المحتوى الرئيسى

مسئول بالزراعة: 20 مليار جنيه خسائر الحكومة حال فشلت في مواجهة الجراد

05/11 03:43

أثارت تصريحات محمد عبد النبي دسوقي، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة، قلق الكثير من الشعب المصرى، حينما كشف عن حجم المخاطر والخسائر التى من الممكن أن تتعرض لها مصر، حال تعرضها لهجوم جديد من الجراد، تلك الهجمات التى تقضى على الأخضر واليابس، وتخلف وراءها خسائر تقدر بالمليارات.

قال محمد عبد النبي دسوقي، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة، إن أبرز ملامح الخطة التي تقوم عليها موازنة الوزارة للعام المالي الجديد 2018-2019، تتلخص فى جهود مكافحة انتشار الأمراض الحيوانية والنباتية من جهة، وحماية المحاصيل والثروات الزراعية من الأخطار الموسمية من جهة أخرى.

وأضاف "عبد النبي" خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، أن هناك مجموعة من المخاطر التي تتطلب مكافحتها كالجراد، والذى لا يستغرق يومين للهجوم على المحاصيل الزراعية، وهذا سيفقد البلاد 20 مليار جنيه، ويتسبب في تقليل الناتج المحلي الزراعي 10% مرة واحدة.

وتابع "عبد النبى" أن مواجهة أسراب الجراد على الأطراف المترامية لحدود البلاد، يتطلب خطة وإنفاقا ضخما لحماية المحاصيل، وتوقيف الأسراب ومنعها من الدخول مبكرا، وأن ذلك يأتي كجزء من كل خطة حكومية للنهوض بأحوال الزراعة في البلاد، وتلك الخطة مكونة من 6 محاور عمل، بها الكثير من التوجهات الاقتصادية الاستثمارية، التي تعظم الإمكانات الزراعية للبلاد، وترتفع بمقدار الاستفادة منها.

وفى السنوات الماضية، تعرضت مصر لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، وكانت البداية عام 1954 نتيجة هجوم أعداد كبيرة جدا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية وخلفت وراءها خسائر كبيرة جدا فى المساحات الزراعية، وقد كان ذلك جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، حيث تم تسجيل ظهور 50 سربا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة.

وهو ما تكرر فى عام 1968 وتعرضت مصر لهجوم من أسراب الجراد القادم من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ولكنها فى هذه المرة لم تخلف الكثير، لأنها كانت قاصرة على المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد.

كما هاجمت مصر فى عام 1988 ما يقرب من 68 سربا من الجراد الصحراوي بعد عبوره للمحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبى، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية.

وفى عام 2005 حيث شهدت مصر أشد هجوما من قبل الجراد الأحمر، وغزا ما يقرب من 150 سربا من أسراب الجراد القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان.

وفى عامي 2007 و2011 عادت أسراب الهجوم على مصر قادمة من شبه الجزيرة العربية، ولكن نجحت الدولة فى مقاومتها والقضاء عليها دون أن تخلف أية أضرار.

وكان آخر الهجمات فى عام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجومًا قادما من الحدود الجنوبية للبلاد ووصل إلى عدد كبير من المحافظات المصرية مثل البحرالأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ، وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين وأثر على السياحة آنذاك.

عيد حواش المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة الزراعة السابق، قال إن مصر يوجد بها 400 محطة على مستوى الجمهورية من أجل مكافحة الجراد، ويكون هناك تخوف دائما من الجراد القادم من إفريقيا، ومن المدن الساحلية ومن جهة إسرائيل، حيث يكون قريبا جدًا من الحدود المصرية.

وأضاف "حواش" فى تصريحات لـ"التحرير"، أن مكافحة الجراد أصبحت من الأمور السهلة لدينا ومصر آمنة فى الوقت الراهن من هجمات الجراد، حيث تقوم وزارة الزراعة برصد حلقات الجراد والتعامل معها، ويتم التعامل معها مساء، لأن الجراد لا يأكل بمجرد أن يهبط من رحلته ولكن يأكل فجرا، لذلك يتم إمداد الفلاحين بالمبيدات فور رصد حلقات الجراد، وتقوم الوزارة برش المبيدات ليلاً باستخدام الطائرات لأنه أسرع وسيلة ويتم رش مساحات كبيرة جدا فى وقت قياسى، وتقضى على الجماعات بصفة نهائية.

وتابع "حواش": كلما كان التعامل مع جماعات الجراد مبكراً كان أفضل لأنه لو تم إهماله ستكون الخسائر جسيمة، ويقضى على الأخضر واليابس، وأضاف: أى حشرة تمثل خطورة على الزراعة ولكن من أشد أنواع الجراد خطورة هو الجراد الصحراوى ويسبب خسائر مادية جسيمة.

وأشار "حواش" إلى أن تصريحات رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة، فيها مبالغة كبيرة جدا، ولم يحدث أن بلغت الخسائر هذا الرقم من خلال المرات السابقة التى تعرضت مصر فيها لهجمات من الجراد.

ويمثل الجراد خطورة على المحاصيل والمزروعات، لأن الجراد يتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، عن طريق كسر الأشجار نظرا لثقلها عندما تستقر بأعداد كبيرة على الشجرة، وتتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد، يسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من مائتي مليون جرادة.

تلتهم الجرادات في كيلومتر واحد من السرب نحو 100,000 طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة "الجرادة تأكل 1,5 - 3 جرامات - الكيلومتر المربع يحتوي 50 مليون جرادة على الأقل".

عضو لجنة الزراعة يهاجم الوزارة

إلهامى عجينة، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، قال إن تصريحات ممثل وزارة الزراعة تأتى من قبيل "حصل الأمر أدينا قلنا ماحصلش ماخسرناش حاجة"، لأنهم يخافون من المحاسبة، فكان من الأولى به أن يقول ماذا ستفعل الوزارة فى مواجهة هذا الخطر وسبل مواجهته وكيفية تلافى هذه الخسائر التى تحدث عنها بدلاً من تصدير الأمر أمام الجميع.

وأضاف "عجينة" فى تصريحات لـ"التحرير": لا بد أن تأخذ الدولة احتياطاتها فى مواجهة هجمات الجراد إن صدقت توقعاتها، وأن توفر المبيدات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة وتوفير الطائرات الخاصة برش هذه المبيدات.

وتابع "عجينة": وزارة الزراعة لا تقوم بدورها "وجابت آخرها"، وفكرها غير متطور، وهذا حال عدد كبير من الوزراء، لأنهم يربطون الأمور بوجود قوانين عفى عليها الزمان، فمن الأجدى تعديل هذه القوانين.

وكيل لجنة الزراعة: الجراد خطر كبير على الدول

وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب عبد الحميد الدمرداش، قال إن الجراد من الأخطار الكبيرة على الكثير من الدول ومنتشر بكثرة فى الدول الإفريقية، ولكن وزارة الزراعة المصرية تمتلك من الآليات والخبرات فى مقاومتها مقاومة جيدة جداً، مشيرا إلى أن مصر لديها خبرات سابقة فى مكافحة الحشرات بصفة عامة والجراد بصفة خاصة، لأنها تعرضت لعدد من هجمات الجراد من قبل.

وأضاف "الدمرداش": وزارة الزراعة لديها برنامج شامل فى مقاومة الجراد من خلال الحدود باستخدام المبيدات وآليات الرش عن طريق المروحيات وآليات رصد تحركات الجراد لعدم تكرار مأساة عام 2013، حيث قضى الجراد على السياحة فى هذا العام.

رئيس بحوث الصحراء: مصر لا تواجه مخاطر

وبدوره قال رأفت خضر، رئيس مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة المصرية، إن هذه التصريحات والأرقام خاضعة إلى تكهنات، ولا يوجد أى دليل عليها، لأن مصر لا تواجه أية مخاطر فى الوقت الراهن من هجمات الجراد.

وأضاف "خضر" لـ"التحرير": مصر لديها الأسلحة اللازمة لمحاربة الآفات والحشرات، التى تهدد الزراعة، وعلى مدار السنوات الماضية اكتسبت الدولة خبرات فى التعامل مع هجمات الجراد القادم من إفريقيا، كذلك لدينا عدد من المصائد على الحدود الشرقية لمصر والمبيدات اللازمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل