المحتوى الرئيسى

«نجع البارود».. القرية التى هزمت أسطول نابليون بـ«النبوت» تعانى الإهمال

05/10 18:47

يعيش أهالى قرية «نجع البارود» التابعة لمركز قفط، جنوب قنا، فى حالة حيرة وغضب من مسئولى المحافظة، خاصة مجلس مدينة قفط، بسبب الإهمال والتقسيم الإدارى لقريتهم الذى «يصيبهم بالشلل»، على حد تعبيرهم.

ويتساءل الأهالى: كيف لأبناء قرية حددوا تاريخ محافظتهم، بعد أن هزموا أسطول القائد الفرنسى نابليون بونابرت فى 3 مارس عام ١٧٩٩م فى مجرى نهر النيل، وجعلوا هذا اليوم عيداً قومياً للمحافظة، كيف لم يشفع لهم ذلك فى الاهتمام بقرابة ١٠ آلاف نسمة وتوفير الخدمات لهم؟

«الوطن» زارت القرية وتحدثت مع أهلها للتعرف على تاريخ مرّ عليه ٢١٦ عاماً، بعد أن قسم الإهمال الإدارى القرية إلى ٣ مناطق «شمال وجنوب وشرق»، كل منها تابع لمجلس قروى مختلف، إضافة إلى نقص كبير فى الخدمات والمرافق والبريد والألعاب الرياضية.

«نحن نجع صنع أجداده تاريخاً ما زال خالداً، بعد اتخاذ ملحمة الانتصار على نابليون بونابرت عيداً قومياً من قبَل المحافظة من كل عام يوم 3 مارس، ولكن للأسف أصبحنا مزاراً للمسئولين والمحافظ فى القرية للاحتفال بهذا الحدث أمام النصب التذكارى للمعركة فقط، فى وقت يفتقر فيه أهلها إلى خدمات آدمية». هكذا بدأ إكرامى الشاذلى، أحد أبناء القرية، حديثه.

«الشاذلى»: نتلقّى وعوداً من المسئولين خلال احتفالات العيد القومى بالاهتمام «تتبخر» مع مغادرتهم إلى مكاتبهم

وأضاف «الشاذلى» لـ«الوطن» أن «نجع البارود به أكثر من 10 آلاف نسمة، وهو يعانى من نقص الخدمات فى الوحدة الصحية، ومن عدم وجود مركز شباب أو حتى ملاعب رياضية، وعدم وجود صرف صحى، ولا يوجد حتى مكتب بريد لخدمة القرية، كما أن وعود المسئولين تكون فى موعد احتفالات العيد القومى أمام النصب التذكارى فى بداية القرية وتتبخر بعد المغادرة وعودتهم لمكاتبهم».

وأوضح «الشاذلى» أن أهالى النجع يعيشون فى حيرة من أمرهم، بسبب التقسيم الإدارى للقرية التى تتبع 3 مجالس محلية قروية وهى «الشيخية والبراهمة والعويضات»، مشيراً إلى أنه فى البيت الواحد قد تجد 3 أشقاء بطاقات تموينهم مختلفة، كل واحد منهم يتبع وحدة تموين تابعة لوحدة قروية غير الآخر، فضلاً عن المشاكل التى تحدث بسبب تخبط رؤساء هذه الوحدات القروية، فكل منهم يلقى المسئولية على الوحدة الأخرى خلال إنهاء طلب لمواطن، مثلاً قد يكون رخصة بناء أو مياه شرب أو غيرها من الخدمات المنوطة بها.

ويرى الشاذلى أن هناك «أيادى خفية» من كبار عائلات ورجال أعمال المدينة من أصحاب النفوذ يعمدون لتقسيم القرية، بسبب وجود مصلحة من تقسيم وتحويل البارود إلى مناطق مقسمة لخدمتهم فى الانتخابات البرلمانية، موضحاً أن الأمر ما زال قائماً رغم تقديم عدة شكاوى من قبَل المواطنين للمحافظ والمسئولين، إلا أن جميعها «حبيسة الأدراج» مع أنه أمر ملح للقضاء على حالة التشتت التى يعيشها الأهالى بين 3 وحدات قروية.

وأشار إلى «عدم وجود مقلب قمامة بالنجع، خاصة أن حماية النيل تقوم بتحرير محاضر للمواطنين بتهمة إلقاء المخلفات فى النهر وهذا لم يحدث»، متسائلاً: كيف نلوث قطعة من النيل كانت شاهدة على تاريخ الأجداد فى محاربة الفرنسيين؟ لافتاً إلى أنه طلب من رؤساء الوحدات القروية المعنية كل فى منطقته بأن يرسلوا عربة قمامة لرفع المخلفات مرة أو مرتين فى الأسبوع، ولكن كالعادة كانت الردود «وردية» حتى تراكمت الزبالة فى كل مكان أو يقوم البعض بإلقائها فى موقع بعيد حتى لا تسبب أمراضاً للأهالى.

من جهته، قال محمود حسين، أحد الأهالى، إن «المشاكل فى نجع البارود كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، حيث إننا نعانى من عدم وجود طبيب دائم مقيم فى الوحدة الصحية للكشف على المرضى»، موضحاً أن الوحدة الصحية لم تشهد وجود أى طبيب منذ سنين، ويعمل موظفوها الإداريون فى كتابة شهادات الميلاد والوفاة وإعطاء التطعيمات للأطفال فقط لا غير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل