المحتوى الرئيسى

وزير النقل في حوار الأزمة: «لو عايزنّي أمشي همشي»

05/13 02:33

- رفع أسعار تذاكر المترو «نقطة فى بحر».. ولا غنى عن الاقتراض لتطوير المرفق

- أجريت استطلاعًا للرأى بشكل شخصى داخل الخط الثالث قبل اتخاذ القرار

نفى الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، مساهمة الزيادة الجديدة فى تذاكر المترو فى تعويض خسائر المرفق، لافتًا إلى أن تلك الزيادة «نقطة فى بحر»، وأن الخسائر تفوق بكثير الواردات المتوقعة، مشيرًا إلى أنها ستسهم فقط فى سد الفجوة بين المصروفات والإيرادات، وتقليل الخسائر التى تصل إلى الملايين سنويًا.

وقال عرفات، فى حواره مع «الدستور»، إنه فوجئ بالإقبال الكبير من المواطنين خلال اليوم الأول لتطبيق الزيادة، ليرتفع عدد الركاب، الجمعة الماضى، بنسبة ١٥٪ مقارنة بأيام الجمع فى الفترة الماضية، معتبرًا هذا الإقبال دليلًا قاطعًا على وعى المصريين بأهمية الحفاظ على المترو، كونه ملكًا لهم ولأولادهم.

■ بداية.. ماذا عن اللحظات الأخيرة التى سبقت قرار زياردة أسعار تذاكر المترو؟

- كنا نسابق الزمن لتطبيق التسعيرة الجديدة للتذاكر، فى أسرع وقت ممكن، لمواجهة الخسائر المتتالية، وكانت لدينا رغبة فى تنفيذها منذ أكثر من شهر، إلا أننا فضلنا منح المواطنين فرصة لاستخراج الاشتراكات حتى لا يتأثروا بالزيادة، وقررنا تطبيقها قبل رمضان.

■ يقال إنك تبنيت فكرة رفع الأسعار قبل توليك مهام الوزارة.. ما حقيقة ذلك؟

- أنا ابن مترو الأنفاق، عملت مهندسًا فى الخط الأول للمترو، وملم بكل المشكلات التى يُعانى منها، لدرجة أننى كنت أعانى من حالة نفسية سيئة خوفًا من توقفه فى أى وقت، ورفع أسعار تذاكر المترو يأتى حرصًا منى على المرفق الحيوى، الذى يخدم الملايين يوميًا، ولولا وجوده لتسبب فى أزمة مرورية وتكدسات رهيبة، وليس من المنطقى أن نسعى فى تطوير المترو وتقديم خدمة مميزة، مع ثبات سعر التذكرة، لذلك اتجهنا للحل الأعدل، وهو رفع قيمتها.

■ لماذا اخترت هذا التوقيت تحديدًا.. خاصة أنه قبل شهر رمضان؟

- أطالب المواطنين بعدم الانزعاج من التسعيرة الجديدة، فمن لديه حس وطنى عالٍ سيقدر ما نفعله للحفاظ على دولتنا، وهناك بشرى سارة للمواطنين، وهى افتتاح الدائرى الإقليمى بالكامل فى العشرة الأواخر من رمضان، ما يساعد على توفير سيولة مرورية عالية، وتخفيف التكدس والزحام على الطرق.

■ هناك من يستقل المترو بشكل يومى.. هل كانوا فى الحسبان؟

- تعمدنا أثناء وضع الخطة الخاصة برفع تسعيرة التذكرة، مراعاة لمن يستقلون المترو بصورة يومية، وفى التسعيرة الجديدة، الاشتراكات توجد عليها تخفيضات تصل إلى ٥٧٪‏، ففى المرحلة الأولى يصل ثمن التذكرة فى الاشتراك إلى ٢.٥ جنيه، بينما فى المرحلة الثانية تصل إلى جنيهين و٧٥ قرشًا، وفى الثالثة تصل ثلاثة جنيهات و٨٩ قرشًا، لذا أطالب المواطنين باستخراج اشتراكات بصورة عاجلة.

■ لكن سعر الرحلة الواحدة فى الاشتراكات لم يختلف كثيرًا عن التسعيرة القديمة.. فهل سيؤثر على الإيراد؟

- بالعكس تمامًا، فى حال اتجاه عدد كبير من المواطنين لاستخراج الاشتراكات، سيساعد ذلك فى توفير مبلغ ضخم للمترو دفعة واحدة بدلًا من انتظار تحصيل سعر التذكرة يوميًا، وهو ما سيسهل على الوزارة استغلال تلك الأموال لتطوير المرفق.

■ هل ستغنى التسعيرة الجديدة للتذاكر عن الاقتراض لتطوير المرفق؟

- بالتأكيد لا، فالمستهدف من رفع سعر التذكر توفير نقطة فى بحر، المترو يحتاج ٣٠ مليار جنيه لتطويره، والتسعيرة الجديدة ستقلل العبء على الدولة، وستوفر جزءًا من القروض، فسيكون لدينا ٨٠٠ مليون سنويًا فقط، وكنا نفكر فى كيفية سداد الديون المتراكمة على المترو، وكذلك توفير القروض، مع العلم بأن الوزارة دائمًا ما تبحث عن القروض الميسرة.

■ ماذا عن الجانب الإعلانى للحصول على ربح قوى؟

- الوزارة لم تغفل هذا الجانب، ولا يمكن الاعتماد عليه فقط فى توفير عائد للمترو، ونحن نفذنا عددًا من الإعلانات المعلقة داخل المترو، وتأجير المحال داخله، ووصول عائدها هذا العام إلى ١٤٠ مليون جنيه، بعد أن كانت لا تتعدى ٣٥ مليون جنيه من ذى قبل، وهذا الرقم لا يغنى عن الابتعاد عن رفع التسعيرة.

■ البعض يروج لإضراب عن استقلال المترو.. ما تعليقك؟

- كل هذه خرافات.. ورأيت مفاجأة فى اليوم الأول لتطبيق الزيادة، حيث ارتفع عدد المستقلين للمترو، أمس الأول الجمعة، بنسبة ١٥ ٪، عن أى جمعة أخرى، وهو دليل قاطع على وعى المواطنين الكامل، وعدم انسياقهم وراء الشائعات المغرضة.

■ بعد ارتفاع الأسعار.. هل وصلت مصر إلى سعر التذكرة العالمى؟

- رغم الزيادة فى الأسعار، تظل مصر الدولة الوحيدة، التى تقدم أرخص خدمة للمترو على مستوى العالم، فحتى دولة المكسيك تكلفة تذكرتها أعلى بكثير.

■ استطلاع رأى الشارع قبل الزيادة كان ضروريًا.. لماذا لم تتخذ هذه الخطوة؟

- منذ ٦ أشهر، وأنا أستقل المترو، مرتين فى الأسبوع، حتى عندما أذهب إلى مجلس الوزراء، أنزل لأستقل مترو مدينة نصر، لأنه أسرع وأفضل بالنسبة لى، وتحدثت مع المواطنين شخصيًا عن ضرورة رفع التذاكر، وكنت أحرص على التعامل معهم بصورة مباشرة لمعرفة مردودهم وتوضيح الأمر لهم بصورة أشمل وأوسع.

■ انتقد البعض عدم وجود خطة لاحتواء محدودى الدخل.. ما تعليقك؟

- لم أستسلم للنوم بسبب محدودى الدخل، وكنت بفكر فيهم فى اليوم ألف مرة، لكن لو المرفق توقف هسيبهم فريسة لجشع السائقين واستغلالهم، وكنت أضعهم أمام عينى خلال جولاتى سواء داخل المترو أو خارجه، أو حتى جولات السكك الحديدية، والمواطنون لو قالوا لى امشى همشى.

■ متى سيأتى اليوم الذى يلمس فيه المواطن تغييرًا فى مترو الأنفاق؟

- نحن نمتلك خطى مترو أنفاق، وهما الثانى والثالث لا يختلفان عن الدول الأوروبية فى شىء، مع العلم بأنهما يُقدمان خدمة أقل بكثير من الدول الأوروبية، ولكن سيشعر المواطنون بالفرق خلال عام من الآن، خاصة أن تأثير الزيادة فى التسعيرة الجديدة لن يكون بين يوم وليلة.

■ يردد البعض أن تسعيرة المترو ارتفعت بنسبة ٤٠٠٪.. ماردك عليهم؟

- هؤلاء ناس جهلة ومغرضون، ولديهم أطماع أخرى، وهدفهم زعزعة استقرار الدولة، ولا يشكل كلامهم أهمية بالنسبة لى.

■ هل ترددت قبل تطبيق سعر التذكرة الجديد؟

- مهامى كوزير تجعلنى أشعر بتأنيب الضمير فى المساهمة فى هلاك المرفق بثبات سعر التذكرة بالرقم المتدنى التى كانت عليه من قبل، وكان قديمًا عندما تتلف الماكينات بالمترو يستسهل العاملون، ويضعون البراميل ويفتحون الأبواب، وهو ما يوضع تحت بند تخريب الممتلكات العامة.

■ بالتأكيد هناك سبب وراء الخسائر البالغة للمترو.. ما هو؟

- نحن نستهلك فى الخطوط الثلاثة ٤٣ مليون كيلووات/ساعة شهريًا، وكان سعر الكيلووات ساعة ١٥ قرشًا، وصار ٦٠ قرشًا، بما يعنى ٣٣ مليون جنيه شهريًا و٤٠٠ مليون جنيه سنويًا، وهو ما يعنى أن هناك خسائر سنوية فى المترو نتيجة فرق الكهرباء تُقدر بـ٤٠٠ مليون جنيه، لذلك لا نستطيع شراء قطع غيار أو إجراء أى تطوير للخط الأول، الذى يحتاج ٣٠ مليار جنيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل