3 صراعات إقليمية ودولية على الأراضي السورية.. والشعب وحده يدفع الثمن - صوت الأمة

تشهد الأراضي السورية 3 صراعات إقليمية ودولية، تتناحر فيها كل من القوى المتخاصمة لتحقيق انتصارات على الأخرى، ولكن تلك القوى اختارت أن تكون أرض المعركة بعيدة عن أراضيها، واجتمعوا بشكل كامل في سوريا، ليظل الشعب السوري يدفع ضريبة تلك الصراعات الدولية بين القوى الكبرى.

لا يخفى على أحد ، الصراع الواضح والمكشوف بين كل من القوتين العظميتين في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فكلاهما يسعى بكل السبل لاستقطاب أطراف روسية لضرب الأخر، سواء بطريقة مباشر أو غير مباشرة، ولعل الضربة الثلاثية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري عمقت هذا الخلاف، وفي الوقت الذي لم تستهدف هذه الضربة أيا من القوات الروسية، وسط أنباء أن موسكو كانت على علم بهذه الضربة، إلا أن الخاسر كانت الشعب السوري، وسط مؤشرات أن هذه الضربة كانت محاولة لتوجيه رسالة من واشنطن لموسكو أن أسلحتها قادرة على تخطي الدفاعات الروسية.

ويتضح أيضا هذا الصراع في المحافل الدولية، خاصة جلسات مجلس الأمن، والهجوم المتبادل الذي يشنه مندوبي الدولتين على بعضهما، وتوجيه الاتهامات لكل منهما، ليعمق هذا الصراع بين الطرفين داخل الأراضي السورية.

خلال الفترة الأخيرة شهدت هجوم صاروخي من جانب الاحتلال الإسرائيلي على بعد المواقع الإيرانية في سوريا، وأهداف سورية يتواجد بها عناصر إيرانية، كان من بينها مطار التيفور السوري، سقط فيه سوريين وإيرانيين، ثم استهداف منذ عدة أيام مراكز إيرانية في دمشف، وخلال الساعات الماضية استهدفت إسرائيل أيضا مواقع للنظام السوري كتصعيد ضد إيران، لترد إيران بإطلاق صواريخ ضد أهداف إسرائيلية في هضبة الجولان، ليسفر هذا القصف المتبادل عن حدوث ظلام دامس في العاصمة السورية دمشق.

من بين الصراعات أيضا الدولية التى تحدث داخل الأراضي السورية، الصراع التركي الفرنسي في شمال سوريا، فبعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرته بشكل كامل على  مدينة عفرين السورية، وتغلغله نجو وسط سوريا مرورا بمنطقة تل رفعت، استنجدت قوات سوريا الديمقراطية بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن إرسال قوات فرنسيا لمساعدة الأكراد للوصول لعملية سلام، بل إنه هدد أنقرة بأنه أي استعمال للقوة سيسفر عنه مواجهات مباشرة بين الطرفين.

كل هذه الصراعات الإقليمية تشهدها سوريا، في مخطط يبدو أنه يحاك منذ سنوات لتقسيم هذه الدولة العربية، ويظل الشعب السوري، يدفع ضريبة تلك الصراعات التي أراد أصحابها أن يكون السوريين هم ضحاياها بدلا من شعبوهم.