المحتوى الرئيسى

المعركة ضد «فيروس C»: المصريون يهزمون أخطر أمراض العصر

05/13 02:32

«الوطن» ترصد تراجع معدلات الإصابة وزيادة حالات الشفاء خلال 3 سنوات

على مدار عقود طويلة.. تغلغل المرض فى المجتمع المصرى، طرق أبواب البيوت حتى لم يستثن بيتاً، تفاقم شيئاً فشيئاً حتى أصبحت مصر فى صدارة دول العالم التى تعانى من التهاب الكبد الوبائى «فيروس سى»، معدلات إصابة عالية، وأرقام صادمة، وعلاج غير متوافر بالصورة اللازمة، حتى قررت الدولة المصرية أن تخوض معركة جديدة، معركة ضد عدو لا يحمل سلاحاً ولا يطلق الرصاص ولا يجز الرؤوس، لكنه يفتك بصحة المصريين التى وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل توليه فترة رئاسته الأولى منذ أكثر من 4 أعوام بأنها «مسألة أمن قومى».

فى 2015 بدأت المعركة، بعد أن أطلق صندوق تحيا مصر الحملة القومية للقضاء على الفيروس وفق خطة زمنية مدروسة، وشارك فى الحملة مختلف الهيئات والمؤسسات الرسمية المعنية، على رأسها وزارة الصحة، إضافة إلى العديد من منظمات وجمعيات المجتمع المدنى، لم تكن معركة جهة واحدة، لكنها معركة بلد بأكمله يرغب فى الخلاص من المرض والانتصار عليه. على مدار 3 أعوام منذ إطلاق الحملة، نجحت مصر فى أن تقدم نموذجاً إلى العالم فى التحدى والإرادة والعمل الجماعى، حيث انخفضت معدلات الإصابة بصورة كبيرة، وأصبح العلاج متوافراً لكل مصاب بسهولة ويسر، وتحقق حلم القضاء على قوائم الانتظار التى كان يقف أصحابها فى طوابير طويلة ينتظر كل منهم دوره فى العلاج، دون أن يعرف موعداً محدداً لذلك. هى رحلة نجاح بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، حاولت «الوطن» أن ترصدها من أول يوم حتى الآن، مروراً بكل المراحل المختلفة، بداية من الكشف المبكر إلى توفير الجرعات العلاجية ووصولاً إلى برامج التوعية بمخاطر المرض والوقاية منه، ومزيد من التفاصيل فى السطور المقبلة:

«نموذج نجاح عالمى»: نسب شفاء عالية.. وإنهاء شبح «قوائم الانتظار»

3 سنوات مرت منذ إطلاق المشروع، شهدت مجهودات ضخمة لمحاصرة واحد من أكثر الأمراض انتشاراً فى مصر، هو فيروس «سى»، بدأت الرحلة بتوجيه رئاسى فى 2015 عندما كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع وزارة الصحة، بالعمل على مواجهة المرض، والوصول إلى معدلات الشفاء العالمية من خلال منظومة مصرية ناجحة، وعلى مدار تلك الفترة تكاتفت كل الجهات للنجاح فى المبادرة، والحد من انتشار المرض، وإنهاء قوائم الانتظار، وتفعيل حملات الكشف المبكر فى المحافظات والجامعات وجهات العمل.

وخلال العام الأول من بدء مكافحة وعلاج فيروس «سى» فى 2015، قام صندوق تحيا مصر بالانتهاء من علاج 119 ألف مريض من إجمالى مستهدف 180 ألفاً فى 25 محافظة، متضمناً مرضى قوائم الانتظار بوزارة الصحة والسكان، ودعم مبادرات محافظتى البحيرة وكفر الشيخ ومركز الأقصر وبعض مبادرات المجتمع المدنى بالمحافظات بتكلفة تقدر بـ180 مليون جنيه. وبنهاية عام 2016 تم إطلاق مبادرة «ابدأ بنفسك» التى تستهدف الكشف عن مرضى فيروس سى بالوزارات والمؤسسات وإعلان المؤسسات المشاركة بالحملة خالية من الفيروس، ومع بدء 2017 واصل الصندوق الخطة القومية للقضاء على هذا الفيروس بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان واللجنة العليا للفيروسات.

ويستهدف صندوق تحيا مصر تنفيذ المسح على عدد مليون مواطن من طلاب الجامعات والمتعافين من الإدمان بالإضافة إلى توفير الجرعات العلاجية مجاناً للفقراء ومحدودى الدخل المسجل علاجهم على نفقة الدولة لدى وزارة الصحة واستكمال إنشاء مركزى المنيا وكفر الشيخ لعلاج مرضى فيروس سى، بعد أن تم إنشاء مركز الأقصر.

وبدأ صندوق تحيا مصر برعاية عدة مبادرات للمسح الطبى لمليون مواطن على مستوى الجمهورية فى الفترة من شهر يونيو 2017 حتى تاريخه، حيث تم استهداف أكثر من 72 ألف طالب بجامعات المنيا وسوهاج والإسكندرية، كمرحلة أولى، بالإضافة إلى تنفيذ حملة «ابدأ بنفسك» على أكثر من 9 آلاف موظف بمؤسسات وشركات، كما تم تنفيذ المسح الطبى على المواطنين بمحافظات الإسكندرية بواقع 250 ألف مواطن، والأقصر 133 ألفاً، وكفر الشيخ 240 ألفاً، وبنى سويف 300 ألف، والمنوفية 10 آلاف، والبحيرة 200 ألف، والشرقية 17 ألفاً، والغربية 30 ألفاً، وأظهر المسح إصابة 180 ألف شخص من بين الذى تم الكشف الطبى عليهم.

«عزالعرب»: الكشف المبكر هو الوسيلة المثلى للحد من انتشاره والعلاج المتوافر يقضى على المرض بنسبة 95%

وقالت ريهام أبوإسماعيل، مدير إدارة المسئولية الاجتماعية فى الصندوق، إن الصندوق وفر العلاج لعدد 121٫862 حالة فى الفترة من ديسمبر 2015 حتى يناير 2017 بإجمالى 357٫021 جرعة وبلغ عدد المرضى الذين أنهوا الجرعات العلاجية الثلاثة 180 ألف مريض، وذلك بنسبة إنجاز للبرنامج 66%. وأضافت أن الصندوق قام بصرف الجرعات العلاجية لعدد 81 ألف مريض من قوائم انتظار وزارة الصحة والسكان بمحافظات الجمهورية من إجمالى مستهدف 134 ألف مريض، وذلك من خلال عدد 42 مركزاً من مراكز اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بالمحافظة. وتابعت: «نحاول أن نقوم بدورنا المجتمعى تجاه بلدنا لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه تماماً، ونتعاون مع كل الأطراف لتحقيق أملنا وحلمنا، والحمد لله نسير بخطوات جيدة وحققنا نتائج تشرف كل مصرى وبمثابة نموذج للعالم كله».

ومن جانبه، قال تامر عبدالفتاح، المدير المالى والإدارى لصندوق تحيا مصر، إن الصندوق بدأ أعمال التنسيق مع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة والسكان لعلاج مرضى قوائم الانتظار على مستوى الجمهورية، وذلك بصرف الجرعة العلاجية لقوائم الانتظار بمحافظات الجمهورية لـ94 ألف مريض، وذلك من خلال مراكز اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية على مستوى الجمهورية، حيث يتم توريد الجرعات المصنعة محلياً والممولة من قبل الصندوق التى تحمل شعار الصندوق وعبارة غير مخصص للبيع على العبوات الدوائية.

وأضاف لـ«الوطن»، أن صندوق تحيا مصر يدعم مبادرات المسح الطبى التى تتبناها مديريات الصحة بالمحافظات لعلاج المرضى والمتمثلة فى «مبادرة محافظات البحيرة وكفر الشيخ وبنى سويف»، حيث تم صرف الجرعات العلاجية لـ39 ألف مريض. وأن الصندوق يحرص على مد يده لكل من يسهم فى مكافحة وعلاج فيروس سى، وذلك بتوقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى حيث تم علاج 36 ألف مريض فى محافظات «المنوفية، والإسكندرية، والمنيا، وأسوان، والشرقية».

صندوق «تحيا مصر» أنجز 66% من برنامجه المستهدف وعالج 180 ألف مريض.. وحملاته تواصل «المسح الشامل» فى المحافظات

وبدأ الصندوق عمليات المسح الشامل للكشف عن الإصابة بالفيروس فى عدد من المحافظات، وذلك بالتنسيق مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى لإجراء المسح الطبى على كل المتعافين على مستوى الجمهورية الذين يقدر عددهم بـ1500 متعافى. كما أنشأ الصندوق مركز «تحيا مصر لمكافحة فيروس سى» بمحافظة الأقصر ليكون مركزاً متخصصاً فى علاج هذا الفيروس وخدمة المرضى غير القادرين من المحافظة والمحافظات المجاورة، وعلاجهم وفقاً لاحتياجهم دون تحميلهم أيّة أعباء مادية، وقدم المركز الخدمة الطبية والعلاج لآلاف المرضى بالإضافة إلى تنفيذ قوافل طبية للمسح الطبى، حيث تم إجراء المسح على 133 ألف مواطن بمراكز الأقصر، وتم إعلان قرية منشية النوبة بمركز الطود خالية من فيروس «سى»، كما أصبح مركز الأقصر مركزاً للبحث العلمى من خلال إعداد أوراق بحثية عن المرض، كما يعمل المركز على الترويج للسياحة العلاجية بمحافظة الأقصر.

وفى سياق متصل، ثمن الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، الجهود التى يبذلها الصندوق فى إطار الكشف المبكر عن المرض فى المحافظات، وقال «عزالعرب»، لـ«الوطن»، إن الكشف المبكر هو السلاح الوقائى الذى يجب أن نستمر فى التعامل به لمواجهة انتشار وانتقال الفيروس بين أشخاص جدد، فالمريض قد يكون حاملاً للفيروس دون أن يعرف، وفى هذه الحالة سينقل العدوى لنحو 5 أشخاص فى محيطه، ما يشكل خطراً على استراتيجية القضاء التام على انتشار المرض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل