"عود كبريت" كلمة السر.. روايات "مرعبة" لأهالي عزبة النخل بعد حريق الفيلا المهجورة

ربما تمثل حوادث الحريق اليومية، واقعة اعتاد الجميع على قصصها المتشابهة، وسيناريوهات أسبابها شبه المتوقعة، إلا أن احتراق فيلا مجهورة دون التوصل إلى مبرر مؤكد لما حدث، خلق حالة من الجدل بين شهود العيان.

وتمكنت رجال الحماية المدنية، صباح اليوم الأربعاء، من إخماد حريقًا اندلع بإحدى الفلل المهجورة منذ سنوات، بمنطقة عزبة النخل الشرقية، دون التوصل إلى مسببات الحادث الحقيقية، في هذا الصدد رصدت "الفجر" روايات القاطنين بالمنطقة المحيطة بالفيلا، في محاولة للتوصل إلى ما وراء هذا الحريق المجهول.

بمجرد أن تطأ قداميك هذا الشارع الضيق الذي تحاط فيه الفيلا بسور مرتفع، تبدأ تشم رائحة الدخان المتصاعدة من الحريق الذي تم إخماده بعد تسلله بين أوراق النخيل والأشجار التي تظلل المنطقة، لتصف "نيفين"، مالكة الفيلا المجاورة، هول ما حدث في هذا المسكن المهجور منذ سنوات " النار طلعت فجأة  حرقت كل حاجة لدرجة إنها أثرت علينا وطالت الشبابيك بتاعتنا بهدلتها "، مضيفة أن سبب الحريق ليس واضحًا حتى الآن، ولكن الأقاويل تشير إلى أن أحد المارة من فوق كوبري المشاه المجاور للفيلا، ألقى عود ثقاب وسيجارة من الأعلى لتسقط على سطح الفيلا وتنشب النيران.

وفيما يتعلق بأصحاب هذه الفيلا؛ تقول السيدة الخمسينية، أنها تقطن في المنطقة منذ عشرات السنين ولم يتمكنوا من التعرف إلى أصحابها أو ملاكها "مفيش ناس بتتردد عليها أصلًا".

يقول الحاج حمادة، سائق ميكروباص بالمنطقة، أن الفيلا تحدث بها العديد من الأشياء المثيرة للغرابة، حيث عثر على برج حمام وحيوانات منزلية تتربى بداخلها، بالرغم من عدم مشاهدة سكان لها منذ فترة طويلة "هو إزاي أصلا حريق ممكن يحصل في الفيلا فجاة كده ومفيهاش ناس أكيد فيه سر ورا كل دا وإحنا مكتشفناهوش لحد دلوقت".

والتقطت فاطمة السيد، بائعة بكشك صغير مجاور للفيلا، أطراف الحديث، لتوضح لنا أن هناك من شاهدوا خيالًا لأناس يتحركون بالداخل منذ فترة "حتى لحظة الحريق أنا مشوفتهاش كنت في الشغل بس بيقولوا كأن فيه حد خرج من الفيلا وقت الحريق بس محدش لمحه"، لتضيف مازحة: "شكلهم عفاريت وربنا ما يورينا بقا".

يروي مصطفى حامد، أحد ساكني المنطقة  الذي شاهد تفاصيل الحريق، أن النيران شبت بشكل مفاجئ في الفيلا، بطريقة أفزعت جميع المارة والسكان "محدش يعرف حاجة كله اتفاجئ بالحريق عشان جاي من جوا".

وأشار "حامد" إلى أن سبب الحريق المتوقع قد يكون ماس كهربائي، لوجود الكثير من الأسلاك بالداخل وبالمنطقة المحيطة بالجراج خلف المبنى.

ويضيف الشاهد، أن هذه الفيلا من المستحيل أن تكون مهجورة "إزاي مفيهاش سكان وأنا من اللي شوفته وسمعته إن الناس اللي فيها أول لما لقيوا نار جريوا بره والدليل إن كان فيه حمام متربي جوا وكان بيتربى فيها كلاب من كام سنة".