المحتوى الرئيسى

من دراسة الهندسة إلى الاعتداء والموت.. حكاية الطالبة "مريم" ضحية لندن

05/11 14:44

لم تكن تعلم أنها ستعود يومًا لوطنها محملة على الأكتاف جثة هامدة ملفوفة بعلم مصر مدون على نعشها "الشهيدة مريم حاتم مصطفى"، وينتظرها ذويها أمام قرية البضائع بدموع القهر والألم لفراقها، فربما كانت تحلم أن تعود من بريطانيا رافعة علم مصر على أكتافها لإنجاز حققته بعد دراستها للهندسة، إلا أن القدر قال كلمته وعادت اليوم، إلى مطار القاهرة الدولي، جثة هامدة استعدادًا لمثواها الأخير.

وتستعرض "الوطن" القصة الكاملة للطالبة مريم حاتم مصطفى، فبداية الأمر تعرضت الشابة ذات الـ 18 عام، لتعدي وحشي بدأ بالضرب والسحل لمسافة طويلة في مطلع مارس وتحديدًا في 20 فبراير 2018 من قبل 10 فتيات لم تأخذهن الرحمة بحالها وظلوا يسحلونها، ورغم أن صراخها كان على مرأى ومسمع من الجميع، الا أن ذلك لم يحرك ساكنًا في المارة بالشارع، إلا شاب حاول مساعدتها وقامت بإفلاتها من تحت أيديهم بأعجوبة.

ورغم أن الفتاة استطاعت الهرب، لم يتركها الـ 10 فتيات وشأنها وقمن بمطارتها مرة أخرى والاعتداء عليها بالضرب مرة أخرى داخل الشاحنة حتى فقدت وعيها تمامًا، ومنظرها وهي غارقة في دمائها دفع سائق السيارة للتعاطف معها والاتصال بسيارة الإسعاف التي جاءت وحملتها إلى المستشفى.

لم يكن الضرب وحده هو الألم الذي تعرضت له "مريم" بل أنها واجهت نوع آخر من الألم وهو الإهمال الطبي، حيث إنها بعد أن دخلت المستشفى خضعت لقرابة 8 جراحات، وأكدت والدتها في تصريحات صحفية وتليفزيونية، أن ابنتها تعرضت لإهمال طبي جسيم، وأن حالتها لم تكن متدهورة إلى هذا الحد حيث إنها دخلت المستشفى تسير على قدميها وأن ما حدث بابنتها هو إهمال طبي.

واستطاعت الشرطة إلقاء القبض على فتاة من اللاتي قمن بذلك العمل الوحشي، ونظرًا لأنها لم تعترف بارتكابها الواقعة، تم الإفراج عنها ووضعت تحت الاقامة الجبرية، وفي 14 مارس، فارقت روح "مريم" الحياة في أحد مستشفيات العاصمة الإنجليزية والتي كانت تتلقى فيها العلاج، وبذلك تنهي مريم رحلتها إلى لندن والتي لم تتعدى الـ 4 أعوام، وهى المدة التي قضتها بصحبة أسرتها.

وأكدت الدبلوماسية المصرية وتحديدًا السفارة المصرية في بريطانيا، أنها لن تترك حق مريم، وأن الجناة معلومون لدى الشرطة البريطانية، وفي 17 مارس، بعد الوفاة بأيام كشفت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، عن تفاصيل جديدة في الواقعة وهي أن من اعتدوا على "مريم" 3 شابات قُصر من زميلاتها في المدرسة، لافتة إلى أن الكاميرات رصدت هذا الاعتداء الوحشي وأن الجريمة ليست عنصرية وكانت عبارة عن مشاجرة بين تلاميذ في المدرسة وأن الدولة المصرية لن تفرط في حق "مريم" ولن تسكت عن هذه الجريمة، أما الشرطة الإنجليزية فقد طلبت ضبط وإحضار الـ3 فتيات المسؤولين عن حادث الاعتداء والتي رصدتهن كاميرات المراقبة وذلك بعد تحول الأمر إلى قضية جنائية.

ولم يصمت أعضاء البرلمان، أمام واقعة مريم وأصدرت لجنة حقوق الإنسان بيانا تؤكد سفر عدد من أعضائها برفقة محامين للدفاع عن حقوق مريم أما السفارة البريطانية في القاهرة، فخرجت هي الأخرى تدين الاعتداء الوحشي على الطالبة المصرية داخل أراضيها، معربة عن تعازيها الصادقة لعائلة الضحية وأصدقائها، وأن بريطانيا ستواصل التحقيقات لضمان تحقيق العدالة.

مشددة على أنها على اتصال وثيق مع شرطة نوتنغهام والسفارة المصرية بلندن للتأكد من أن أسرتها لديها الدعم الذي تحتاجه، وأن السفارة المصرية رشحت محاميا لأسرة الضحية لكي يتابع القضية، وأمس قبل أن تغادر "مريم" بريطانيا في رحلتها الأخيرة إلى مصر، أقيم عليها عصرًا صلاة الجنازة بالمركز الإسلامي "بريجنت بارك" بالعاصمة البريطانية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل