المحتوى الرئيسى

1.5 % من طالبي اللجوء الجدد في ألمانيا ملزمون بالمغادرة

05/10 22:12

جاء ذلك في رد للحكومة الاتحادية على استجواب من الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي. وذكرت الحكومة في ردها أن عدد طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم وصدر بحقهم قرار "قابل للتنفيذ" بمغادرة البلاد، وصل بحلول نهاية آذار/مارس الماضي إلى 24 ألف و212 بما يعادل نحو 1.5% من أصل 1.68 مليون لاجئ أجنبي دخلوا البلاد منذ 2013.

يسعى رؤساء الكتل البرلمانية للتحالف المسيحي بزعامة ميركل على مستوى الاتحاد وعلى مستوى الولايات تخصيص دروس للاجئين في شأن فهم الدستور الألماني وقيم المجتمع. لكن المستشارة ميركل تعتقد أن هذا الأمر متروك للولايات. (07.05.2018)

طالب قادة من الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة ميركل بممارسة المزيد من الضغوط على الدول التي ترفض استقبال مواطنيها من طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم. وذهب بعضهم لحد إلغاء المساعدة التي تقدمها ألمانيا لهذه الدول. (06.05.2018)

وينحدر أغلب طالبي اللجوء الملزمين بالمغادرة، من ألبانيا (2688 شخصا) وصربيا وكوسوفو ومقدونيا وروسيا والبوسنة والهرسك. وبالإضافة إلى هؤلاء، فإن هناك نحو 9200 شخص ليس لهم حق إقامة ولكن لم يتم تسجيل إلزامهم بالمغادرة بعد في السجل المركزي للأجانب.

وهناك من بين اللاجئين القادمين إلى ألمانيا منذ 2013، ولا يزالون يقيمون في فيها ، نحو 700 ألف شخص حصلوا على وضع حماية لأنهم مضطهدون أو مهددون بالموت، فيما حصل نحو 200 ألف على تصريح إقامة أو حق البقاء لأسباب إنسانية أو عائلية.

من جانبها، قالت أولا يلبكه، السياسية المختصة بالشؤون الداخلية في حزب اليسار، إن من غير الممكن تفهم "هيستريا الترحيل" الراهنة وذلك نظرا للعدد الضئيل نسبيا للأشخاص الملزمين بالمغادرة. وأضافت يلبكه أن " من قبيل السخرية التي لا يمكن تجاهلها أن هذه الأعداد الجديدة  نُشِرَتْ في أعقاب استجواب حزب البديل".

يذكر أن حزب البديل قدم نفسه في معركة الانتخابات البرلمانية في خريف العام الماضي على أنه حزب مناوئ للاجئين وللجوء.

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل