المحتوى الرئيسى

الاتحاد المسيحي البافاري يعلن الحرب على حزب البديل الشعبوي

05/12 12:23

قبل خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية المحلية في ولاية بافاريا، أعلن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، حليف حزب المستشارة ميركل والحاكم التقليدي في الولاية الجنوبية، حربا بلا ضراوة على منافسه من جهة اليمين حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يتصيد في الانتخابات بشعارات معادية للاجئين والمسلمين، بهدف منعه من الحصول على أصوات كثيرة قد تحرم الحزب الحاكم من نيل الأغلبية ومواصلة الحكم بمفرده.

وقدم ماركوس بلومه، السكرتير العام للحزب البافاري الاجتماعي، مسودة ورقة عمل من ثلاث صفحات إلى الخلوة السياسية لقيادة الحزب، التي بدأت اليوم السبت (12 أيار/مايو)، تضمنت جملة من الشعارات النارية التي يفترض أن تُطلق في الحملة الانتخابية المقبلة في حال وافقت قيادة الحزب عليها.

تقرر عدم ترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا إلى وطنهم حتى نهاية 2018. وهذا ما اتفق عليه وزراء داخلية الولايات الألمانية الأسبوع المنصرم. لكن النقاش حول هذا الأمر لم يكن في محله، كما اعتبر مارسيل فورستناو في هذا التعليق. (11.12.2017)

وافقت الحكومة الألمانية على القواعد الجديدة للم شمل عوائل اللاجئين الحاصلين على الحماية المؤقتة، والتي تثير جدلاً واسعاً وانتقادات من المعارضة والمنظمات الحقوقية. لكن تلك القواعد ماتزال بحاجة إلى إقرارها من البوندستاغ. (09.05.2018)

ومن بين تلك الشعارات الصارخة: "بافاريا ليست بحاجة إلى القذارة البنية" في إشارة إلى الاتجاه النازي واليميني المتطرف في حزب البديل من أجل ألمانيا، والذي يرمز له باللون البني. كما جاء في الورقة أن حزب البديل هو العدو رقم واحد في بافاريا، وفقا لرؤية الاتحاد المسيحي. وتقول الورقة إن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سينتهج سياسة قاسية للغاية إزاء حزب البديل من أجل ألمانيا.

من جانب آخر وضمنيا، ينتهج الحزب البافاري الحاكم مواقف متشددة بشأن اللجوء في ألمانيا وذلك بهدف كسب أصوات المستائين من بين صفوف الناخبين. فالحزب يؤكد في ورقته السرية على عدم السماح مجددا للاجئين بتجاوز حدود ألمانيا بشكل غير شرعي. كما يعمل الحزب البافاري الاجتماعي على عرقلة إجراءات لم الشمل وتشديد قواعدها بفضل وجود رئيس الحزب السابق هورست زيهوفر على رأس وزارة الداخلية. كل ذلك من أجل سحب البساط من تحت أقدام حزب البديل والسعي لمنعه من دخول البرلمان المحلي في ميونيخ وحفاظ الحزب على الأغلبية السياسية التي يتمتع بها حاليا. وهي أغلبية مريحة في الحكم.

يشار إلى أن استطلاعات الرأي تظهر إمكانية حصول الحزب البافاري الاجتماعي المسيحي على نسبة ما بين 41  و 44% من أصوات الناخبين، فيما تعطي الاستطلاعات نسبة 11 إلى 13 % لحزب البديل من أجل ألمانيا.

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل