المحتوى الرئيسى

دراسة: النكد يقصف عمر الرجل المصري.. وخبيرة: فلفل وبهارات الزواج

05/10 23:40

خلقت التركيبة النفسية للمرأة «العاطفة» وللرجل «الموضوعية»، ولكن انهيار الحياة الزوجية وارتفاع معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة، وصل إلى 3 ملايين حالة طلاق وأغلبها قضايا نفقة، وقد تصدرت مدن قناة السويس المركز الأول في معدلات الطلاق، وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، كان نتيجة لظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية، وظل «النكد» هو السبب الرئيس في زيادة نسب الطلاق ووصفها بالكارثة.

كانت آخر دراسة عن نكد الأزواج خلصت إلى أن العلاقات الزوجية المتوترة قد تترك آثارا سلبية على صحة الزوج، وربما تؤدي إلى الموت المفاجئ.

وقالت الدراسة التي استعرضها موقع "بولد سكاي" المعني بالشؤون الصحية، إن الزواج المضطرب، المليء بحالات التوتر و"النكد" قد يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية، خاصة لدى الرجال.

وتعرف اضطرابات القلب بالخطيرة، ورغم أسبابها المعروفة كالتقدم في السن، والأمراض الوراثية والجلطات، فإن التوتر هو أحد الأسباب الشائعة التي تتسبب في اعتلال القلب، تحديدا بين الرجال.

ويزيد «النكد» من معدل إفراز هرمون الكورتيزول، الذي بدوره يزيد مستوى الكوليسترول الضار في الدم، مما يؤثر بشكل خطير على صحة القلب.

وأثبتت الدراسة التي شملت أيضا استبيانا واسع النطاق، أن التوتر الناجم عن المشكلات الزوجية، أو الزواج التعيس بشكل عام، هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض المرتبطة بالقلب.

وخلصت الدراسة إلى أن "النكد" الزوجي يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية مفاجئة، ويبقى السؤال، هل المرأة بطبيعتها نكدية وهى من تخلق المشكلات وتفسد الأوقات السعيدة، وهى أكثر نكدا من الرجل؟

من جانبها قالت الدكتورة هالة حماد، أستاذ علم النفس، إن السبب في النكد والخلاف بين الزوجين وليس أحدهما، إذ إن هذه المشكلة ترجع إلى الاختيار الخطأ قبل الزواج والظن الخاطئ بأن الحياة بعد الزواج رومانسية فقط دون مسئولية، كما أن للأهل دورا فعالا في إشعال المشاكل، حيث إن كل طرف منهما يتحيز لذويه على حساب الطرف الآخر، فيحدث عناد كبير ومشادات عنيفة قد تؤدي إلى الطلاق.

وأضافت «حماد» أن الأصدقاء يمثلون عاملا كبيرا في حياة الزوجين، حيث إن الشباب عندما يلجئون إلى أصدقائهم فيجعلونهم يستهينون بالأمور ولا يفكرون في الوصول لحل بحجة أن المرأة نكدية بطبيعتها، وهذا يجعل الأمور تتفاقم أكثر.

كما أن الصديقات لهن دور كبير في مسيرة العلاقة الزوجية، إذ ينصفن الزوجة ويجعلنها المجني عليها دائما من زوجها ولا يواجهنها بالحقيقة وأنها مخطئة وضرورة التغاضي عن بعض الأمور تجنبا للمشاكل، بل يحرضن على العناد والانتصار على قهر الزوج وهذا يؤدي إلى تحول الحياة الزوجية إلى جحيم.

وقدمت أستاذة علم النفس حلولا للقضاء على النكد بين الأزواج، وأكدت ضرورة الاختيار الصحيح بين الزوجين في التقارب الفكري والثقافي والمستوى العائلي وتوافر الوضوح والصراحة بين الطرفين قبل الزواج واهتمام الأهل بتثقيف الطرفين، والأخذ بتوقعات للحياة بعد الزواج والتأهيل النفسي لتحمل المسئولية والتروي في حل المشاكل، حفاظا على استقرار الحياة الزوجية ونجاحها.

من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إن المتسبب في النكد بين الزوجين يختلف من حالة لأخرى، فكل حالة لها خصوصيتها، فأحيانا يكون الرجل نكديا، وأحيانا المرأة صعبة المزاج، كما أنه قديما كانت المرأة صبورة طويلة البال تتحمل زوجها وتتغاضى عن كثير من الأمور تجنبا للمشاكل.

وأضافت «خضر» أن المرأة الآن تعيش في "عصر التحدي" وأصبحت ترى نفسها قوية بحكم أنها تعمل وعلى قدر من الثقافة فتولد لديها قلة تحمل وصبر والتضحية من أجل إسعاد أسرتها، فأصبحت تتحدى زوجها والرجل يرفض التحدي ويحدث احتكاك بين الزوجين، ومن هنا تحدث شرارة الطلاق.

وتابعت: «يرجع ذلك إلى عدم وجود ثقافة قبل الزواج كما في الدول الأخرى، فنحن مليئون بالقشور ولا ننظر للأمور الأكثر أهمية، كما أن الخلافات الزوجية لها آثار سلبية وخيمة على نفسية الطفل، حيث إنه عندما يرى أبويه يتشاجران معا يتألم ويتولد لديه مشاعر العنف والكراهية مما يجعله إنسانا غير سوي».

ولفتت أستاذ علم الاجتماع أن الحل يكمن في ضرورة حصول الأزواج على دورة تدريبية قبل الزواج، لمعرفة أسس الزواج وفنيات التعامل وتحمل المسئولية الكاملة، تجنبا لحدوث الاحتكاك الذي يؤدي إلى وقوع شرارة الطلاق في بعض الأحيان.

واستطردت أن المجلس القومي للمرأة عليه الاهتمام بهذه المسألة بشكل أكبر وليس الاهتمام بالتنمية البشرية فقط وضرورة توعية المرأة بأن نظرية ربط الرجل بكثرة الإنجاب نظرية خاطئة، والحرص على أهمية توافر التفاهم بين الزوجين تجنبا لحدوث الطلاق، مشيرة إلى أن للظروف الاقتصادية دخلا كبيرا في المشاكل الزوجية، حيث إن الزوج يبذل قصارى جهده من أجل توفير احتياجات أسرته، ولكن لا يتمكن من ذلك في ظل ارتفاع الأسعار مما يشعل المشاكل بين الزوجين.

واختلفت إنجي خضير خبيرة العلاقات الأسرية، في الرأي، وأكدت أن هناك دراسات كشفت عن النكد بين الزوجين من أهم أسباب السعادة الزوجية، ويعتبره البعض مثل «الفلفل والشطة» لإعطاء حياتهم الزوجية نكهة من نوع خاص، ولكنها في أغلب الحالات غير مألوفة، والدليل على ذلك أننا لم يسبق لنا رؤية هذه المعدلات الضخمة من حالات الطلاق إلا في الآونة الأخيرة فقط.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل