المحتوى الرئيسى

بالصور| النحت على خشب السرسوع.. بدأه نحات فرنسى وأتقنه الأقباط

05/10 22:45

كانت البداية فى ستينات القرن الماضى على يد أحد الرهبان الفرنسيين، أراد أن ينقل خبرته فى النحت على الخشب إلى شباب قرية «حجازة» فى محافظة قنا، فالتفّ حوله نحو 40 شاباً وطفلاً، أخذ يعلمهم الرسم أولاً، ثم النحت على قطع خشب صغيرة الحجم.

الستينى «صبحى رياض»، فنى النحت فى ورشة جمعية أقباط الصعيد، كان واحداً من الأوائل الذين تدربوا على هذا الفن: «كنا بنروح للراهب الفرنسى نقعد معاه بالساعات نتعلم منه النحت».

توسع النشاط تدريجياً، وتم تقسيم «صبحى» ومن معه من متدربين إلى مجموعات، ظلوا يتدربون ويعملون فى هذا المجال لسنوات، إلى أن مات الراهب الفرنسى، وتبنّت جمعية أقباط الصعيد الفكرة بعد ذلك، وقامت بتوسيع الورشة الأساسية فى القرية، إضافة إلى تدريب شباب جدد على المجال ومساعدتهم فى فتح ورش خاصة بهم، حسب «صبحى».

مراحل النحت على «خشب السرسوع» متعددة، تبدأ من إحضار الشجرة نفسها إلى فناء الورشة المتسع، والمملوء بجذوع «شجر السرسوع» كبيرة الحجم، لتنتظر دورها فى النشر، حيث يتم تقطيع أجزاء الشجرة لأحجام معينة عن طريق منشار كبير بجوار باب الدخول، صممه الراهب الفرنسى بنفسه، وهو منشار لا يوجد منه فى محافظات الصعيد سوى واحد آخر فقط فى محافظة المنيا، وما زال يعمل بنفس الطريقة التى بدأ بها حتى الآن، حسب «صبحى»، فهو عبارة عن رافعة تضع قطعة الخشب على عربة تسير بسرعة تتناسب مع دوران المنشار بحيث تخرج فى مقاسات معينة، تكون جاهزة بعد ذلك للتشكيل والنحت.

داخل ورشة النحت، على يمين الفناء، وقف «صبحى» أمام طاولة متوسطة الحجم، ممسكاً بقطعة من الخشب، وأخذ فى الطرْق عليها لنحت شكل يريده، فى عمل قد يدوم يومين أو ثلاثة أيام حتى تخرج المنحوتة فى شكلها النهائى، حيث تتنوع ما بين أدوات المطبخ المختلفة، أو الهياكل المجسمة، أو منحوتات الديكور، أو أى أشكال أخرى يمكن أن يطلبها العميل، بحسب «صبحى»، الذى أضاف قائلاً: «دايماً بنحاول نجدد ونطلّع إبداعنا وخيالنا فى المنتجات اللى بنعملها، وما زلنا لحد دلوقتى شغالين بالرسومات اللى بدأ بيها الراهب الفرنسى، ومنتجاتنا بتروح معارض فى القاهرة».

شجرة السرسوع من الأشجار غير المنتشرة فى مصر بكثرة، تنمو فى المناطق الحارة، حسب ما يقول «بهاء فاروق»، المدير المالى والإدارى للورشة، ومصدرها، بالنسبة لهم، هو أسوان فى أغلب الأحيان، وهى شجرة لم يكن لها قيمة أو ثمن لفترات طويلة، إلا أن مهنة النحت على خشبها زادت من قيمتها، وفق «بهاء»، الذى قال إن طن الخشب منها بعد أن كان سعره 700 جنيه فقط، قفز إلى 3 آلاف جنيه، وهو ما دفعه إلى إدخال أنواع جديدة من الشجر فى الصناعة مثل شجر «الكاى» لتشابهه مع شجر السرسوع، ورغم ذلك يُستخدم فى أضيق الحدود للحفاظ على أساس المهنة، حسب «بهاء»، الذى أضاف قائلاً: «مشكلة الشجر ده إنه معمر، يعنى عشان أزرعه دلوقتى هاخد منه بعد 30 سنة، وفعلاً خدنا قطعة أرض وهنزرعها عشان الأجيال اللى طالعة بعد كده يلاقوا الخشب اللى يشتغلوا بيه».

بالصور العسل الأسود.. «الحلو اللى خارج من عرق جبين الفلاحين»

"يا حلو مين يغزلك؟".. "الفركة" من "نقادة" إلى السوق العالمية

بالصور هنا "جراجوس".. قلعة صناعة الخزف القناوى

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل