولين فى العالم كله عبارة عن حقنة واحدة أسبوعياً، وأن تلك الحقنة الجديدة هى بديل عن الأقراص ويأخذها المرضى الذين يعالجون بالأقراص، وميزتها أنها حقنة أسبوعية وليست يومية ولا تصلح لجميع مرضى السكر ولكن لفئات بعينها.

وثبت علمياً أن عدم التزام مريض السكر بالدواء له تأثيرات سلبية، وأن من أسباب عدم الالتزام بالدواء الحاجة للحقن أكثر من مرة يومياً وما يصاحب ذلك من آلام، ما يتعارض مع الحياة الطبيعية، وقد تؤثر أجهزة الحقن المعقدة على التزام المريض بالعلاج ما يتسبب فى تدهور المرض وزيادة معاناة صاحبه من المضاعفات، ما يستلزم تقديم حلول ابتكارية فعالة، تعود بالنفع عليه، وعلى النظام الصحى.

الدكتور صلاح شلباية، أستاذ علاج السكر والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة عين شمس، يقول إن العلاج الجديد لمرضى السكر من النوع الثانى، يستخدم بالحقن تحت الجلد، ويتميز بقدرته على ضبط السكر بشكل قوى دون دخول المريض فى سقطات سكرية وما هو ما يطلق عليه «الهيبوجلايسيميا»، أو نقص السكر، لأنه يعتمد فى عمله على نسبة السكر فى الدم، كما أنه يعمل على خفض وزن المريض إلى حد ما، ولذلك يفضل استخدامه لدى المرضى المصابين بزيادة الوزن وأكثر ما يميز هذا الدواء كونه يؤخذ مرة واحدة فى الأسبوع، بالتالى يحقن المريض ٤ مرات شهرياً بدلاً من ٣٠ مرة.

ويوضح أن الخطوط الإرشادية لعلاج المرضى تنصح باستخدام العلاج الجديد، كخط دفاع ثان بعد الخط الأول «ميدفورمين»، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة، موضحاً أن تركيبة هذا العلاج خاصة جداً حيث تجعل المادة الفعالة للعلاج والتى تحقن تحت الجلد نشطة وتعمل لمدة أسبوع فى الدم ثم تختفى، وهو دواء عبارة عن هرمون مشابه لهرمون طبيعى داخل الجسم.

وقال الدكتور إبراهيم الإبراشى، أستاذ علاج السكر والغدد الصماء، رئيس أقسام الباطنة والسكر بكلية طب قصر العينى، إن عدد مرضى السكر فى مصر طبقا لأحدث إحصائيات الاتحاد الدولى لمرض السكر والمعلن فى ديسمبر ٢٠١٧، ارتفع من ٧.٥ مليون مريض فى ٢٠١٣ لـ ٨.٢ مليون فى ٢٠١٧، فيما استمرت مصر تحتل المركز ٨ فى قائمة دول العالم من حيث عدد مصابى المرض.

وأضاف أنه من المتوقع احتلال مصر للمركز السادس عام ٢٠٤٥، بعدد مرضى يصل لـ١٦.٧ مليون مريض، مشيراً إلى أنه فى ٢٠١٤ طبقاً لأحدث إحصائيات الاتحاد الدولى لمرض السكر حينها لم تكن مصر من الدول الـ5 فى منطقة الشرق الأوسط المعروف عنها ارتفاع نسبه الإصابة بمرض السكر، لكن فى ٢٠١٧ أصبحت مصر فى المركز الثانى هى والإمارات العربية بعد المملكة العربية السعودية بنسبة إصابة ١٧.٣٪‏، وفى ٢٠١٢ نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدا من كل ٣ مصريين يعانى من السمنة، وأن ٧٢٪‏ من المصريين لا يمارسون الرياضة.

وتابع أن دراسة مصرية حديثة شارك فيها مع الدكتور سمير أسعد من جامعه الإسكندرية وممثلون لوزارة الصحة منهم رؤساء الإدارة المركزية للصيدلة والخدمات الطبية بمستشفيات الجيش والشرطة والتأمين الصحى، حول اقتصاديات علاج مرض السكر ومضاعفاته فى مصر، تم إعلان نتائجها فى أكبر مؤتمر طبى عالمى للاقتصاديات العلاجية والذى عقد فى أسكتلندا فى نوفمبر ٢٠١٧، وأظهرت الدراسة أن تكلفه علاج مرض السكر ومضاعفاته فى مصر تصل لـ٢٥ مليار جنيه، وأن ٦٥٪‏ من هذه التكلفة تخص المضاعفات.

وقالت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ علاج السكر والغدد الصماء بكلية طب قصر العينى، إن العلاجات الحديثة لمرض السكر، أصبحت تتوالى بسرعة كل عدة أشهر، ما يساهم فى التحكم الجيد فى السكر وحماية المريض من العديد من المضاعفات.

وأضافت أن العقار الذى يطرح فى مصر هذه الأيام هو أحد أنواع مجموعة مشابهات الـ«جى إل بى» وهى مجموعة تعمل بعدة طرق، أولاها إفراز الأنسولين من خلايا بيتا فى البنكرياس بعد الوجبات مباشرة، وبالتالى لا تتسبب فى هبوط مستوى السكر فى الدم، والطريقة الثانية تقليل إفراز خلايا ألفا بالبنكرياس لمادة الجلوكاجون التى تسبب إفراز الكبد للجلوكوز ليلاً.

الدكتور نبيل كفراوى، أستاذ علاج السكر والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة المنوفية، قال إن الدواء الجديد يمثل إضافة للأدوية المعالجة للسكر من النوع الثانى، نظراً لانتمائه إلى مجموعة دوائية جديدة تتميز بقدرتها العالية على تحفيز إفراز الأنسولين والوصول إلى التحكم الأمثل لمستوى السكر فى الدم، حيث تقل احتمالية الإصابة بهبوط مستوى السكر فى الدم، ولا يؤدى إلى زيادة فى الوزن طبقاً لنتائج الدراسات الإكلينيكية التى تم إجراؤها على المرضى، كما أنه يعتبر الأول فى هذه المجموعة الذى يتم أخذه عن طريق حقنة مرة واحدة أسبوعياً يتم حقنها فى أى وقت من اليوم دون الارتباط بمواعيد الوجبات.

وقال الدكتور صلاح الغزالى حرب، أستاذ علاج السكر والغدد الصماء بكلية طب قصر العينى، إنه خلال ١٥ سنة مقبلة ستظهر علاجات الخلايا الجذعية والتى سيترتب عليها طفرة تاريخية، وإن العلاجات الحديثة تشكل طفرة نسبية وترتب عليها تحسين حياة مريض السكر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل