المحتوى الرئيسى

مواطنون عن زيادة أسعار المترو: «ده خراب بيوت.. كل حاجة بتزيد إلا مرتباتنا»

05/12 17:28

«حضرات السادة الركاب، شكرًا لحسن تعاونكم».. لم تلق هذه الرسالة المسجلة قبولا فى نفوس ركاب المترو، الذين اختبروا صبرهم فى يومهم الثاني لشراء تذكرة المترو بتعريفتها الجديدة، فلم يخل اليوم السبت من مشادات جرت بين بعض المواطنين وموظفى مترو الأنفاق، منذ بداية تشغيل القطارات فى الخامسة والنصف صباحا.

للوهلة الأولى منذ أن تطأ قدماك سلالم المترو للوصول إلى بوابة الدخول تشعر بكارثة على وشك الحدوث، حيث الزحام، وكلمات السخط المتناثرة حولك، لتدخل إلى صالة المترو، لشراء التذاكر، فتفزعك طوابير مواطنين، لدرجة تصل إلى حد اتكاء بعضهم على حوائط المحطة انتظارًا لصدمة سعر التذكرة الجديدة عند شرائها للمرة الأولى، وحسرة أغلبهم عند تذكر عدد أيام الشهر وحساب قيمة ما سيتكبدونه على مدى الشهر من أعباء إضافية نظير استقلال المترو، بل وربما تلك النظرة العابثة هناك كان سببها تذكر قيمة الراتب الشهري ومدى قدرته على الوفاء بالزيادات.

البعض يظل صامتًا، والبعض الآخر تتعالى صيحاته «حسبنا الله ونعم الوكيل.. لله الأمر من قبل ومن بعد»، وبينما أنت قابع وسط هذا المنظر الكئيب، هناك وجه تبدو عليه الابتسامة حين حصل على نصف تذكرة، فقال مبتسما متهكما: «جنيه واحد توفير من ٧ جنيه والله يا بلاش، ده خراب بيوت»، وفى زاوية من المكان تجلس سيدة مسنة شاحبة الوجه، تسأل فرد الأمن فى بؤس «هو السعر ده هيبقى على طول ولا ممكن يحنوا علينا؟».

الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل قرر بعض الشباب عدم الالتزام بشراء التذاكر، ودخلوا فى مشادات كلامية مع العاملين بالمترو، يجرى كل هذا بينما تستمر رسالة مسجلة من الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، فى دق طبول آذان الركاب، تعمل دون توقف لتعلن عن أسعار التذاكر الجديدة، وتؤكد أنها جاءت فى إطار الحرص على تطوير العمل داخل المترو وتقديم خدمة أفضل، فقد تقرر العمل بنظام تعريفة جديدة لركوب مترو الأنفاق بنظام المناطق لتكون كالتالى: منطقة واحدة مكونة من ٩ محطات بسعر ٣ جنيهات، وتذكرة المنطقتين ١٩ محطة بسعر ٥ جنيهات، وتذكرة الـ٣ مناطق بسعر ٧ جنيهات.

لم يستطع المواطنون أن يتحملوا ما يذاع عبر مكبرات الصوت داخل المترو، فشرع بعضهم فى التهكم على ما يذاع بشأن الخدمة الأفضل أثناء وقوفهم أمام المصعد الكهربائي "الأسانسير" المتعطل، فصاح أحدهم «خدمة إيه والأسانسير من شهور  عطلان ومش عارفين تصلحوه».

فيما دارت سلسلة من الحوارات الجانبية بين الركاب قبيل قدوم المترو وسط حالات الضجر والاستياء التى عمت الرصيف، يقول أحدهم: «الميكروباص أوفر، إيه يعنى هاركب مواصلتين واحدة بـ٢.٥ والتانية بجنيه بدل الـ١٠ جنيه اللى هادفعها»، ليلتقط أحدهم أطراف الحديث منه: «إنت فاكر الميكروباص هيفضل بالسعر ده؟ هتشوف إنه هيزيد الأسبوع ده، ده استغلال لينا وللأزمة، هيزيد هيزيد فى شهر يوليو مع رفع سعر المواد البترولية»، فتقاطعهما سيدة مسنة ترتدى عباءة سوداء بكلماتها: «يا ريتها تقف عند كده، دى كل حاجة هتغلى، أنا ابنى موظف حكومة، وكان بيقول إن كل السلع هتغلى لأن كل حاجة بتتنقل والتجار ما هيصدقوا، يعنى مش مواصلات بس» وهنا يتساءل أحدهم: «طب هنعمل إيه يعنى كل حاجة هتزيد إلا مرتبى؟ طب الـ١٥٠٠ جنيه هيكفوا ايه؟».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل