المحتوى الرئيسى

بنعبد الله: أدينا ضريبة تحالفاتنا ومستمرون في الدفاع عن الإصلاحات

05/12 15:56

الجيش المغربي يتولّى تدبير المعلومات البحريّة

الحكومة المغربية: قطع العلاقات مع إيران قرار سيادي خالص

المغرب: محاكمة بوعشرين ستتواصل في جلسات سرية

مثقفون يحتفون بمسار عميد الأدب المغربي عباس الجراري

وزير خارجية المغرب يجري مباحثات مكثفة في لندن

بوزنيقة: قال نبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية المغربي، المشارك في الحكومة ، إن النتائج التي حققها حزبه في انتخابات 7 اكتوبر 2016 البرلمانية "كانت صادمة ولم تعكس وزنه السياسي والانتخابي"، معتبرا أن ذلك كان ضريبة لمواقفه السياسية وتعاقداته.

وأضاف بنعبد الله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للحزب مساء اليوم الجمعة، ببوزنيقة قرب الرباط، "اتضح أنه تم حرمان الحزب من مقاعد عديدة، في ما يبدو ضريبة سياسية عن مواقفه وتوجهاته وتعاقداته".

وزاد بنعبد الله مبينا أن العمليةَ الانتخابية شابتها "اختلالات وممارسات مشينة وخارجة عن القانون"، وذلك في تشكيك واضح منه في نزاهة العملية التي لم يحقق فيها الحزب سوى 12 مقعدا بمجلس النواب، بيد انه استدرك قائلا "يجب الإقرار بأننا لم نُفلح في تحقيق ما طمحنا إليه خلالها".

وأشار أمين عام حزب التقدم والاشتراكية المشارك في التحالف الحكومي بالبلاد إلى أن أي معالجةٍ اقتصاديةٍ واجتماعية "ضيقة للتحديات المطروحة لن تستقيم، ولن تؤتي نفعها منفردة، إلا في كنف مؤسسات قوية، وحياة سياسية سليمة، وحياد إيجابي للسلطات العمومية، وأحزاب متجذرة ومستقلة"، مؤكدا ان المشهد الوطني العام بحاجة إلى "تملك الآليات الديمقراطية الطبيعية للوساطة المجتمعية، سواء في مستوياتها التمثيلية أو التشاركية أو الترافعية".

وأكد بنعبد الله ، في كلمة وصفها الحاضرون بالقوية، أن حق المجتمع في تملك أدوات وتنظيمات تأطيرية، "ليس أبدا تبريرا واهيا لوجودنا أو وجود غيرنا، بل هو موقف مبدئي وقناعة راسخة متأصلة لدينا منذ عقود.. تقوم على فكرة أنَّ مجتمعًا يفتقد إلى قوى حية وتنظيماتٍ قادرة على تأطير ديناميته، هو مجتمع يسير نحو المجهول"، وذلك في رسالة لا تخلو من إشارات.

وزاد موضحا أن من صميم الوهم "تصورُ، أو تصوير، إمكانية بناء ديمقراطية من دون عملٍ حزبيٍّ حقيقي أصيل، ومن دون أحزاب قوية يشعر الناس بالجدوى منها، تُنصتُ إليهم ويُنصتون إليها، ويميزون بين ألوانها، ويعرفون بوضوح وشفافية من أين أتت، وكيف أتت، وإلى أين تسير؟ ".

واعترف بنعبد الله أن الأحزاب تواجه صعوبات حقيقية في تأطير المواطنات والمواطنين، خلال كل الأحداث التي شهدتها الساحة في السنوات الأخيرة "وهو أمر إذا كان يُفرح البعضَ، فإنه من المؤلم والمؤسف الانشراحُ لضرر أكيد"، معتبرا ذلك "مؤشرا خطيرا وتهديدا جديا لكل البناء الوطني الذي تم بجهدٍ وصراعات وتوافقات، وبتضحياتٍ وكفاحاتٍ، من قِبَلِ الشعب المغربي وكل قواه الحية".

وشدد بنعبد الله على أن حزبه يتبنى ممارسة سياسية مسؤولة عنوانها "المعقول" والاتزان والتوازن، أفضت إلى "نبذ الانتهازية والجمود الفكري والتحجر العقدي، وإلى الوفاء لاختياراته، والالتزام بالدفاع عن القضايا الكبرى للوطن والشعب، والثبات في حمل مشعل الدفاع عن الوحدة الترابية والذود عن السيادة الوطنية، والاجتهاد في الدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية لأوسع الفئات الاجتماعية، والانتصار لأفق تعميق الإصلاحات الكبرى".

ودافع بنعبدالله عن تحالف حزبه مع حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية، حيث قال: "انتقلنا من تحفظاتٍ داخليةٍ مُتَفَهَّمةٍ بخصوص بعض اختيارات الحزب وتموقعاته قُبَيْلَ، ومع بداية، مشاركتنا في الحكومة السابقة، إلى شبه إجماعٍ، بفضل نهج الحوار الدائم بيننا، والتَّبَيُّنِ التدريجي من سلامة خطنا السياسي العام"، مبرزا أن التخوفات والتوجسات "المشروعةَ ما لبثت أن تبددت حين حصل الاقتناع بأن مبرراتِ مشاركتنا في حكومة السيد عبد الإله ابن كيران انبنت على فلسفةِ مواصلةِ الإصلاح في كنف الاستقرار على أُسُسٍ برنامجية مُحَدَّدَةٍ.. الحَكَمُ فيها هو العمل والإنجازُ وخدمة المصلحة الوطنية العامة".

وشدد بنعبد الله على أن المشاركة المتواصلة "اليوم في حكومة الدكتور سعد الدين العثماني، إنما غايَتُهَا الأساس الإسهامُ في الدفع بالإصلاحات الكبرى إلى أبعد مدى"، وأضاف "ما تغاضى عنه الكثيرون ممن أَعْوَزَتْهُمُ الموضوعيةُ في التشخيص، حتى لا أقول النزاهةُ في التحليل، رغم أن الواقع الذي لا يرتفع يؤكد أَنْ لا قرارَ حُكومي اتُّخِذَ في ظل مشاركتنا، وكان فيه مساسٌ بالحقوق أو الحريات أو بالمجال والمكتسبات الديمقراطية، بل بينت التجربة أن حزب التقدم والاشتراكية ظل ساهرا يقظا بخصوص كل ما من شأنه مخالفةُ التوجه القيمي الديمقراطي والتحديثي".

وأبرز بنعبدالله قائلا " اننا متأكدين من أن جزءً غيرَ يَسِير من أشكال التحامل على حزبنا وعلى اختياراته، لم يكن مَرَدُّه خِشْيَة بريئةً على مبادئِ اليسار وقيم الحداثة من الذوبان والضياع!! ..بَــــــلِ الحقيقةُ الساطعةُ أمام أعيننا أن الأمر تعلق دوما بخوض صراع سياسي، قد نتفهمه ونفهم طبيعته، إلا أننا لم نستسغ، ولن نستسيغ، بعضا من طُرُقِهه وأساليبِه".

وزاد قائلا "وإلا ما الذي منع ويمنع الأصوات نفسها من المساءلة الحادة لجميع الحداثيين أو الديمقراطيين أو اليساريين أو الليبراليين، بخصوص الاختيارات والتموقعات عينها"، في إشارة واضحة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي من دون أن يذكره بالاسم.

وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب، دعا بنعبد الله إلى الإشراك الفعلي لمختلف القوى السياسية والنقابية والمدنية في تدبير ملف هذه القضية المركزية، مؤكدا أنه يستلزم "تضافر جهود كل القوى الحية، والتحلي الجماعي بمزيد من اليقظة والحذر وتعبئة الإمكانات اللازمة من أجل التصدي لمناورات واستفزازات أعداء وحدتنا الترابية".

Comments

عاجل